الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تذكار رحيل مثلث الرحمات الأنبا ثاؤفيلس رئيس دير السريان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
‎يشهد اليوم الخميس 5/12/2019 الموافق 25 من شهر هاتور المبارك، تذكار رحيل مثلث الرحمات الانبا ثاؤفيلس رئيس دير السريان العامر في 5/12/1989، حيث كان تاريخ الرهبنة: 29 يناير 1926 -21 طوبة 1644 ش، وهو من أبناء دير السريان
‎كان اسمه العلماني، عبد الشهيد صادق ثم أبونا الراهب القمص ثاؤفيلس السرياني، وتاريخ الرسامة أسقفًا: 25 يوليو 1947م، أسقف ورئيس دير السريان، وادي النطرون، وتمت رُسِمَاته بيد البطريرك: مثلث الرحمات الأنبا يوساب الثاني 115، إلى ان رحل عن عالمنا عصر الثلاثاء 5 ديسمبر 1989م
‎ولد الانبا ثاؤفيلس في 10/3/1908م بقرية الريدانية، المنصورة، وحضر إلى دير السريان في أواخر 1925م، وتمت رهبنته في تذكار نياحة السيدة العذراء بيد أمين الدير القمص جرجس إبراهيم أبو كفة، في عهد رئاسة القمص مكسيموس مع الراهب المتنيح القمص موسى، ورسمه مثلث الرحمات البابا يؤانس الـ19 قسًا في صوم العذراء الموافق أغسطس 1934م. مع آخرين، والتحق بمدرسة الرهبان بحلوان، وتخرَّج منها في 1939م.
وفى أغسطس 1939م ان عُيِّنَ وكيلًا للدير مع القمص فيلوثاؤس رئيس الدير السابق له، إلى ان رُسِمَ قمصًا في1946م، وتولى رئاسة الدير في12/12/1947م،بعد نياحة الرئيس، ورسمه مثلث الرحمات البابا يوساب الثاني 115 أسقفًا لدير السريان، مع خمسة أساقفة للحبشة منهم الجاثليق الأنبا باسيليوس المتنيح، والأنبا ثاؤفيلس الذي صار بعده بطريركًا للحبشة.
‎يذكر أنه أول رئيس يمضي أوقاتًا بالدير بين أبنائه الرهبان، يرى احتياجات الدير، ويقود الصلاة خاصة في الآحاد والمناسبات، وايضا أول رئيس بالنسبة للدير والأديرة الأخرى أيضًا يقبل رهبنة المثقفين الخدام ذوى المؤهلات العُليا. وكان من هؤلاء الراهب أنطونيوس مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث 117، فجعل منهم النواة الأولى التي شجعها على تعمير الدير، فكانت نهضة رهبانية وعمرانية وثقافية لم يشهدها الدير من قبل.. وبذلك كان أول رئيس يجعل دير العذراء السريان رائدًا للنهضة الرهبانية والثقافية والعمرانية بالنسبة لبقية الأديرة التي أخذت عنه الكثير، كان أول من أنشأ مباني ضخمة للرهبان عمارتين خراسانيتين تحوى قلالي للرهبان إحداهما داخل الدير الأثري في الخمسينات وكان أول مبنى خرساني يُنشأ في الأديرة والأخرى بحديقة أو جنينة الدير تم اكتمالها عام 89م، وأيضًا أول من أنشأ قلالي منفردة خارج أسوار الدير، وكانت فكرة واهتمام الراهب أنطونيوس (مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث 117) في عام 1960، بالإضافة إلى كونه أول من زرع مزرعة صغيرة خارج أسوار الدير، وكان له تعبه الكثير فيها خاصة ماكينات المياه التي كانت له خبرات بها، وحاليا اضيفت مزارع جديدة إليها، وأول من بنى صهريج خرساني كبير للمياه بالدير.
‎كان الأنبا ثاؤفيلس يحب القراءة بالمكتبة خاصة ما هو قديم من مخطوطات وكتب ومجلات، وبذلك كان مشجعًا لجعل مكتبة الدير تزخر بآلاف الكتب والمراجع القيِّمة، وبالتالي كان ذلك له أثره الواضح في تشجيع الموجودين بالدير على الكتابة والتأليف. لذلك هناك مجموعة من أباء دير السريان أصدرت العديد من الكتب، وعلى رأسهم مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث، بل ومازال بعض أباء الدير يواصلون عمل الكتابة والتأليف وفى الأجيال السابقة كان القمص أرمانيوس البرماوي السرياني قد أصدر عدة كتب قيمة وغيره، وكانت المكتبة في الحصن القديم، ثم نُقِلَت إلى القصر الجديد الذي بناه القمص مكسيموس عام 1914م. تقريبًا.
‎وفى عهد مثلث الرحمات الأنبا ثاؤفيلس نُقِلَت إلى عمارة الآباء الرهبان التي بُنِيَت عام 1956م. تقريبًا، وعهد بها إلى الراهب أنطونيوس (مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث 117)، فقام بفهرستها، وتقسيمها إلى أقسام، وترقيمها، وعمل كارتات لها، وأضاف إليها الكثير من المراجع العربية والأجنبية..
‎كانت أبرز إنجازاته انه أول من أدخل مطبعة للدير عام 1951، أصدرت حتى الستينات مجموعة قيمة من الكتب وكانت تصدر كُتَيِّبات صغيرة وميامر أقوال الآباء كانت تُوَزَّع في الأعياد مجانًا على الشعب، حاليًا لا توجد مطبعة بالدير، كان له دورًا جليلًا في حركة التعمير الأولى في الدير، وكان بيت الخلوة من عمائره التي سبقت أديرة كثيرة في ذلك الوقت. فقد أنشأه عام 1959م، كان بسيطًا في معيشته، ناسكًا في أكله، متمسكًا بالصوم حتى أواخر حياته، بل وناسكًا في ملبسه، رهبن نيافته 136 راهبًا، كان أولهم الراهب يوسف السرياني في 5/8/1947م، كما قام نيافته برسامة غالبية رهبان الدير قسوسًا وقمامصة، كان أول من أعلن عن عدم قبول الدير الزائرين في أيام الصوم المقدس حِفاظًا على هدوء الدير وروحانية الرهبان في تلك الفترة، كما بنيت في عهده للدير منارتان عاليتان، وشيد قصرًا للضيافة ومكتبة، وسيم في عهده من الدير 18 أسقف وخورى ايبسكوبوس، وكان أكبر شيوخ البرية وفى مقدمة رؤساء الأديرة، بل وفى مقدمة الآباء الأساقفة خاصة أن غالبية أباء المجمع المقدس في جيله يُعتبرون من أبنائه، وعلى رأسهم مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث الذي كان يكن له كل تقدير واحترام.
وفى عام 1976 احتفل مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث ومعه بعض الأساقفة والآباء رهبان الدير ودير الأنبا بيشوي وبعض الآباء الكهنة باليوبيل الذهبي مرور 50 سنة على رهبنة نيافة الأنبا ثاؤفيلس، وأُلْقِيَت كلمات الوفاء من الآباء الأساقفة والرهبان، وفى الختام ألقى مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث كلمة حب وتقدير لنيافته وقُدِّمَت الهدايا له، وتذكر الجميع فضائله وتعبه لأجل الرهبنة عامة ولدير السريان خاصة، وفى عام 1989 بدأ عامه 64 كراهب، وبدأ عامه 42 كأسقف لرئيس الدير. وبذلك كان معاصرا لستة آباء بطاركة: البابا كيرلس الخامس البابا 111 البابا يؤانس 19 البابا مكاريوس الثالث البابا يوساب الثاني، البابا كيرلس السادس، البابا شنودة الثالث.
‎يذكر أنه ثاني رئيس يقضى أكبر فترة في رئاسة دير السريان بعد القمص مكسيموس الذي قضى 45 سنة في الرئاسة، إلى ان رحل عن عمر يبلغ قرابة 82 عامًا، وأُقيِمَت الصلاة على جثمانه في 6 ديسمبر بالكاتدرائية المرقسية كلوت بك، وحضر الصلاة خمسة عشر أسقفًا، ولفيف كبير من الآباء الكهنة، وآباء رهبان عن جميع الأديرة، وشعب غفير، ثم نُقِلَ جسده إلى الدير حيث صلى على جثمانه بعض الآباء الأساقفة والرهبان والشعب، ثم أودِع جثمانه بمقبرة تحت المنارة الغربية بالدير مع أخيه في الرهبنة القمص موسى السرياني.