سؤال يتبادر إلى ذهنك فور أن ترى صنعة بدأت في الاندثار، من أين سيأتى رزق هذا الصنايعى؟ والإجابة تسبق السؤال، من عند الله، الذى ألهمه تلك الصنعة قادر على له أن يفتح له بابا لرزقه، كما جعله في رجل الحصان.
عم لطفى عبدالحافظ، أحد الأرزقية الذين يخرجون كل صباح على باب الله يجلس بأحد شوارع أرض اللواء بالجيزة، تحيطه قطع حديدية ومسامير من كل جانب ممسكا بنصل «سكين» حاد يستخدم لتسوية حافر الحصان، وبعد أن ينتهى من تقليم الجزء غير المرغوب فيه، يقوم بتنعيم الحافر بواسطة مبرد سطحه خشن، ثم المرحلة الأخيرة وهى تركيب الحدوة ثم دق المسامير بقدم الحصان بواسطة شاكوش صغير.. ما فعله يسمى صناعة «الحدوة»، وهى قطعة حديدية تأخذ شكل حافر يتراوح عرضها بين ١.٥ و٥ سم وسمكها ٠.٥ سم وطولها ٢ سم، بها من ٨ إلى ٦ ثقوب كى تثبت بها المسامير، يتم تركيبها بأقدام الحصان كى تحميها من التآكل خاصة بالطرق الصلبة والحفر والحصى المنتشر بالشوارع.
يقول عم لطفى: «ورثت المهنة عن أبى وجدى ورغم أن العائلة اشتهرت بتلك الحرفة إلا أننى فشلت في تعليمها لأبنائى الذين رفضوها بسبب قلة العائد المادى لها كما أنها تحتاج إلى مهارة كبيرة بكيفية تشكيل المعدن في النار بدقة وأمان».
وأضاف: «المهنة كل يوم في النازل وحالتنا بقت صعبة قوى، وأنا الوحيد اللى في أرض اللواء أصنع الحدوة للأحصنة والحمير اللى بتجر العربيات (الكارو) بالمناطق الشعبية، حيث يوجد عدد كبير من أصحاب تلك العربات والحنطور يطلبوننى بالاسم»، مشيرا إلى أنه يصنع الحدوة بعد أخذ مقاسات قدم الحمار أو الحصان، على أن يقوم صاحب الحصان أو الحمار بمساعدته في تركيبها.
واختتم عم لطفى: «الحدوة تحمى أقدام الأحصنة والحمير من التآكل ومن الطوب والزلط اللى في الشوارع، كما أنها تحميها من مياه الأمطار بالشوارع في فصل الشتاء، وتخليه يقدر يمشى كويس وسريع بدون معوقات».