الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المحافظون ونوابهم.. والمستقبل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأربعاء الماضى أقسم ستة عشر محافظًا جديدًا على اليمين الدستورية، مع من تم نقلهم من محافظة إلى أخرى، كما أقسم ثلاثة وعشرون نائبًا للمحافظين من الشباب فى سابقة لم تحدث من قبل، وهو الشيء الذى أحدث حالة من الارتياح والأمل فى مستقبل يستفيد ويعتمد على القوة الشبابية التى هى نصف الحاضر وكل المستقبل. فلا شك أن مؤتمرات الشباب التى تبناها السيسى والتى تعقد فى كل محافظات مصر من الشمال إلى الجنوب، ويتم فيها إدارة حوار بين الشباب بكل فئاته وتصنيفاته مع السلطة من رئيس الجمهورية والوزراء وكبار المسئولين فى الدولة، كان وسيظل لها مردود إيجابى يتمثل فى تربية الشباب على الحوار الموضوعى والهادف وكذلك المواجهة مع المسئول أيًا كان موقعه، وهو الشيء الذى يؤسس ويطبق مبدأ المشاركة الشعبية والجماهيرية، كما أن هذه المؤتمرات كانت بداية لاهتمام حقيقى بالشباب مع اكتشاف مواهب شبابية لا بد أن تُرصد وتُتابع وتُدرب كى تأخذ الفرصة لأداء أدوار وطنية تضيف إلى الوطن من إمكانات ومواهب أبنائه، كما أن المحافظين وفكرة نوابهم المستحدثة يمثلون حجر الزاوية والركن الأساسى فى تطوير الإدارة المحلية لما لها من أهمية قصوى فى الاتصال المباشر بالجماهير وعلى كل المستويات من عواصم المحافظات إلى أصغر القرى والنجوع، كما أن هذه المحليات هى المنوط بها تقديم الخدمات الجماهيرية من صحة وتعليم وثقافة وكل ما يرتبط بحياة المواطن من خدمات. وأهمية هؤلاء وتلك الحركة الجديدة وبهذه التشكيلة يتركز فى الإدراك العام والعملى فى ما وصلت إليه حالة الإدارة من تسيب فى كثير من المواقع ومن عدم الاهتمام الحقيقى بمشكلات المواطن وحلها على أرض الواقع، كذلك متابعة ومحاسبة كل المنحرفين والفاسدين الذين أوصلونا إلى الحد الذى لا يطاق ولا يمكن السكوت عليه فى هذا المجال، حيث إن الفساد بأشكاله وأنواعه واستمراره قد ساهم كثيرًا فى إيجاد حالة من اللامبالاة والإحساس بالتمايز المجتمعى، الشيء الذى يؤثر بلا شك على حالة الانتماء الحقيقى للوطن، خاصةً فى ظل هذه التحديات التى يواجهها. وفيما يخص المحافظين للأسف وبكل صراحة وحتى الآن لا نشاهد التزاما حقيقيا بالخطة والرؤية التى يقدمها الرئيس للمحافظين بعد أداء القسم، ما نراه فى أيام المحافظ الأولى هو الاهتمام بالنزول إلى الشارع لزيارة مفاجئة للمدارس والمستشفيات وبعض المصالح مما يجعل المحافظ فى الشارع ويمكن مقابلة الجماهير بشكل مباشر، وطبعًا يتم هذا فى وجود الإعلام ومندوبى الصحافة فى المحافظة الذين فى كثير من الأحيان يتحولون إلى تبعية غير مباشرة بالمحافظة والمحافظ ناسين دور الإعلام والصحافة المهم فى رصد مشكلات الجماهير وفى متابعة حلها بعيدًا عن العلاقات الخاصة التى تحكمها المجاملة ورد الجميل، وخلال الأسبوع الماضى فقط وبعد الحركة الأخيرة لو أعدنا تصفح الصحافة سنرى أغلب الصحف نشرت جولات المحافظين من اليوم الأول، وبنفس الوتيرة وبذات المنهج الذى اعتدنا عليه منذ سنوات وسنوات، ثم تعود ريما لعادتها القديمة ليظل المحافظ فى مكتبه ويمكن أن يتفضل بلقاء جماهيرى كل أسبوع يتحول فى الغالب إلى حل نظرى للمشكلات أو فى أحسن الأحوال يكون هناك بعض الوعود من المحافظ لكى يتم تنفيذها من رؤساء المراكز والأحياء فتنتهى هذه الوعود بفض المؤتمرات، وذلك لغياب المتابعة الحقيقية لكل قرار اتُخذ ولكل وعد وُعد به، وهنا نضرب مثلا عمليًا من مركز القوصية، وهو مركزى الذى أقيم فيه، فهناك عملية توصيل الغاز للمنازل، وهذا شيء عظيم، ولكن قد تحولت شوارع القوصية إلى حالة متهالكة لا علاقة لها لا بشوارع ولا بمدينة على الإطلاق، حيث إن مبدأ إعادة الشيء لأصله لا يُعرف فى القوصية، فالشارع والسير فيه أصبح من المستحيل، ليس على كبار السن فقط بل وعلى أقوى الشباب، فاتصلت بالمحافظ،الذى نُقل إلى كفر الشيخ، احتمى به من رئيسة المركز القابعة فى مكتبها والتى أطلب منها دائما مصاحبتى للسير فى شوارع القوصية حتى تشعر بمعاناة البشر كما طلبت منها ومن المحافظ تمهيد الشوارع عن طريق المعدات الموجودة، ولكن ردها أن المعدات غير صالحة للاستعمال، أما رد المحافظ لى أن المعدات موجودة فى كل المراكز ولا بد أن تُستعمل، فلا شركة الغاز ردت الشيء إلى أصله ولا الوحدة المحلية قامت بالمطلوب، هنا ماذا يفعل المواطن الذى تحمل ولا زال يتحمل نتائج الإصلاح الاقتصادى؟، فهل هناك أقل من أن يتمكن المواطن من السير فى الشارع حتى يحن الله ويتم الرصف؟!.
أما نواب المحافظين فهذا موقع مهم لتدريب وإعداد الشباب لتبوء المواقع القيادية ولكن لا زالت التجربة لم تؤت ثمارها؛ وذلك لأنه لا يوجد تحديد لمهام واختصاص النائب حتى يمكن متابعته وتقييمه تقييمًا علميًا وصحيحًا، ولا يجب أن يكون النائب ظلا للمحافظ فيقوم بعمل السكرتير الخاص له، فلا بد من تحديد المهام بشكل قانونى ولا بد للمحافظين أن يتركوا الفرصة للنواب بعيدًا عن داء السيطرة المنتشر والذى لا ينتج صلاحًا للوطن، فالوطن يحتاج إلى كل الأيادى وكل المجهودات وعلى كل المستويات، فنأمل أن تكون حركة المحافظين الجديدة بداية عملية وصحيحة للتواجد مع الجماهير وتقديم الخدمات المطلوبة بسهولة ويسر بعيدًا عن الإدراج والتعنت، فالمحليات هى البداية لخلق مجتمع يستفيد من الدولة حتى يكون الانتماء وحتى لا نعطى الفرصة لأى اختراق. حمى الله مصر وشعبها العظيم.