يصدر قريبًا عن دار المصرية اللبنانية مجموعة قصصية جديدة للكاتب هاني عبد المريد بعنوان "من شرفة بيتهوفن".
يقول "عبد المريد" إن المجموعة الجديدة تضم 22 قصة، إذ يدور أغلب قصصها حول أبطال أقوياء بما يكفي لبدء حياة جديدة.
ويضيف في تصريحات خاصة لـ" البوابة نيوز" اليوم: "أتخيل أن هناك خيطا غير مرئي يربط بين قصص المجموعة، يمكن أن نقول أنها تتحدث عن أولئك الذين يتمسكون بالحياة بالرغم من كل عجز وكل عرقلة، معظم أبطال المجموعة أقوياء بما يكفي لبدء حياة جديدة، دون التفاتة للخلف، ربما هناك أيضًا فكرة أن داخل كل خير يكمن الشر، والعكس.
وحول الترتيب الذي يعمل به في إصدار أعماله الأدبية، إذ يتنقل بين القصة والمجموعة، يقول: "كتبت قبل هذه المجموعة أربع مجموعات قصصية، وأربع روايات، والأمر غير مرتب، ويبدو لي تلقائيا كمن يسير فيتبادل استخدام الساقين بلا تفكير من تسبق من، بدأت مؤخرًا تستهويني اللعبة، وتبدو كأنها تتناسب تماما مع إيقاعي، ومع قناعاتي، فأنا بالفعل أحب الرواية والقصة بنفس القدر، أكتب الرواية، وأعيش أحداثها، وخلال كتابتها يمكن أن أبدأ في مجموعة قصصية أغزل فيها على مهل".
ومن أجواء مجموعة "شرفة بيتهوفن" نقرأ: "حين وصل بالقهوة كان فرج ممسكًا بكفها يتحسسه، يقرأ لها الطالع، بينما ضربات القدر لبيتهوفن تعلو.شربت قهوتها في فنجان فخاري بسيط، نظرت له كثيرًا، لعلها تنتقد بداخلها بساطة المكان، الذي يخلو من الرفاهية، فقط اللوحة التي لم يستطع مقاومتها، تمثال رخامي صغير لأفروديت، غير ذلك كل المساحات مفتوحة، النباتات تنتشر في أرجاء المكان، تضيف بهجة وصفاء، الأرض تفترش بالخيش البني، معظم أدوات المائدة من الفخار والخشب. كان يحدثها، إن النقص أحد الطرق للكمال، أن القدرة على التقاط الجمال في النقص لهي أكبر الفضائل، حاول أن يوضح إعجابه بالرواية، إعجابه بها هكذا بعيبها البادي له، أنها بدت له ككائن قريب من قلبه، أنه واثق من أن الرواية تقبلته كما تقبلها، وأنها أهدته عيبها حين لمحت حبه لها، كان يتحدث وكانت تنظر له بريبة، بينما فرج يجلسها بجانبه، ما زال ممسكًا بكفها، ومن حين لأخر يربت على ركبتها ليبدو كأب حنون، بينما كانت ابتسامته الماكرة مملوءة بالرضا".
صدر لعبد المريد من قبل "أساطير الأولين مجموعة قصصية، وشجرة جافة للصلب، عمود رخامي في منتصف الحلبة، وروايات: "كيرياليسون، وأنا العالم، ومحاولة الإيقاع بشبح".