يبدو اننا نعيش في عالم يحكمه المجانين فماذا يريد إردوغان من سوريا ثم ماذا يريد من ليبيا؟. والحقيقة ان إردوغان يجرى وراء اوهام غذاها ونماها داخله أصحاب حملات التصنيع العسكرى في العالم الذين اشتركوا معه في تحضين وتفريخ فئران الدواعش وبعد إطلاق هذه الفئران يجرى إردوغان ورائهم في الدول التى وجهها اليها فبعدما تم حبسهم في سوريا بواسطة الجيش السورى اجتاح شمال سوريا لإطلاق سراحهم وهذا الاعتداء التركي على شمال سوريا هدد قدرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة أمريكيًا على حراسة أكثر من 11 ألف شخص من أسرى داعش الخطيرين. ثم اتجه إلى ليبيا حيث وقع هو ورئيس حكومة طرابلس فاير السراج اتفاقا أمنيا وبحريا، في خطوة مفاجئة في اسطنبول، وسط إدانات عربية واسعة لهذا الاتفاق، المتوقع منه تعميق الأزمة الليبية وزيادة الانقسام. الاتفاق الذي وقعه فايز السراج مع إردوغان جاء لتحقيق الأهداف التركية في البحر المتوسط، من خلال ترسيم الحدود البحرية وتعزيز عمليات التنقيب التركية عن الغاز في شرق المتوسط. وإضافة للاتفاق البحري، وقع السراج اتفاقا أمنيا وعسكريا مع إردوغان بهدف توسيع التعاون الأمني والعسكري بين الحكومتين إذ يقوم هذا الاتفاق "بالتمهيد للتدريب والتعليم ووضع الإطار القانوني وتعزيز الروابط.." حسب قول فخر الدين ألتون مدير الاتصالات بالرئاسة التركية، وهو ما يتلخص هدفه مزيدا من شحنات الأسلحة التركية للفصائل المسلحة الموالية لحكومة السراج.موقف مصر جاء رافضا للاتفاق التركي مع حكومة السراج، واعتبرت وزارة الخارجية في بيان صحفي، أن هذا الاتفاق معدوم الأثر وغير شرعي، ويناقض مع اتفاق الصخيرات السياسي بشأن ليبيا والذي يحدد صلاحيات رئيس الحكومة فايز السراج وكما اكدت الخارجية المصرية في بيانها إن اتفاق الصخيرات ينص أن الصلاحيات التي يتمتع بها مجلس الوزراء يقصد بها " الوزراء ككل وليس رئيس المجلس منفردًا في عقد الاتفاقات الدولية".
والمعروف ان اتفاق الصخيرات هو اتفاق سياسي شمل أطراف الصراع في ليبيا وقع في مدينة الصخيرات المغربية عام 2015، وتحت إشراف أممي، ويعد الاتفاق بمثابة وثيقة دستورية تستند إليها الفصائل الليبية.
وتطرق البند الثامن من المادة الثامنة من الاتفاق بأن تشمل اختصاصات مجلس الوزراء عقد الاتفاقيات والمعاهدات الدولية بشرط موافقة البرلمان والذي رفض بدوره اتفاق السراج مع تركيا، وقال بيان صدر عن لجنة الشئون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب، إن البرلمان يدين "الاتفاق الذي أبرمه السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، مع النظام التركي برئاسة رجب أردوغان الداعم للإرهاب والمليشيات".وان هذا الاتفاق يتيح للجانب التركي "استخدام الأجواء الليبية وكذلك البرية والدخول للمياه الإقليمية من دون أخذ إذن من الجانب الليبي، وكذلك إنشاء قواعد عسكرية في ليبيا". أي ان الخلاصة ان السراج باع السيادة الليبية برا وجوا وبحرا لتركيا وهو اقل ما يقال عنه انه اتفاق من لا يملك لمن لا يستحق ولماذا تقف كل الدول العربية مكتوفة الايادى امام هذا العبث الذى يمارسه إردوغان في سوريا وليبيا وتحصين وتربية الدواعش وإطلاقهم في البلاد العربية لانهاكها تمهيدا لقدومه انه الوهم الذي يسعى وراءه إردوغان وكقدرها دائما مصر على مر العصور سيتحطم هذا الحلم على صخرتها كم تحطمت احلام كل طامع ومعتدى عبر التاريخ....... وللحديث بقية
