الأربعاء 04 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

السراج ورشدي وأردوغان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طرابلس الليبية توقع اتفاقية أمنية مع أنقرة التركية.. ها هو فايز السراج الغطاء الشرعى للإرهابيين يكشف عن وجهه بوضوح متحالفًا مع أردوغان بوثيقة دامغة.. وينسى السراج تماما أن صعوده على رأس حكومة طرابلس هو صعود محكوم باتفاقية الصخيرات التى تمنعه من تلك الخطوة الحمقاء التى خطاها وكأنه يمارس السياسية بمنهج المكايدة فى أحسن الظن وبمنهج المؤامرة فى أسوأ الظن.
مصر بدورها ردت من خلال الخارجية بأن تلك الاتفاقية لا تساوى الحبر المكتوبة به.. وأن عيون مصر مفتوحة داخل كل العواصم التى تريد بمصر السوء.. سنوات طوال والعثمانلى التركى يتحرك فى كل اتجاه ضد مصر وبعد كل حركة يجلس منعزلا يقضم أظافره من الحسرة.. ويأتى تحركه الأخير مع السراج بعد أن ضاق البحر المتوسط عليه وعجزه عن إمداد إرهابى ليبيا بالسلاح.. ولا نشك أبدا أن هذه الخطوة مصيرها الفشل والفضيحة كعشرات الخطوات السابقة.. هنا نفهم طبيعة الصراع وصورة الخصم ونحاول قراءة المستقبل.. نفهم أنه مهما كانت الظروف الدولية المحيطة بنا.. إلا أن قدرتنا على المواجهة والانتصار مؤكدة.
أما الذى لا نستطيع فهمه ونقف فى حيرة كبيرة أمامه هو أن يخرج من بيننا فى هذه الظروف مصرى مشيدًا بالعثمانلى متلاسنا على الجيش المصري.. يفعل ذلك وهو الذى لم تبخل عليه مصر بفرصة للترقي.. اتكلم هنا عن المواطن عبدالله رشدى الذى فُرِضَ على المنابر خطيبا وعلى الإعلام متحدثا.. هذه الصورة المرتبكة فى المعارك تدفعنا لعشرات الأسئلة عن سلامة اختيار الكوادر بمصر.. كان من الممكن تجاهل ما صرح به رشدى لو صدرت التصريحات عن واحد من الناس، ولكن أن تأتى من كادر أزهرى صعد ذات يوم على منبر مسجد السيدة نفيسة خطيبا فكان لا بد من وقفة لكى نتأمل.
هل من حقنا انتقاد فايز السراج الليبى وهو ينشد أناشيد الغرام مع الخصم الأردوغاني.. بينما فى قلب صفوفنا رشدى الأزهرى يغنى منفردا لحساب العثمانلية وسلاطينهم وتاريخهم ليس هذا فقط، بل يحاول النيل من الجيش المصرى وإطلاق وصف لا يمكن أن أكتبه فى مقالى هذا عن جيشنا المصرى العظيم.
السراج الليبى واضح فى خصومته وكذلك أردوغان ونستطيع فهم تلك الخصومة.. أما عجب العجاب هو أن يختصمنا من شرب من مياه النيل وتدثر بغطاء مؤسسة كبيرة اسمها مؤسسة الأزهر.
وحتى تكون الصورة واضحة تعالوا نتذكر الهتاف الداعشى المشهور الذى طالما صرخوا به فى معسكراتهم الدموية عندما كان يقف أحدهم هاتفا «الإسلام» فيرد عليه من معه «قااادم».. والآن أقول اذهبوا إلى صفحات عبدالله رشدى فى وسائل التواصل الاجتماعي..الرجل بكل وضوح لم يجد إيقاع موسيقى لما يريد قوله سوى الإيقاع الداعشى فيكتب «الأزهر قادم».. ليجعلنا نسأل ونحن مواطنون على باب الله عن تلك المودة لإيقاع داعش فى هاشتاج رشدى ونسأل أيضا هل نعتبر شعار عبدالله رشدى وهو الابن الأصيل للأزهر اعترافا منه بغياب الأزهر وهو ينتظر قدومه؟
نحن فى ورطة حقيقية.. لا ينقذنا منها إلا الفرز الجاد فى الجبهة الداخلية.. من يقف مع من وعن أى قضية يدافع؟.. اختلاط الأوراق يجعل انتقادنا للسراج وأردوغان أضحوكة بينما داخل صفوفنا عشرات أخطر من سراج ليبيا وأردوغان أنقرة.. ولن تستقيم الأمور ونحقق النصر الخارجى الحاسم إلا بتحديد الخنادق هنا فى الداخل.. فالصمت أو أنصاف المواقف لهما من التبعات الكثير وتؤدى إما إلى سيادة الإحباط ورفع الشعار المشهور «مفيش فايدة».. أو سير البعض فى فلك رشدى ومقولاته المضللة طالما غاب من يصحح المسار.