تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
نظمت لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب برئاسة اللواء كمال عامر منذ أيام زيارة سريعة للجيش الثالث الميدانى الذى يعرف بـ«جيش – الإيمان – الصمود والتحدي» وذلك للتعرف على ما يقدمه دفاعا عن الوطن ومقاومة الإرهاب فضلا عن تذليل المصاعب أمام أبناء سيناء الأبطال وما يواجهونه بشجاعة بسبب الحرب على الإرهاب الأسود وما يقدمونه من تضحيات.
وكانت الزيارة ناجحة بمقابلة قائد الجيش الثالث اللواء خالد قناوى وقيادات من الضباط والجنود والصف بقاعة طيبة للاجتماعات فضلا عن زيارة المتحف العسكرى المعروف باسم «مزار عيون موسى» فضلا عن التعرف على مجهودات الجيش لحماية المجرى الملاحى وأعمال عبور الشاحنات عبر نفق الشهيد أحمد حمدى الذى يؤمن سيناء مما تستهدفه الأعمال الإرهابية من عمليات تهريب.
هذا الجيش الذى ولد من رحم هزيمة يونيو ٦٧ للتأكيد على إعادة بناء القوات المسلحة المصرية من أجل استرداد أرض الوطن والثأر بالانتصار على العدو حيث أصدرت القيادة السياسية الرئيس جمال عبدالناصر قرارًا بإنشاء الجيش الثالث الميدانى تحت رقم ١٠٢٨ بتاريخ ٣١ ديسمبر ١٩٦٧ أى فى أقل من ٦ أشهر على هزيمة ٥ يونيو للتأكيد على تطوير قواتنا المسلحة وقد بدأ الجيش الثالث مهامه ناحية السويس «عجرود» وفقا لقرار إنشائه بالأمر الصادر من هيئة التنظيم والإدارة العسكرية والذى بدأ عمله الفعلى فى الأول من يناير ١٩٦٨.
ومن هنا يؤرخ للجيش الثالث الميدانى بأعماله العسكرية المجيدة أثناء معارك الاستنزاف طوال الفترة من ١٩٦٨ وحتى عام ١٩٧٣ معركة النصر فى أكتوبر المجيد، حيث كان الجيش الثالث قلب قواتنا المسلحة النابض من خلال معاركه العسكرية وبالرغم من انتمائى العسكرى أثناء التجنيد للجيش الثانى الميدانى مشاركًا وبفخر فى معركة العبور منذ الساعات الأولى لحرب أكتوبر من ناحية كوبرى الفردان شرقًا تحت قيادة اللواء حسن أبوسعدة قائد الفرقة الثانية مشاة والذى شرفت أن أكون أحد جنوده ضمن الجيش الثانى الميدانى فى العبور بالموجة الأولي.
وقد حصلت على شهادة رسمية بدرجة البلاء الحسن أثناء المعارك الحربية التى ما زلت أفتخر بها رغم انتمائى كما قلت للجيش الثانى عسكريا إلا أن قلبى يتجه دائما نحو الجيش الثالث الميدانى الذى أعتبره حضن محافظة السويس والمساند لها دفاعا عن الوطن وذلك عقب نكسة يونيو التى عانى منها أبناء السويس بسبب الخسائر التى طالت محافظة السويس من خلال محاولة تدمير المدينة والتى دمر العدو ٨٠ ٪ من مبانيها وفقا لتقدير لجنة حصر الخسائر والتى وصفها الرئيس السادات وهو يشاهد السويس بعد المعارك من طائرته الخاصة وقال عبارته الشهيرة «السويس أصبحت مدينة للأشباح». ويكفى ما كانت تطلقه المدافع الإسرائيلية من موقع عيون موسى المحتل من قبل القوات الإسرائيلية آنذاك بطلقات المدافع الإسرائيلية المعروفة باسم «الهاوزر» بدناته الثقيلة التى كانت تدمر منطقة بورتوفيق وتقذف السويس بشراسة، وكان يطلق أبناء السويس على هذا المدفع «أبوجاموس».
إن تقديرى وحبى لأبطال الجيش الثالث الميدانى ليس مرجعه عاطفيا ولكن لما حققه عن جدارة مع المقاومة الشعبية من عدم احتلال السويس من قبل الإسرائيليين فى ٢٤ أكتوبر ولولا هذه المقاومة لاحتلت السويس مثل الجولان وتلاشت أفراح نصر أكتوبر ١٩٧٣. ويكفى ما كتبه الفريق عبدالغنى الجمسى فى مذكراته عن مقاومة السويس وكذلك الفريق يوسف عفيفى من خلال كتابه ومذكراته «فوهة الأسد» والأجمل الصورة الناصعة للجيش الثالث الميدانى عن معركة لسان بورتوفيق التى تصدرت صورها صحف العالم ووكالات الأنباء الأجنبية والعربية عن سقوط أول نقطة حصينة بخط بارليف عند لسان بورتوفيق حيث قتل أكثر من ٢٣ جنديا إسرائيليًا غير المصابين والذين قاموا بالاستسلام مع إنزال العلم الإسرائيلى بحضور منظمة الصليب الأحمر حيث وقف قائد الموقع الإسرائيلى ذليلًا وهو يحيى الرائد زغلول فتحى أثناء ارتفاع العلم المصرى فوق النقطة الحصينة بلسان بورتوفيق وبحضور وكالات الأنباء ومحافظ السويس آنذاك اللواء محمد بدوى الخولي.
يضاف إلى ذلك معارك الجيش الثالث المهمة منها معركة التبة المسحورة.. وبسالة الجنود فى معركة الجزيرة الخضراء ومعركة عيون موسي.. فضلا عن معركة جبل المر.. وكبريت.. وتطهير سيناء من خلال العملية الشاملة ضد الإرهاب والتطرف. ويكفى الجيش الثالث دفاعا عن السويس أثناء فترة حكم الإخوان بحماية منشآته الصناعية والبترولية وتأمين أبناء السويس وهنا لا تزال ذاكرة شعب السويس خصبة لهذا الموقف بعد ٢٥ يناير و٣٠ يونيو.
على الجانب الآخر يثمن أبناء السويس ما يقوم به الجيش الثالث الميدانى من مشروعات تنموية وخدمية على أرض المحافظة من إنشاء مخابز ومنافذ كذلك تطوير الشوارع والميادين وإنشاء سلاسل أسواق بدر لتوزيع المنتجات الغذائية والأجهزة الكهربائية كذلك مساندة خطط الكوارث والأزمات ومجمعات التعليم للحاسبات والكمبيوتر والترجمة وأعمال الطباعة فضلا عن الأماكن الترفيهية من أندية وكافتيريات وحدائق خدمة لأبناء السويس.
يضاف إلى ذلك العلاقات الراقية مع الجمعيات الأهلية وإعادة بناء الكنائس التى تم إحراقها وتطوير المساجد والمشاركات الاجتماعية النشطة يضاف إلى ذلك خدمات المستشفى العسكرى ومراكز الخدمة فضلا عن الرعايات المجانية الطبية الإنسانية.
لقد أكدت زيارة لجنة الدفاع والأمن بمجلس النواب على مدى التلاحم بين أبناء الوطن من ممثلى الشعب المصرى وتبقى تحية للجيش المصرى بكل فروعه من القوات «البرية – الجوية – البحرية» والدفاع الجوى ولكل جيوشه الميدانية ومناطقه المركزية ليظل درعًا لمصر ضد كل العدائيات والإرهاب من أجل صون وحماية بلادنا ودفاعا عن كرامة الشعب المصري.