الأحد 06 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

التليفزيون العربي يدخل السباق الدولي في "أيام القاهرة لصناعة السينما"

المنتج والمؤلف التلفزيوني
المنتج والمؤلف التلفزيوني كريستوفر كيسر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شارك المنتج والمؤلف التليفزيوني كريستوفر كيسر، الحائز على جائزة الجولدن جلوب لأفضل مسلسل تليفزيوني عام 1996، والمنتجة جوانا بلاكلي العضو المنتدب لمركز نورمان لير، في ورشة عمل حول تقديم المحتوى التليفزيوني في المنطقة؛ حيث مثلا جزء من برنامج الدبلوماسية السينمائية الذي تنفذه وزارة الخارجية الأمريكية، والذي يقوم على شراكات بين الفعاليات الفنية والثقافية ومؤسسات الإنتاج السينمائي العملاقة في لوس أنجلوس.
في بداية الحديث لـ"البوابة" قال "كيسر" إنه وجوانا إنهما قاما تقديم ورش للمبدعين وصناع الأفلام المصريين خلال فعاليات أيام القاهرة السينمائية حول فنون كتابة السيناريو، مُشيرًا إلى أن البرنامج خلال العامين الماضيين شهد تعاونا مع الكثير من المبدعين والشركاء في المنطقة "والذين يملكون الكثير من المواهب والأفكار التي تقود إلى تطوير هذا التعاون بين الولايات المتحدة وشركائها"، حسب قوله.
ولفتت جوانا إلى أنها شاركت في برنامج الدبلوماسية السينمائية بالشرق الأوسط منذ بدايته "حيث رغبنا في تقديم أفضل دعم لصناع الأفلام والمبدعين في المنطقة، ومساعدة كتاب السيناريو في تقديم محتوى عصري يتناسب مع الجمهور ويجذب المشاهدين، وهذا ما استدعى لنا البحث عن ما الذي يرغب فيه الجمهور ونوعية القصص التي يكونوا شغوفين بها وحال السوق الفنية هنا"؛ وأشارت إلى أن مهرجان القاهرة السينمائي عريق وكبير "وهو الأهم في المنطقة ويضم مجموعة من أفضل صناع الأفلام، ويشمل برنامجه الكثير من الأفلام المثيرة، والكثير ممن نتعاون معهم هنا اليوم تخطوا مرحلة دارسي السينما وإنما هم في مراحل تطوير مشاريعهم. الآن يأتي الاهتمام من قبل إدارة المهرجان في توسيع الدائرة والحديث كذلك عن صناعة المسلسلات التي تمثل جزءًا هامًا من صناعة الترفيه وتصل إلى كل مكان سواء عبر شاشات التليفزيون أو المواقع والمنصات الرقمية، وهذا هو سبب وجودنا هنا والمشاركة بهذا الجزء من المهرجان".
ويلفت كيسر إلى أنه منذ القدوم إلى القاهرة في زيارته الأولى متحمس كثيرًا لرؤية الأماكن الفرعونية "فلديَّ شغف كبير للغاية تجاه الحضارة المصرية منذ كنت في السادسة وشاهدت بعض الصور لجدتي، ولكن للأسف لم يكن هناك سوى وقت قليل لرؤية الأهرمات بسبب أيام العمل المزدحمة"، وتابع "الآن أشعر بنوع آخر من الحماس تجاه هؤلاء الذين يُمثلون مستقبل صناعة السينما والتليفزيون في مصر، والمشاركين في هذه البرامج، ولكن للأسف أيضًا أنه لم يكن لدينا سوى بضعة أيام فقط هي مدة أيام القاهرة لصناعة السينما والتي لا تُمثل وقتًا كافيًا للخوض أكثر في العمل مع هؤلاء المبدعين".
وأبدت جوانا ملاحظة حول جدول ومواعيد العروض الخاص بالمهرجان، فأشارت إلى أنها شعرت بسعادة كبيرة عندما وجدت فيلم لأحد أصدقائها في لوس أنجلوس يتم عرضه في المهرجان "كنت متحمسة للغاية وأنا أتحدث مع من أعرفهم عن الفيلم وأبحث عن التذاكر، لكنها بيعت جميعًا، لذا آمل من القائمين على المهرجان في الدورة القادمة أن يقوموا بزيادة عدد صالات العرض التي تُعرض فيها أفلام المهرجان لمنح عدد أكبر من الجمهور فرصة مشاهدتها في أكثر من موعد. هذه هي ملاحظتي على المهرجان أنه يقوم بتخصيص أماكن محددة وقليلة لعروض الأفلام؛ وهذا يحدث في مهرجانات أخرى مثل مهرجان تروبيكا ومهرجان نيويورك، وأتمنى أن يحدث هذا أيضًا في مهرجان القاهرة"؛ وأضافت "هي المرة الأولى لي في القاهرة وأتمنى لو لم تكن الأولى، فقد رغبت في القدوم إلى هنا كثيرًا، رغم الضوضاء الشديد الذي تحدثه أبواق السيارات".
يُشير المُنتجان في حديثهما إلى أنهما قابلا الكثير من الموهوبين من صناع الأفلام المصريين، والذين قدم بعضهم إلى هوليوود من قبل "وما نراه وقاله الجميع أن مصر تتحرك بقوة للأمام في مجال صناعة السينما والتليفزيون، واستمتعت كثيرًا بصحبة هؤلاء والتفاعل الكبير الذي حدث بيننا خلال المحادثات"؛ وأشار كيسر إلى تخصصهما في العمل في التليفزيون وكتابة محتوى المسلسلات "لذا كان لدينا هنا سؤال هام حول متى يُمكن للمحتوى التلفزيوني الذي يتم إنتاجه هنا في المنطقة أن يُصبح عالميًا، ويصير جزءًا من المعادلة التلفزيونية في العالم؛ وقد كانت هناك ما يُشبه قاعدة قديمة تقول إن كل الجمهور في كل منطقة يحب أن يُشاهد المحتوى الذي تم إنتاجه من أجله. حسنًا، لم يعد هذا حقيقيًا الآن، فالكل يُمكنه أن يُشاهد أي محتوى طالما كان شغوفًا به". 
وأضاف المؤلف الحائز على جائزة الجولدن جلوب "لديكم هنا موسم عظيم للإنتاج التليفزيوني هو موسم شهر رمضان الذي يتم من أجله صناعة عدد كبير للغاية من المسلسلات، لكنها تختفي مع نهاية الموسم ولا يعود أحد لمشاهدتها، ولم يقم أحد بربط المشاهد بأحد هذه القصص أو الشخصيات التي يُمكن أن يُصبح بعضها عالميًا؛ لذا كنا نتناقش حول ما إذا كان يُمكن صناعة محتوى تليفزيوني مصري أو شرق أوسطي يصلح لأن يكون عالميًا ويجذب جمهورًا مختلفًا من بقية أنحاء العالم وليس فقط أبناء المنطقة".
تناولت مناقشات الورشة التي شارك فيها المنتجان الأمريكيان كذلك صناعة محتوى تليفزيوني لا يرتبط فقط بفكرة الحلقات الثلاثين كما هو مُعتاد هنا، حيث ناقشا مع المشاركين تقديم محتوى مُركّز ويستمر في جذب المشاهد، مثل صناعة مسلسلات من 6 أو 10 حلقات فقط، وخلق مواسم تلفزيونية جديدة لا ترتبط فقط بشهر رمضان أو موسم معين؛ تقول جوانا "رغم أن الموسم الدرامي الأقوى هنا في المنطقة هو رمضان، لكن لا يُمكن ترجمة الأعمال المعروضة فيه وتقديمها إلى الجمهور العالمي، فهناك حس ما متعلق بصناعة المحتوى التلفزيوني ويتعلق بما يصلح لتقديمه عالميًا بحيث يجذب الجمهور مهما اختلفت ثقافته، وهو الأمر الذي يحدث حاليًا على الكثير من المنصات الرقمية، والتي صارت تقدم أعمالًا تلفزيونية من عدة دول وتنال نجاحًا عالميًا ويُمكن تقديم عدة مواسم أخرى منها".
وتابعت العضو المنتدب لواحدة من أكبر شركات إنتاج المحتوى التلفزيوني بالولايات المتحدة "نقوم بالعديد من الأبحاث عن صناعة الترفيه وما يُمكن تقديمه للجمهور العالمي من أجل تحقيق ثقافة عالمية تُمكّن الجميع من مشاهدة المحتوى؛ لذا فإذا كان المحتوى الذي تقدمه سوف يختفي بعد رمضان إذن فهو ليست لديه فرصة لأن يستمر سواء بسبب شخصياته والعلاقات بينها والتي لا يُمكن الاستمرار في تقديمها كما يحدث في الكثير من الأعمال التي تُقدم عالميًا وينتظرها الجمهور؛ وأظن أن فكرة جمود المحتوى الذي يتم تقديمه هنا في مصر يُمكن كسرها. أظن أن الأشخاص الذين يبحثون عن قصص وشخصيات فريدة هم من يستطيعون تقديم محتوى كهذا، وأعرف أن الجمهور الأمريكي سوف يكون شغوفًا للغاية بمتابعة محتوى قصة وأشخاص يتطورون بحكاياتهم في مدينة مثل القاهرة".
يُشير كيسر إلى أن المنطقة تُمثل سوقًا هائلًا لصناعات الترفيه، سواء الأعمال السينمائية أو الدرامية أو المحتوى الترفيهي الذي يُمكن تقديمه على شاشات التلفزيون "لدينا الكثير الذي ما زال علينا تعمله عن السينما والدراما وسوق هذه الصناعة في مصر ، لكن العالم يتوقع من هنا الكثير، والآن الكثير من القائمين على هذه الصناعة يحاولون الوصول للجمهور العالمي، ولأجل الوصول لهذا الجمهور يجب عليهم فعلا لكثير، لكن هذا بالتأكيد سيعود بالكثير من الأرباح على القائمين على صناعة الترفيه هنا؛ وبالفعل فإن السوق هنا في المنطقة كبير للغاية، حيث يوجد لديكم ما يقرب من 300 مليون مشاهد، والأعمال المستقلة والأفراد لديهم شريحة أخرى كبيرة من الجمهور، وهذا ما يجعل المنتجين هنا لديهم فرصة كبيرة للغاية للربح من هذا العدد الهائل من الجمهور لوجود قيمة سوقية عالية.
وأضافت جوانا "الفرصة لديكم ملائمة للغاية لتقديم محتوى مختلف يستقبله الجمهور في الولايات المتحدة على سبيل المثال، فنحن لدينا صناعة ترفيه ضخمة، لكنها في الوقت نفسه تقول لنا مواقفنا وحياتنا والدعابات التي نعرفها بلا جديد يُمكنه إثارة خيال المشاهد، ونحن نصدر هذه المنتجات الفنية إلى العالم الخارجي لأنهم ليست لديهم مثل هذه الصناعة بنفس الشكل أو المحتوى. هذا يتغير الآن، وبسبب المنصات الرقمية صارت عمليات الإنتاج أقل إنفاقًا بكثير عن الماضي، لذلك صارت هناك فرصة كبيرة لإنتاج محتوى ترفيهي عالي الجودة، لم تعد هذه مشكلة بعد الآن".
تواجه صناعة المحتوى الترفيهي في العالم الآن تغييرًا قويًا يتمثل في ظهور منصات البث الرقمية، والتي شكّلت نقلة وتطور هائل في فكرة المحتوى الذي يتم تقديمه، يقول كيسر "في الماضي كانت هناك الكثير من المعوقات من أجل عمل وعرض مسلسل تلفزيوني، لكن الآن يمكن لمجموعة من الشباب الموهوبين عمل مسلسل على اليوتيوب، يمكنهم فعل ذلك على انستجرام، هذا يوضح أن هناك من يمكنه إتاحة الفرصة واستثمار بعض المال في العروض والمسلسلات التلفزيونية، ومن مميزات هذا أن القصة يُمكنها ان تستمر بأكثر من شكل، وهذا يمنح القصة انتشارًا أكبر عندما يتم عرضها على شاشات التلفزيون أو الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة"؛ وتضيف جوانا "الأشكال الرقمية الآن أتاحت للجمهور أن يتعرفوا كذلك على كواليس عملهم المفضل، وكيف تمت صناعة هذه القصة والنجوم المشاركين فيها، وهذه هي الطريقة التي يُمكن بها بناء ولاء المشاهد نحو القصة وتفرعاتها وشخصياتها، ما يجعلها تأخذ حصتها الخاصة في التمويل".