الأربعاء 06 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

يسقط الكهنة في بئر الثورات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الكاهن والعالم لا يجتمعان، لذا كيف لعصر الدلو «عصر العلم» أن يأتى لعالم تحكمه الكهنة «تجار الدين في كل مذهب»، فكان من المنطق أن يسقط الكهنة باختلاف مذاهبهم، ولم يسع لإسقاطهم أحد، ولكن بغبائهم الشديد هم من أسقطوا أنفسهم بعد أن كشفوا عن وجوههم الحقيقية المتخفية خلف الورع والتقوى والإيمان، وأحيانًا «المقاومة»، وها نحن نعيش فترة تساقط الكهنة من كل المذاهب، فأسقط الإخوان أنفسهم وانكشفوا أمام العالم وأمام كل من انخدع فيهم باسم الدين، وبعد أن ظهروا أمامنا انكشفت علاقتهم الدنيئة بتركيا وقطر وإيران، والآن يسقط من خدعونا باسم المقاومة، وهم أذرع إيران التى وضعت أيديها على مفاصل بعض الدول العربية، وحاولت إسقاط مصر في 2011، وأطلقوا على مصر «الجائزه الكبرى»، محاولين استغلال الانقسامات التى نعيشها وحب البعض لآل البيت، وحماس البعض لمحاربة ومقاومة العدو الصهيونى، والتجهيز للمعركة المقدسة، مطلقين على أنفسهم «حزب الله»، وكأن من لم ينتم لهذا الحزب هم «حزب الشيطان»، «أو حزب الكفر والضلال»، وكأن من يختلف معهم هم أعداء تحرير الأقصي.
يقول حسن نصر الله «إننا نرى في إيران الدولة التى تحكم بالإسلام والدولة التى تناصر المسلمين والعرب وعلاقتنا بالنظام علاقة تعاون، ولنا صداقات مع أركانه ونتواصل معه، كما أن المرجعية الدينية هناك تشكل الغطاء الدينى والشرعى لكفاحنا ونضالنا».
ويقول حسن سرور االقيادى بحزب الله «نعلن للعالم أجمع أن إيران هى أمنا وديننا وكعبتنا وشراييننا».
وقد جاء في بيان صدر من حزب الله في الثمانينيات من القرن الماضى «الحزب ملتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتجسد في ولاية الفقيه، وتتجسد في روح الله آية الله الموسوى الخمينى مفجر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة».
ويقول رفسنجانى الرئيس السابق لإيران «تعتقد إيران أن مساعدتها لحزب الله في لبنان واجب مذهبى وثورى».
سنوات وسنوات مخدوعين باسم المقاومة الواهمة لأمريكا وجيش الاحتلال، ولم نر أى مقاومة حقيقية سوى تخريب لبنان والعراق، واستنزاف خيراتهم ومحاولة تخريب باقى الدول العربية والسيطرة عليها، لكى يستطيعوا تأسيس «مملكة الفرس»، مملكة تحكم باسم الدين، وكل من يخالفها فهو كافر ويعيق مسار التقدم والتحضر والوعى في العالم لكى نعيش في ظلام بائس.
يقول إبراهيم الأمين القيادى بحزب الله «إن تصدير الثورة لا يعنى تسلط النظام الإيرانى على شعوب منطقة الشرق الأوسط، وإنما المفروض أن تعيش هذه المنطقة الإسلام من جديد «الإسلام الشيعي»، فيكون المتسلط على هذه الشعوب الإسلام، وليس الإنسان على هذا الأساس نحن نعمل في لبنان من خلال المسئولية الشرعية، ومن خلال القناعة السياسية حتى يصبح لبنان جزءا من مشروع الأمة «الأمة الشيعية» في منطقة الشرق الأوسط، ولا نعتقد أنه من الطبيعى أن يكون لبنان دولة إسلامية خارج مشروع الأمة».
أما العراق فهى الجريح العربى المصاب، الذى لم يتوقف نزيفه حتى يومنا هذا، ولكن قد فاق الشعب وثار ضدد إيران وعملائهم وأذرعهم واقتحموا سفارتهم، معلنين «ستعود العراق بعد الجرح كما كانت في الماضي». 
ظل الشعب اللبنانى يدعم المقاومة والاحتلال ببسالة، مساندين للمقاومة، رغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها لبنان، وحينما ثار الشعب لاسترداد حقه في حياة أفضل وجدوا أن تيار المقاومة الذين دعموه كثيرًا هو من يعيق مسار تقدم بلادهم، محاولًا كتم الأفواه حتى وصل الأمر إلى الاشتباك مع الشعب لأخراسهم. فعن أى مقاومة تتحدثون، مقاومة ضدد الشعوب العربية أم مقاومة التحضر والتقدم أم مقاومة كل من لم ينتم إليكم وإلى ولاية الفقيه.
حتى ثار الشعب الإيرانى الذى عانى الكثير وعاش عصورًا من الظلام والفساد والظلم والحكم باسم الدين، وظهرت إيران على حقيقتها، ولكن سينتصر الشعب الإيراني، سيسقط الكهنة، وتسقط كل أذرع إيران، وسينتصر الشعب اللبنانى والإيرانى والعراقي، سنعود بعد التطهير أقوى.