بلدنا بتتغير بهدوء وثقة، ولأن التغيير هنا شامل وحقيقي، تغير لصالح البلد والأجيال، ولا يعمل حسابًا لنزعات وأهواء من شلة عاشت على أن تحصل على النصيب الأكبر من أى إضافات بشكل عام. مجموعة اتصفت بالقطط السمان تارة والمتاجرين بقوت الشعب، أو المتربحين دائمًا، تربحوا من البورصة، والإسكان، والسياحة، والاستيراد والتصدير. البلد كانت متباعة والتورتة مقسمة، واللى بيدفع للحكومة بيحصل على خدمة تتساوى مع ما دفعه وبالإضافة إلى الأرباح.
حصلوا على الأراضى المميزة بمبالغ الإسكان الشعبى وتاجروا فيها وربحوا على الملايين.
رجال الأعمال كانوا يحصلون على الأراضى الجديدة مقابل مبالغ أقل كثيرًا من ثمنها حتى المحصل من الأفراد مقابل أرض تتماثل مع أراضى رجال الأعمال، وهم يعلمون جيدًا أدق تفاصيل تلك الأراضى من حيث التربة، الطرق حتى المستقبلية، أقاموا المدن وباعوا الوحدات وربحوا الملايين.
الآن الدولة تنبهت وبدأت تبنى على الأقل لتحقق عائدًا أكبر مما تحققه فيما لو باعت الأرض فقط. تجربة جديدة ناجحة لدور الدولة وأيضًا لتوفير احتياجات التنمية أو جزء من التكاليف.
بالطبع استمرار دخول الدولة كمقاول أو عامل نشط في العملية التجارية أمر لن يستمر، هى ترى أنها عملية مؤقتة، ولضمان استقرار السوق وحماية للمواطن من استغلال حاجة المواطن أو ما يدور حولنا من عدم استقرار لبعض عناصر مؤثرة في الحركة بشكل عام والحياة.
السيسي واضح وشجاع، في قراراته وتلك النوعية من القيادات قد لا تراها كثيرًا. لأن العادة المتعارف عليها أن يلتزم السياسى بتغيرات المواقف، وقراراته لا تخرج عن المواءمة. الملاحظ الآن أننا بدأنا نهضم أو نتعرف أكثر على مبررات القرارات أو التغييرات وزادت بمرور الوقت نسبة المتفهمين للقرارات التى تصدر لصالح تنظيم حياتنا وتسهيل معيشتنا، وبالتالى تراجع الغضب بشأن ارتفاع الأسعار والمعيشة. وأصبحنا نتعايش، وبالتدقيق أرى أننا ندرك الصعوبات التى تواجهها البلد وبالتالى نكون أكثر مساندة لقرارات التنمية أو المنظمة لحياتنا.
الافتتاحات التى أعلنها السيسي من بورسعيد لمشروعات، منظومة التأمين الصحى، أنفاق 30 يونيو، مجمعات صناعية جنوب الرسوة، وأرصفة بميناء بورسعيد، امتداد للثقة التى تنمو بين الدولة المصرية والمواطن.
حماس الرئيس بالطبع ضرورة أن ينتقل للوزراء والمحافظين، وأرى أن هناك تقييمًا هادئًا لتلك النوعية من القادة، وتغيير المحافظين بالطبع للحفاظ على القوة الدافعة للعمل. بالإضافة إلى التنبيه على أن يكون المسئول مشاركًا. مشاركة حقيقية في العمل وحل المشكلات وكيفية التعامل مع مشكلات الجماهير، وأيضًا الاشتباك مع أية قوة تسعى لكسر أو تحطيم قيم المجتمع بأى شكل، وقد تبدأ بالشائعات وكيفية مقاومتها.
السيسي يسهم من خلال التغييرات بشكل عام للأفراد إلى الوصول لجيل القيادة الحديثة. صاحبها مدرك بما يدور حولنا. بالداخل والخارج نظرًا لأن مشاكلنا الكبيرة صناعها بالخارج دول وأفراد.
لم يعد الوزير أو المحافظ الملتزم بمكتبه والمحاصر بالأوراق هو فارس المرحلة، الأداء وكيفية التصرف في المشكلات وسرعة الإنجاز والمصداقية، بعيدًا عن التسويق بالأكاذيب. أمور تزعج الرئيس.
حركة المحافظين نفذها السيسي كأول حركة تغيير تحدث دون تمهيد أو إقامة حفلة شائعات أو تسريبات للتشويه الشخصى. توجه جديد. وأعتقد أن الرأى العام الآن بعد تغييرات المحافظين أدرك وتعرف على طريقة التغيير الهادئ. واستسلمنا. وتلك الطريقة تندرج تحت عنوان "وداعًا لحفلات التشفى الوزاري".
بالطبع حالة من الذعر انتقلت للوزراء.. وأعتقد هنا أن الذين يراهنون على تسريب الأخبار ضد وزير أو وزارة مخطئون هناك عمل جاد وجهود مبذولة محترمة، وأيضًا تحركات سليمة لتعويض تخفيض ميزانيات الوزراء والاستغلال الأمثل للإمكانيات الموجودة. وهناك انسجام وزارى وتعاون محترم بين الوزراء صنعه د.مصطفى مدبولى.
التحديات الموجودة أمام انطلاق الدول وتطويرها وتنمية الإنسان. مستمرة ومتجددة ومتطورة، ومن هنا يجب أن تكون مهارة الوزير أو المسئول هى الأخرى مستمرة ومتجددة ومتطورة. فاهم لحدود عمله وغير منفصل عن حركة الدولة، وملم بما يحدث في العالم.
أدرك الآن أن كل وزير عايش في طوارئ ذاتية، يعيد تنظيم أفكاره. يضاعف من حركته. ويستنفر كوادره. ويركز في حلول لمشكلات ومعوقات. الوزراء الآن في حالة طوارئ ذاتية، ولأنهم يحتاجون فترة للتأقلم مع رئيس لا ينام إلا خمس ساعات، وفى المكتب أو الشارع من الخامسة صباحًا، فروق قد ينسفها البعض وقد يخفق منهم.
أنا أشفق على كل مسئول يتصدى للعمل العام خاصة إذا كان عملًا يخضع للتقييم الرسمى والشعبى والشخصى. الوزراء في مصر لا يتمتعون حتى بزهوة المنصب، لا إجازات، استنفار مستمر، محاسبة لا يعرف متى ولا أي، إعلام لا يرحم ولا يهم أن يساعد أو يساند، وكوادر موروثة، ورئيس يتابع ورقابة تراقب، وحياة الوزراء الخاصة على الهواء مباشرة نوع جديد من الوزراء هم، والأهم شروط اختيار لم نسمع عنها من قبل.