تشرفت بحضور افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي لـ6 مشروعات ضخمة ببورسعيد وشمال سيناء، تمثل هذه المشروعات في نظري عبورا ثانيا لسيناء على غرار عبور أكتوبر 1973، اختيار بورسعيد لانطلاق عدة مشروعات ضخمة بها اختيار صائب، وربطها بالدلتا من خلال شبكة طرق وأنفاق أمر مهم وفارق في الاستثمار بالمنطقة.
تضمنت المشروعات افتتاح أنفاق جنوب بورسعيد أسفل قناة السويس، وافتتاح المجمعات الصناعية الصغيرة والمتوسطة جنوب الرسوة، وافتتاح عدد من الأرصفة لميناء بورسعيد وافتتاح الصالة المغطاة بالعريش، وافتتاح محور 30 يونيو بطول 210 كم، كما تم تدشين منظومة التأمين الصحي بمحافظة بورسعيد.
وصلنا لبورسعيد الباسلة في نحو ساعة وأربعين دقيقة بفضل شبكة طرق داخلية تحققت في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد أن كانت المسافة لا تقل عن 3 ساعات، ليست بورسعيد فقط وإنما الجميع شهد بالطفرة الحقيقية التي تحققت في ملف الطرق والكباري خلال الأعوام القليلة الماضية.
في البداية تحدث رئيس هيئة التنمية الصناعية عن مبادرة الرئيس لتشغيل الشباب وتشجيع الاستثمار نحو الصناعة التكميلية وتمكين الشباب وصغار المستثمرين للحصول على مصنع جاهز بالتراخيص للارتقاء بالصناعة المصرية، ورأينا نماذج للمصانع الصغيرة والمتوسطة تم تجهيزها للعمل، الأهم هنا أن الدولة أصبحت تسمع وترى الشباب وتطبق ما يفيدهم ويفيد الدولة، فكنا نرى قبل ذلك تسليم أراضٍ وثبت فشل هذه التجربة وأنها أصبحت عائقًا على الشباب وليست خطوة نحو تحقيق أحلامهم في الاستثمار، فاليوم الدولة أصبحت تمنح الشباب مصنعا جاهزا للعمل على أحدث التقنيات وبفائدة لا تتعدى الـ5%، وقد وفرت نماذج لمجموعة مصانع أخرى نفذت بالفعل نحو 17 ألف فرصة عمل، وهذا رقم ليس متواضعا.
كانت المحطة الثانية افتتاح أرصفة ميناء بورسعيد بطول 5 كم بتكلفة 6.5 مليار جنيه، وجارٍ تنفيذ أرصفة أخرى بطول 7.9 كم2 بعمق 18.5 كم2 بخلاف الانتهاء من تصميم الساحات الخاصة بالأرصفة والتربة في المنطقة الشرقية والغربية بتكلفة 3 مليارات جنيه، ومن المعروف أن ذلك سيؤثر في حركة البضائع بميناء شرق بورسعيد.
ليس ذلك فقط وإنما شاهدنا افتتاح عدد من مشروعات وزارة الشباب من بينها الصالة المغطاة بالعريش على مساحة 23.552 م بتكلفة مالية بلغت 92 مليون جنيه، وبقدرة استيعابية تصل لنحو 2000 مشاهد.
كما قام الرئيس السيسي بافتتاح محور 30 يونيو ويبلغ طوله 210 كم بتكلفة وصلت لـ8.5 مليار جنيه بمشاركة 75 ألف عامل مصري، ويسهم المحور في تعزيز الترابط والاتصال بين 4 أقاليم تنموية، ويسهم في زيادة المعمور المصري وإعادة التوزيع السكاني بشكل متوازن وتحقيق العدالة الاجتماعية والتوزيع الجغرافي للموارد، بخلاف انعكاسه على التنمية في سيناء.
مَن توجه لسيناء قبل ذلك يعلم أن الأمر كان أشبه بالمستحيل، إما أن تستقل معدية وتظل في انتظارها ساعات أو من خلال نفق الشهيد أحمد حمدي وتنتظر وقتا أطول أو كوبري السلام.
ولكن بعد افتتاح أنفاق 3 يوليو وأنفاق تحيا مصر بالإسماعيلية أصبح الأمر مجرد دقائق معدودة 40 دقيقة فقط تفصلك عن سيناء، وربطت سيناء بمحافظات مصر جميعا، والأهم أن الدولة المصرية لم تنشئ أنفاقا للمرور فقط وإنما اهتمت أن تكون هذه الأنفاق على أحدث النظم العالمية من أمان وإضاءة وإخلاء طوارئ ومتابعة من خلال غرفة عمليات على مدى الساعة.
كان إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسي لمشروع التأمين الصحي الشامل ببورسعيد خير ختام للافتتاحات، حيث إنه المشروع الخدمي الأول للمواطنين، ولأنني تابعت عن قرب مراحل تجهيز التأمين الصحي الشامل منذ أن كان فكرة وحلما إلى أن أصبح حقيقة، وأصبحت بورسعيد أولى المحافظات التي تم التطبيق فيها وتشهد الآن قطاعا صحيا فوق الممتاز.
هذه المشروعات القومية ليس الإنجاز إنشاؤها فقط وإنما في رأيي أن ننظر كم وفرت هذه المشروعات من العمالة الجديدة، وكم شركة مصرية شاركت في الإنشاء وغيره.
كل الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي لسعيه الدائم لإنجاز مشروعات قومية لصالح المواطنين وأيضا كل الشكر للقوات المسلحة المصرية التي تسابق الزمن لإنجاز المشروعات القومية من خلال شركات وطنية وعمالة مصرية.