ما رأيناه اليوم في بورسعيد إنجاز بطعم الإعجاز.. مصر تخطو إلى المستقبل.. مصر تتقدم.. مصر تتحدث عن نفسها.. مصر تستطيع.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.
نعم.. يجب على كل مصري يعشق وطنه، عندما يرى تلك المشروعات التي كانت حلما وتحولت إلى حقيقة،أن يهتف ويعلو صوته ليملأ عنان السماء ويردد "تحيا مصر"، ويعلن للجميع ما ستعود به من نفع على المصريين.
علينا أن نفتخر بوطن قرر أن يكون، علينا أن نتباهى بوطن يتغير ويسير بخطوت ثابتة نحو مستقبل أفضل، علينا أن نعمل ونجتهد و"نشقى" ، و"نتعب"، من أجل رفعة وتقدم مصر وشعبها.
في حضرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، شرفت اليوم بحضور افتتاحات عدد من المشروعات القومية بمحافظتي بورسعيد وشمال سيناء، مشروعات تؤكد أن قيادة هذا الوطن تحرص كل الحرص على شعبها، مشروعات تؤكد أن القادم أفضل، فعندما تعرف أن ما تم إنفاقه على خريطة التنمية والمشروعات القومية، حتى الآن يصل إلى 5 تريليونات جنيه، تصل إلى يقين بأننا سنجني ثمار تحملنا وصبرنا قريبًا.
ومن بين تلك المشروعات العملاقة، مشروع أنفاق بورسعيد، تلك الأنفاق العملاقة التي بدأت مصر في تنفيذها، وتربط غرب مدن القناة بشرقها لتسهيل حركة التجارة في منطقة إقليم قناة السويس، كما تربط الأنفاق الجديدة بين قارتى أفريقيا وآسيا، وتحقق اختصارًا لزمن عبور القناة يتراوح بين 10 و20 دقيقة، بدلا من الانتظار على المعديات لأيام، كما تساهم في تسهيل تداول البضائع وحركة انتقالها بين شرق وغرب مدن القناة ، ولا يتعدى المرور داخل أنفاق بورسعيد دقائق معدودة من 5 إلى 10 دقائق، للوصول إلى أي مكان في مدن القناة، حيث تبلغ سرعة السير داخل الأنفاق 40 كيلومترا في الساعة.
ويتضمن كل نفق 4 ممرات لحالات الطوارئ، كما يحتوى على 25 ألف قطعة خرسانية، والتي تعد المكون للدوائر داخل جسم النفق كما صممت تلك القطع في مصنع الحلقات الخرسانية داخل موقع المشروع، كما يستوعب النفق الواحد 2000 سيارة في الساعة بمعدل عبور 40 ألف سيارة في اليوم للنفق الواحد.
هذا عن الأنفاق، وإذا تحدثنا عن مشروع التأمين الصحي الشامل، الذي أعلن الرئيس السيسي تعميمه في جميع محافظات مصر، فلنسأل بعضنا البعض: من منا لا يحتاج إلى تأمين صحي؟ كم تأخر هذا المشروع الذي انتظره المصريون كثيرًا؟ كم أسر مصرية عانت من عدم شمول مظلة التأمين الصحي لجميع أفرادها؟ أسئلة كثيرة، وإجابتها واحدة، فجميعنا يحتاج إلى هذه المنظومة الصحية التي طبقت في محافظة بورسعيد، وأصبح لكل أسرة "سجل مميكن"، وباتت الخدمات تقدم للجميع دون تمييز أو استثناء، بل وتقدم في أفضل صورة وبأسعار تتحمل الدولة الجزء الأكبر منها.
وليعلم كل منا، أن الفرد الواحد يكلف الدولة 2100 جنيه، في السنة الواحدة حتى يتلقى خدمات التأمين الصحي الشامل، ويتم تمويل المشروع من اشتراكات الأعضاء علاوة على بعض الموارد الإضافية، والباقي تتحمله الدولة كاملًا، مراعاة لمواطنيها وحرصًا على تقديم خدمة صحية آدمية، تليق بالمواطن في مصر الحديثة.
مشروعات كثيرة، وإنجازات أكثر، رأيناها جميعا اليوم، ولا ننسى فيها محور 30 يونيو، هذا العمل العملاق، ولن تعرف أنه عملاقًا إلا بعد أن تزوره وتسير عليه، وتعرف فوائده، وأدعوكم جميعًا لهذا، ومن المشروعات التي تم افتتاحها أيضًا، المجمعات الصناعية في منطقة الرسوة بشرق بورسعيد، والتي أصبحت حقيقة، ودار "المكن" في بعض المصانع بالفعل.
ولا أنسى زيارتي لتلك المنطقة منذ عدة سنوات، في بداية تنفيذ المشروع، وعندما رأينا التربة "السبخية"، تسآلنا: كيف سيتم تنفيذ مصانع على تلك التربة؟ واندهشنا، وتعجبنا، لكن مرت الأيام وأصبح الحلم حقيقة، وفتحت المصانع أبوابها، واستقبلت الأيدي العاملة، ووفرت فرص عمل، وبدأ بعضها في تصدير منتجاتها.
نعم.. حلم تحول إلى حقيقة، فقد غير أبطال الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة جغرافيا التربة وطبيعتها، وروضوا كل ما هو ضار ليصبح نافعًا، ولك أن تتخيل كم ما تم تجريفه من تلك المنطقة لتتبدل التربة وتصبح جاهزة لتأسيس المصانع بين جنباتها.
كل ما يحدث حولنا، يؤكد للجميع أن مصر وقيادتها لا تلتفت لأهل الشر، لا تعير أولئك الذين لا يريدون لنا خيرًا أو تقدما اهنمامًا ، بل تسير في طريقها الصحيح، وتمضي فيه، بإرادة.. وعزيمة.. وثبات.