الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

اجعلوا "الأمل" أنشودة حياة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دائمًا ما كنت أسمع الكوبليه الشهير من أغنية فريد الأطرش "الحياة حلوة بس نفهمها" وأتساءل عن المعنى الضمني الذى أراد الأطرش توصيله لمستمعيه في ذلك الوقت، وكيف نرى "الحياة حلوة" من منظوره، وهل حقا الحياة حلوة في ظل الضغوطات الحياتية التي نتعرض لها يوميًا والتي تكون بمثابة عقبات في سبيل شعورنا بحلاوة الحياة.
وعلى النقيض تمامًا وعلى عكس ما تحمله الأغنية قديمًا من معاني التفاؤل والأمل نجد خلال الفترة الأخيرة وخاصة السنوات الماضية تعدد حالات الانتحار وقتل البعض لأبنائهم والاكتئاب الذي انتاب بعض الشباب العاطل عن العمل والفتيات اللاتي تأخرن عن الزواج وغيرهم ممن فقدوا الأمل في تحقيق مساعيهم الراغبين فيها، مما يجعلنا جديًا نطرح سؤال مهمًا ألا وهو: ما هو الدافع الذي جعل هؤلاء يقدمون على ذلك؟
بلا شك أننا لو طرحنا السؤال على خبراء النفس وعلم الاجتماع لأجمعوا "بالفم المليان" على أن السبب الرئيسي في ذلك هو فقدان الأمل والاكتئاب الذي انتاب البعض خلال مرحلة ما في حياتهم، مما دفعهم للشعور بظلمة الحياة ووحشيتها عليهم وإحساس بعدم القيمة، وكذلك عدم الشعور بأي متعة وسعادة، بالإضافة إلى الإحساس باليأس والعجز، فتكون النتيجة المنطقية لذلك كثرة التفكير في الموت والانتحار.
وقد أشارت إحدى طالبات الدكتوراه بجامعة كامبريدج لمصطلح "الاكتئاب المبتسم"، لتصف من يضعون قناعًا للعالم الخارجي يظهر أنهم يعيشون حياة طبيعية، بينما هم في الحقيقة غير ذلك فهم يشعرون في الداخل باليأس والحزن، وفي بعض الأحيان تراودهم أفكار بإنهاء حياتهم، موضحة أنه قد يكون هؤلاء الأشخاص عرضة بشكل خاص للانتحار، وذلك بالتأكيد نابع من فقدان الأمل الذي يعطي الدافع ويصنع الأهداف للحياة.
فما أكثر الوجوه المبتسمة في حياتنا وتحمل بداخلها الكثير من الهموم والحزن ولا ترى قيمة الحياة بشكل أفضل، وتعتقد أنها مجرد وظيفة يؤدونها دون الاستمتاع بها، وبالتالي نسمع ونرى شبابًا في سن الزهور يختارون أسهل الطرق للتخلص من الكابوس الذي ينغص حياتهم.
صحيح أن العقبات الحياتية التي تقابلنا تفقدنا الكثير من ملذات الحياة وتهدر طاقتنا، ولكن يبقى الأمل والتفاؤل دافعنا لتصور غدٍ أفضل، كما أوصانا الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" بقوله: "تفاءلوا بالخير تجدوه"، فالنتيجة الحتمية للتفاؤل نور يشع داخل الإنسان يجعله يقدم على الحياة بشكل أفضل، يعطيه الدافع للعمل والإبداع ومباشرة مسئولياته دون كلل أو ملل.
فيأيها الشباب.. تحلو بالأمل لغدٍ مشرق واجعلوه أنشودة حياة، وثقوا بالله تمام الثقة أنه القادر على كل شيء وبيده تغيير الحال للأفضل، فيكف لكم أن تفقدوا الأمل وربكم المدبر لكل شيء بأفضل مما تتصورون، وليكن شعاركم الدائم الذي تحيون به "الحياة حلوة".