الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى استشهاد القديس بطرس الأول

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بذكرى استشهاد القديس بطرس الأول بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ١٧، جاء مولده بشكل صعب، حيث كان أبوه ثاؤدسيوس كبير قساوسة الإسكندرية، لأم تدعي صوفية، الذين عاشا أمورا صعبة من كثرة الخوف والقلق أن لم يرزقهما بولدا، فلما كان الخامس من شهر ابيب وهو الشهر الحادي عشر من التقويم المصري، يبدأ من 8 يوليو إلى 6 أغسطس حيث ذهبت أمه إلى الكنيسة، فرأت النساء وهن حاملات أولادهن، فحزنت جدا وبكت، وصلت بدموع إن يرزقها ولدًا، وفي تلك الليلة ظهر لها قديسين وأعلماها أن الرب قد قبل صلاتها، وسوف يعطيها ولدا تسميه بطرس، وأمراها أن تمضي إلى البطريرك ليباركها.
وبعد فترة نوم واستيقظت عرفت زوجها بما رأت ففرح بذلك ثم مضت إلى الأب البطريرك وعرفته بالرؤيا وطلبت منه أن يصلي من أجلها فصلي وباركها، وبعد قليل رزقت هذا القديس بطرس، وفي كمال سبع سنين سلموه للبابا ثاؤنا مثل صموئيل النبي، فصار له كابن خاص وألحقه بالمدرسة اللاهوتية، فتعلم وبرع في الوعظ والإرشاد، ثم كرسه أغنسطسًا فشماسًا، وبعد قليل قسا وصار يحمل عنه كثيرا من شئون الكنيسة، وتوفى البابا ثاونا بعد أن أوصى أن يكون الأب بطرس خلفًا له.
استضاءت الكنيسة بتعاليمه، عند جلوسه على الكرسي المرقسي، وكان في أنطاكيا رئيس كبير قد وافق الملك دقلديانوس على الرجوع إلى الوثنية وكان له ولدان، فلم تتمكن أمهما من عمادهما هناك، فأتت بهما إلى الإسكندرية، وقد حدث وهي في طريقها أن هاج البحر هياجًا عظيمًا، فخافت أن يموت الولدان غرقًا من غير عِماد، فغطستهما في ماء البحر.
وفي ذات يوم قدمتها مع الأطفال المتقدمين للمعمودية، فكان كلما هم الأب البطريرك بتعميدهما، يتجمد الماء كالحجر، وحدث هكذا ثلاث مرات، فلما سألها عن أمرها عرفته بما جري في البحر، فتعجب ومجد الله قائلًا "هكذا قالت الكنيسة، إنها معمودية واحدة".
شهدت أيام هذا البابا ظهر اريوس المخالف، فنصحه القديس بطرس كثيرًا أن يعدل عن رأيه الفاسد فلم يقبل، فحرمه ومنعه من شركة الكنيسة، واتصل بالملك مكيميانوس الوثنى، وأبلغه أن بطرس بطريرك الإسكندرية يحرض الشعب على ألا يعبدوا الآلهة، فحنق جدا وامتلأ غيظا، وأوفد رسلا أمرهم بقطع رأسه، فلما وصلوا إلى الإسكندرية فتكوا بالشعب، ودمروا أغلب البلاد المصرية، ونهبوا الأموال، وسلبوا النساء والأطفال، وقتلوا منهم نحو ثمانمائة وأربعين ألفًا، بعضهم بالسيف والبعض بالجوع والحبس.
وعندما عادوا إلى الإسكندرية، وقبضوا على الأب البطريرك وأودعوه السجن، فلما علم الشعب باعتقال راعيهم تجمهروا أمام باب السجن، يريدون إنقاذه بالقوة، فخشي القائد المكلف بقتله أن يختل الأمن العام، وإرجاء تنفيذ الأمر إلى الغد، فلما رأي القديس ذلك أراد أن يسلم نفسه للموت عن شعبه، واشتهي أن ينطلق ويصير مع المسيح بدون أن يحدث شغب أو اضطراب بسببه.
وأرسل واستحضر أبناءه وعزاهم وأوصاهم أن يثبتوا على الإيمان المستقيم، فما علم أريوس المُجَدِّف أن القديس بطرس سيمضي إلى الرب ويتركه تحت الحرم، استغاث إليه بعظماء الكهنة أن يحله فلم يقبل وبعد ذلك استدعي القديس بطرس قائد الملك سرًا وأشار عليه أن ينقب حائط السجن من الخلف في الجهة الخالية من المسيحيين، فذهل القائد من شهامة الأب، وفعل كما أمره وأخرجه من السجن سرا، وأتى به إلى ظاهر المدينة إلى المكان الذي فيه قبر القديس مرقس الرسول، وهناك جثا على ركبتيه وطلب من الله قائلًا "ليكن بدمي انقضاء عبادة الاوثان، وختام سفك دماء المسيحيين، ولما أتم صلاته تقدم السياف وقطع رأسه وظل الجسد في مكانه حتى خرج الشعب من المدينة مسرعا إلى حيث مكان الاستشهاد لأنه لم يكن قد علم بما حدث، فأخذوا الجسد وألبسوه ثياب وأجلسوه على كرسي مار مرقس الذي كان يرفض الجلوس عليه في حياته، وكان يقول في ذلك انه كان يري قوة الرب جالسة عليه فلا يجسر هو أن يجلس، ثم وضعوه حيث أجساد القديسين وكانت مدة جلوسه على الكرسي إحدى عشرة سنة.