الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"جُندِي الظِل"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يتعلّق الأمر إطلاقًا بمجموعة شباب سجّلوا على موقع إلكتروني للانضمام للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة؛ ولم يتعلّق أيضًا بمجموعة من الذكريات الحالمة التي نسجها هؤلاء الشباب، ولكنّ الأمر جميعُه كان فكرة "جُندِي الظِل" الذي آثَر على نَفسِه طيلَة ثلاث سنوات ان يتكلم هو أو أن يتكلّم عنه أحد. 
ثلاث سنوات على نمو زرعَته وفِكرته التي رواها بمِدادٍ من الحِيطَة والحَذر من إخطار التقرُّب الزائف؛ ومن اعراض التربُّص الزائد اللذان يُلازمان كُل نجاح عظيم. 
ثلاث سنوات على صندوق الذكريات الذي امتَلأ احترامًا له وامتنانًا لقُدرته على العطاء بلا حدود، احترامًا لصراحته المُطلَقة وامتنانًا لقُدرته على إدارة أزمات ١٥٠٠ فرد بدون تكليف. 
"جُندي الظِل" الذي عاش طيلَة حياته يقاوم الدور الاستثنائي الذي كُتب له، عاشِقًا للصوفية، ومُقاتلًا في كتائب الإنسانية؛ مدافعًا عنها كجُندي لا يهاب الموت، وحارِسًا لها في ساحة هذا الكون المُفعَم بالعُنف والكراهية.
ولم يكن الدور الذي يؤديه "جُندي الظِل" هينًا ليستوعب آلاف الأفكار وآلاف المشكلات ولكنه دومًا كان المعيار الذي نتعلّم منه الصِدق، والمحَك الذي نستوعِب من فلسفته أصول دساتير النجاح.
ثمان نُسخ من مؤتمرات الشباب الوطنية التي أخرجت مئات من الأفكار التى تم تطبيقها على ارض الواقع في بلادنا الحبيبة، وثلاث نُسخ من منتدي شباب العالم جعلت مِصر نقطة تلاقي حقيقية لكل شباب العالم، كانت جميعها نتاج أفكار زرعته التي آثر على نفسه حصاد نجاحها، بل أعطاها كُل الحق في أن تختلف وأن تنمو وِفقًا لمتغيرات الطبيعة ومجريات أحداث المواقف.
إن هذا الجُندي سيظل رمزًا لدى آلاف الشباب في مصر، ويومًا ما سيقرءون دستوره، وسينتظرون روايته التي لم تُنشر بعد، يسيرونَ في حياتهم على مِدادِ مُكتسباتهم من زاده في المعرفة والصبر والإنسانية.
وستظَل كلماته راسخة في ضمير كُل شابٍ وطني، عاش في فترة هي الأروع في تاريخ بلاده، وانتق منها ما شاء من الأمل والعزم والصبر والتأمّل. 
وبقيت لدَيّ أروع الكلمات التي استقطعتُها لنفسي: "إن أعجبك الكلام فاصمُت؛ وإن أعجبك الصَمتُ فتكلّم".