الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

«بين الجنة والأرض».. رحلة حب للبحث عن هوية مفقودة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انطلقت رحلة فيلم الدراما الفلسطيني "بين الجنة والأرض" للمخرجة نجوى نجار، مساء أمس السبت، عقب عرضه العالمي الأول بالمسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 41. 
قصة أخرى من قصص "نجار" التي لطالما وجهت عدسات أفلامها لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية بشكل أو بأخر، عبر سرد قصص إنسانية لأبطالها المقهورين تحت سلطة الاحتلال تتماس أزماتها الشخصية مع واقعها الاجتماعي والسياسي المحيط. تسطر "نجار" في ملحمتها المثالية فصلا جديدا من فصول الرواية المأساوية التي ترصد وتوثق كيف ألت الأمور في الأراضي المحتلة، وعبرت عنها في السابق من خلال فيلمي "المر والرمان" الفائز بجائزة مهرجان سان سباستيان السينمائي، و"عيون حرامية" الذي ترشح لجائزة مهرجان كالكوتا السينمائي الدولي في الهند.
تدور أحداث "بين الجنة والأرض" حول زوجين هما «سلمى» و«تامر» يعيشان في الأراضي الفلسطينية، يصبح الطلاق هو الملاذ الأخير لكليهما بعد مضي 5 سنوات على زواجهما، وتكون المرة الأولى التي يحصل فيها «تامر» على تصريح بدخول الأراضي المحتلة من أجل تقديم أوراق طلاقهما في المحكمة بالناصرة. وفي المحكمة، يفاجئهما اكتشاف صادم عن ماضي والد «تامر».
في فيلمها الروائي الطويل الثالث، تضع "نجار" أبطالها على أول طريق رحلة جديدة من رحلات البحث عن الهوية والغوص في أعماق الماضي المضطرب، معتمدة على المزج بين الدراما والكوميديا أثناء الرحلة الممتدة عبر فلسطين التاريخية والجولان المحتل، لتلقي نظرة ثاقبة على الحياة القاسية التي يعيشها الفلسطينيين والسوريين في تلك البقعة المنسية من العالم.
تتعثر مجهودات الزوجين في إتمام إجراءات طلاقهما عقب أن اكتشف القاضي أن والده كان متزوج من سيدة يهودية لذلك يتوجب عليه استخراج إفادة تثبت عكس ذلك لإتمام الإجراءات. وخلال رحلة الزوجين للبحث عن مكان والدته، التي يكتشف لاحقا أنها يهودية عراقية جاءت إلى فلسطين عقب عام 1948، تتعرض "نجار" للكثير من القضايا التي تتعلق بقيم الحب من خلال نماذج مختلفة لشخصيات تستقل سيارة الزوجين (الرحلة). 
في أحد المشاهد نرى زوجين يطلبان من "تامر" و"سلمى" رفقتهما على الطريق عقب أن تعرضت سيارتهما لحادث، في البداية ترفض "سلمي" ظنا منها أن الزوجين إسرائيليين، لكنه يتضح فيما بعد أنهما يهوديين وليسا إسرائيليين وتوافق على في بداية الفيلم، وأثناء تواجد "سلمى" و"تامر" في قاعة المحكمة يصادف أن دورهما يحمل الرقم 67، وعقب اكتمال رحلة بحث الأخير عن ماضي والده الغامض يعودان مجددا إلى نفس المكان لكنهما يحملان آخر وهو 48، هي نكبات ونكسات متتالية صدرتها لنا "نجار" منذ بداية الفيلم وحتى المشهد الأخير لتتركنا أمام نهاية مفتوحة وأسئلة دون إجابات واضحة مباشرة.
من أهم عوامل القوة في الفيلم كانت الحضور القوي للموسيقى التصويرية التي قام بتأليفها المصري تامر كروان، بالإضافة إلى التوظيف المتقن للأغاني التي جمعت ما بين موسيقى شبابية حديثة وأخرى قديمة كأغنية دليدة "حلوة يا بلدي" التي رسخت لفكرة الحنين إلى الأرض.