الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

التنسيق الحضاري والمحافظات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ملاحظات كثيرة فى اتجاه الإهمال عن التجميل والتشجير والتنسيق الحضارى فى المحافظات – المدن – المراكز – الأحياء والقرى، وللأسف لا يوجد تنسيق حضارى، هناك بل الكثير من حالات القبح الذى يؤذى البصر ويؤدى إلى الإحباط والتأثير على الصحة العامة لدى المواطنين، وذلك بسبب الإهمال واللامبالاة والفساد والأمر خطير حدث ولا حرج. 
حيث الميادين المشوهة والتماثيل والمجسمات التى تبتعد عن المقاييس الجمالية سواء للأفراد أو الشخصيات العامة أو حتى بمعايير المقاييس الفنية والجمالية، ويمتد الأمر إلى الحدائق بالمحليات فهى تبتعد عن التجميل الحقيقى حيث الإهمال لأنواع التشجير وغياب الزهور وعدم صيانة النجيل وتصل إلى عدم تهذيب الأشجار والأسوار النباتية، وهناك حدائق مغلقة وكأنها سجن للمزروعات مع انعدام وجود خدمات حقيقية وتجميلية للحدائق المفتوحة، إن وجدت، وناهيك عن إهمال أرصفة الشوارع وغياب المتنزهات.
ورحم الله أيام الزمن الجميل، حيث كان المواطنون يستمعون إلى الفرق الموسيقية العسكرية والشرطية التى كانت تعزف فى حدائق المحافظات الموسيقى لأهم الأغانى المشهورة مع عزف بعض الموسيقات الوطنية غير السلام الوطنى، وكانت الأكشاك الموسيقية محل تقدير المواطنين البسطاء الذين كانوا يستمتعون بها ولم تخل محافظة أو مدينة من تلك الأكشاك الموسيقية التى كانت تعزف بانتظام للمواطنين أغان وموسيقات محببة لهم.
وغنى عن البيان الانتشار الفظيع للقمامة وما يحمله من تلوث بصرى، فضلا عن التلوث السمعى من أصوات السيارات والدرجات البخارية التى يتبارى مالكوها بتركيب شكمانات لها صوت مزعج، فضلا عن استخدام السماعات الداخلية للسيارات الأجرة والميكروباصات وحتى أصحاب السيارات الملاكى المهوسين بإزعاج الآخرين من غير الراكبين معهم غير مكبرات الصوت فى الأفراح والأحزان.
ولعل الألوان الغريبة والأسماء الأجنبية بكافة اللافتات على الحوائط والأعمدة وغيرها من الإعلانات المثيرة التى لا تراعى الجماليات والإضاءات المبهرة التى تؤذى العين وتسىء للذوق العام.
للأسف يحدث ذلك رغم وجود مسئولين بالمحليات ونسمع عن أجهزة التجميل والنظافة وهيئات التنسيق الحضارى ومديريات الزراعة بالمحافظات وأقسام الحدائق، فضلا عن لجان التنسيق الحضارى ونسى الجميع فى ظل الإهمال وجود جهاز حكومى تابع لوزارة الثقافة يسمى «الجهاز القومى للتنسيق الحضارى» وهو الذى أنشأ بالقرار ٣٧ لسنة ٢٠٠١ وهذا الجهاز ينظم التنسيق الحضارى على مستوى الجمهورية وقد صدر القانون ١٤٤ لسنه ٢٠٠٦ والذى يحتوى على ١٧ مادة تشير أهمها إلى صلاحيات الجهاز منها:
■ تحقيق القيم الجمالية للشكل الخارجى للأبنية والفراغات العمرانية والإثارية وأسس النسيج البصرى للمدن والقرى وكافة المناطق الحضارية للدولة بما فى ذلك المجتمعات العمرانية الجديدة.
■ كما يقوم الجهاز القومى للتنسيق الحضارى بإعادة صيانة الرؤية الجمالية لكافة مناطق الدولة والعمل على إزالة التشوهات الحالية.
■ إعداد قاعدة بيانات شاملة لجميع المبانى ذات الطابع المعمارى المميز بجميع محافظات الجمهورية.
كما منح القانون صلاحيات للجهاز بوضع الضوابط التى تكفل عدم التغيير فى الشكل المعمارى بمنع الإضافات التى تتم على المبانى القائمة والتى تشوه المنظر العام.
ويضاف إلى ذلك وضع أسس التعامل مع الفراغات المحلية منها: «الحدائق – الشوارع – الميادين – الأرصفة – الإنارة العامة والألوان» وفق الضوابط والاشتراطات.
وللأسف رغم أن الجهاز موجود منذ ١٣ عامًا فما زال دوره متواضعًا.. وحتى الآن لا توجد له لجان مشكلة بالمحافظات والتى حددها القانون فى المادة ٤ والتى تنص على «يشكل فى كل محافظة بقرار من المحافظ لجنة دائمة أو أكثر للتنسيق الحضارى تكون من ممثلى وزارتى الثقافة والإسكان واثنين من المحافظة و٥ أعضاء من هيئة التدريس بالجامعات يختارهم رؤساء الجامعات وترفع قرارات اللجنة إلى المحافظ الذى يقدمها إلى وزير الثقافة.
وحتى الآن للأسف لا يعرف أحد عن تشكيل هذه اللجان فى المحافظات أو دورها الواقعى والدليل لا شيء ملموس سوى عدم التجميل والتنسيق بل القبح البصرى وأصبح الأمر شيء مؤسفًا حقًا.
ولقد أصدرت القيادة السياسية قرارًا وتوجيهًا بأهمية الدهانات الموحدة للألوان والتى تتلاءم مع طبيعة كل محافظة وذلك منذ ما يقرب من عام وحتى الآن ما زالت المبانى بالطوب الأحمر وبدون محارة أو دهانات تتحدى وتكشف مسئولى المحافظات وتكشف المحافظين والمسئولين بالمحليات رغم التصريحات الرنانة من قبل بعض المحافظين للتطبيق الفورى والحازم ويشهد الواقع عكس ذلك.
وهنا نتساءل.
■ أين نقابة المهندسين ولجانها الفرعية بالمحافظات؟ باعتبارها استشاريا للمحليات.
■ أين دور كليات الفنون الجميلة والتشكيلية والتطبيقية والفنانين المصريين من المثالين والنحاتين والتشكيليين من تجميل ميادين المحافظات.
■ لماذا لا يتم ربط مشاريع التخرج لهؤلاء الطلاب بما يفيد المشاركة الواقعية فى تجميل المدن والقرى والمراكز والمحافظات بما يتناسب مع خصوصية كل منها.
■ أين مديريات الزراعة وأقسام تنسيق الحدائق بكليات الزراعة بالمحافظات ودور الجامعات الإقليمية وعلاقاتها بالمجتمع؟
■ أين جمعيات حماية البيئة ومنظمات المجتمع المدنى التى تهتم بالتجميل والنظافة وحماية النسق الحضارى؟
■ وأين رجال الدين الإسلامى والمسيحى ودورهم فى الأمر؟
■ أين دور المشاركة المجتمعية من رجال الأعمال والشركات الخاصة والعامة؟
■ وأخيرًا أين القنوات الفضائية الإقليمية بالمحافظات؟
وبعد أن النظافة والتجميل والنسق الحضارى أصبح أمرًا مهمًا من أجل الارتقاء بحياة المصريين الذين يستحقون حياة أفضل فى المحليات وكفانا مركزية بالاهتمام بالعاصمة فقط.
إننى أطالب لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب ووزارة التنمية المحلية بأهمية مناقشة الأمر باعتباره جزءًا مهمًا للشعب المصرى وأمرًا ضرورًا وليس ترفيهيًا من أجل تأكيد التنمية المستدامة التى تهتم بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وهى الأضلاع الثلاثة التى أكدت عليها الأمم المتحدة ووقعت عليها مصر من أجل تنفيذ رؤية التنمية المستدامة ٢٠٣٠ ومن أجل أن تكون بلدنا الأفضل.