اختلط على كثير من الناس علاقة الإخوان المسلمين بالعنف، وهل تمارس الجماعة العنف وما هو مستواه؟، وما علاقتها بجماعات العنف والتطرف الموجودة على الساحة سواء المحلية أو عابرة الحدود والقارات؟، ولماذا تخاذلت بعض الحكومات في التعامل معها حتى نجح التنظيم بالتواجد في أكثر من 85 عاصمة عربية وأوروبية حول العالم؟، وهل ممارسة الإخوان للعنف مجرد سلوك غير أصيل أم أن الفكرة التي أسسها البنا تنطلي على العنف وجزء من تكوينها؟، وما دور أتباعه في تأسيس منهج العنف؟
نحاول من خلال هذه السلسلة التي عنوانا لها (الإخوان والعنف بين رسائل البنا وأتباعه) أن نجيب عن هذه الأسئلة في محاولة لتفكيك أفكار الجماعة، إعادة قراءة جديدة لما طرحه المؤسس الأول حسن البنا، والذي خلف تراثًا قرأه الناس فيما بعد بشكل خاطئ حتى حاصرنا الإرهاب من كل مكان.
نتناول في الحلقة الأولى من هذه السلسلة بعض مقتطفات رسائل حسن البنا في محاولة لقراءتها قراءة عميقة وتحليل ما ورد فيها من معلومات، وعلاقة ما قاله بالعنف.
يقول حسن البنا في رسائله: هل في عزم الإخوان المسلمين أن يستخدموا القوة في تحقيق أغراضهم والوصول إلى غايتهم؟، وهل يفكر الإخوان المسلمون في إعداد ثورة عارمة على النظام السياسي أو النظام الاجتماعي في مصر؟، ولا أريد أن أدع هؤلاء المتسائلين في حيرة، بل إنني أنتهز هذه الفرصة فأكشف اللثام عن الجواب السامر، ثم يستطرد البنا في توضيح ما كشف اللثام عنه قائلًا: إن القوة شعار الإسلام وأول درجاتها قوة العقيدة والإيمان، ويلي ذلك قوة الوحدة والارتباط ثم بعدها قوة الساعد والسلاح.
الأسئلة التي طرحها حسن البنا تدل دلالة قاطعة على أنه وضع استخدام القوة في درجة تالية لنشأة التنظيم حتى إذا ما قوي ساعده بات استخدام العنف واجبًا، وفي ذلك أشار إلى استخدام قوة الساعد والسلاح بعدما وضع شروطًا للقوة وجدها في قوة العقيدة ثم قوة الوحدة والارتباط.
ولعل ذلك كان واضحًا عندما تريث قرابة عشرة أعوام حتى أعلن عن تدشين النظام الخاص أو الذراع العسكرية للجماعة، معتبرًا أن هذه الفترة هي فترة إعداد بدأت من عام 1928 واستمرت حتى 1939 وما قبلها عندما أعلن عن المؤتمر الخامس الذي أعلن فيه صراحة ضرورة استخدام ما سماه بالقوة.
تجد في أدبيات الإخوان استشهادا كثيرا بفترتين عاشهما النبي صلى الله عليه وسلم، الفترة المكية، والتي كان يعد فيها المسلمين، حتى أعلن قيام دولته بعد عشرين عامًا في المدينة، وربما هذا الاستشهاد هو ما دفع حسن البنا إلى انتظار عقد كامل حتى استخدم العنف وعندما استخدمه كان ذكيًا إلى حد كبير، حيث أنشأ نظامًا لممارسته بينما ترك بقية أفراد صف الإخوان يمارسون ما أطلق عليه الدعوة حتى يهرب من فكرة مواجهة التنظيم بعد الاغتيالات التي نفذها الإخوان في هذه الفترة.
على كل الأحوال نشأ النظام الخاص ومارس العنف في عهد البنا ومات المؤسس، وهذه الذراع العسكرية تعمل دون أن يسعى لحلها، بل أصل لوجود العنف داخل الجماعة، وعندما قام المرشد التالي حسن الهضيبي، بحل النظام الخاص كان لأسباب منها، أنه خرج عن السيطرة أولًا وثانيًا استشعاره أن التنظيم يتهاوى تمامًا ولذلك احتاج لهدنة، فكان قراره حل التنظيم أو ما يمكن أن نسميه بالعودة إلى الفترة المكية حسب أدبيات التنظيم!
من الأخطاء التي يقع فيها العامة والنخب وبعض السياسيين وربما بعض من يعملون في الدوائر الشرطية عدم الربط بين فكر المؤسس الأول حسن البنا وممارسة العنف، كل هؤلاء يظنون أن ممارسة العنف كانت لحظة استثنائية عابرة لا تعبر عنها أفكار الجماعة، وهذا غير صحيح على إطلاقه، فيمكننا من خلال أفكار البنا أن نؤكد أن الفكرة التي أسسها قبل أكثر من تسعة عقود لها علاقة بالعنف، وأن المرشدين من بعده أخذوها ذريعة لممارسة العنف بأشكاله وصوره المختلفة حتى وقتنا هذا.
يقول حسن البنا في إحدى رسائله: "فهذه رسالتي، إلى الإخوان المجاهدين من الإخوان المسلمين الذين آمنوا بسمو دعوتهم وقدسية فكرتهم".. ثم يستطرد قائلًا في نهاية الرسالة: أما غير هؤلاء فلهم دروس ومحاضرات، وكتب ومقالات ومظاهر وإداريات ولكل وجهة هو موليها، فاستبقوا الخيرات، وكلا وعد الله الحسنى".
هذه الرسالة والتي سماها البنا بالتعاليم وجهها إلى من أطلق عليهم "المجاهدين" أو باختصار النظام الخاص أو الذراع العسكرية للجماعة، وهذا يؤكد ما سبق تأكيده من علاقة العنف بما طرحه المؤسس الأول للجماعة حسن البنا، والذي وضع برنامجه وجعله أصلًا من أصول التنظيم، في المقابل قام مرشدو الجماعة بتدريس هذه الرسالة على أفراد صف الإخوان وتحديدًا المرشد الخامس مصطفى مشهور، وهنا نجح في عسكرة التنظيم.. وللقصة بقية.
نتناول في الحلقة الأولى من هذه السلسلة بعض مقتطفات رسائل حسن البنا في محاولة لقراءتها قراءة عميقة وتحليل ما ورد فيها من معلومات، وعلاقة ما قاله بالعنف.
يقول حسن البنا في رسائله: هل في عزم الإخوان المسلمين أن يستخدموا القوة في تحقيق أغراضهم والوصول إلى غايتهم؟، وهل يفكر الإخوان المسلمون في إعداد ثورة عارمة على النظام السياسي أو النظام الاجتماعي في مصر؟، ولا أريد أن أدع هؤلاء المتسائلين في حيرة، بل إنني أنتهز هذه الفرصة فأكشف اللثام عن الجواب السامر، ثم يستطرد البنا في توضيح ما كشف اللثام عنه قائلًا: إن القوة شعار الإسلام وأول درجاتها قوة العقيدة والإيمان، ويلي ذلك قوة الوحدة والارتباط ثم بعدها قوة الساعد والسلاح.
الأسئلة التي طرحها حسن البنا تدل دلالة قاطعة على أنه وضع استخدام القوة في درجة تالية لنشأة التنظيم حتى إذا ما قوي ساعده بات استخدام العنف واجبًا، وفي ذلك أشار إلى استخدام قوة الساعد والسلاح بعدما وضع شروطًا للقوة وجدها في قوة العقيدة ثم قوة الوحدة والارتباط.
ولعل ذلك كان واضحًا عندما تريث قرابة عشرة أعوام حتى أعلن عن تدشين النظام الخاص أو الذراع العسكرية للجماعة، معتبرًا أن هذه الفترة هي فترة إعداد بدأت من عام 1928 واستمرت حتى 1939 وما قبلها عندما أعلن عن المؤتمر الخامس الذي أعلن فيه صراحة ضرورة استخدام ما سماه بالقوة.
تجد في أدبيات الإخوان استشهادا كثيرا بفترتين عاشهما النبي صلى الله عليه وسلم، الفترة المكية، والتي كان يعد فيها المسلمين، حتى أعلن قيام دولته بعد عشرين عامًا في المدينة، وربما هذا الاستشهاد هو ما دفع حسن البنا إلى انتظار عقد كامل حتى استخدم العنف وعندما استخدمه كان ذكيًا إلى حد كبير، حيث أنشأ نظامًا لممارسته بينما ترك بقية أفراد صف الإخوان يمارسون ما أطلق عليه الدعوة حتى يهرب من فكرة مواجهة التنظيم بعد الاغتيالات التي نفذها الإخوان في هذه الفترة.
على كل الأحوال نشأ النظام الخاص ومارس العنف في عهد البنا ومات المؤسس، وهذه الذراع العسكرية تعمل دون أن يسعى لحلها، بل أصل لوجود العنف داخل الجماعة، وعندما قام المرشد التالي حسن الهضيبي، بحل النظام الخاص كان لأسباب منها، أنه خرج عن السيطرة أولًا وثانيًا استشعاره أن التنظيم يتهاوى تمامًا ولذلك احتاج لهدنة، فكان قراره حل التنظيم أو ما يمكن أن نسميه بالعودة إلى الفترة المكية حسب أدبيات التنظيم!
من الأخطاء التي يقع فيها العامة والنخب وبعض السياسيين وربما بعض من يعملون في الدوائر الشرطية عدم الربط بين فكر المؤسس الأول حسن البنا وممارسة العنف، كل هؤلاء يظنون أن ممارسة العنف كانت لحظة استثنائية عابرة لا تعبر عنها أفكار الجماعة، وهذا غير صحيح على إطلاقه، فيمكننا من خلال أفكار البنا أن نؤكد أن الفكرة التي أسسها قبل أكثر من تسعة عقود لها علاقة بالعنف، وأن المرشدين من بعده أخذوها ذريعة لممارسة العنف بأشكاله وصوره المختلفة حتى وقتنا هذا.
يقول حسن البنا في إحدى رسائله: "فهذه رسالتي، إلى الإخوان المجاهدين من الإخوان المسلمين الذين آمنوا بسمو دعوتهم وقدسية فكرتهم".. ثم يستطرد قائلًا في نهاية الرسالة: أما غير هؤلاء فلهم دروس ومحاضرات، وكتب ومقالات ومظاهر وإداريات ولكل وجهة هو موليها، فاستبقوا الخيرات، وكلا وعد الله الحسنى".
هذه الرسالة والتي سماها البنا بالتعاليم وجهها إلى من أطلق عليهم "المجاهدين" أو باختصار النظام الخاص أو الذراع العسكرية للجماعة، وهذا يؤكد ما سبق تأكيده من علاقة العنف بما طرحه المؤسس الأول للجماعة حسن البنا، والذي وضع برنامجه وجعله أصلًا من أصول التنظيم، في المقابل قام مرشدو الجماعة بتدريس هذه الرسالة على أفراد صف الإخوان وتحديدًا المرشد الخامس مصطفى مشهور، وهنا نجح في عسكرة التنظيم.. وللقصة بقية.