الثلاثاء 28 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

زيارة الخير لبلد زايد الخير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الخير يجلب الخير»، هذه هى الحكمة التى عاش بها زايد الخير طيب الله ثراه، فهذا الرجل العظيم الذى استحق لقب حكيم العرب عاش محبًا لمصر وأوصى أبناءه بحب مصر، ولهذا فنبع المحبة بين البلدين الشقيقين يفيض بالخير على البلدين وليس أدل على هذا من النتائج المثمرة لزيارة الرئيس السيسي الأخيرة للإمارات، والتى توجت كما جاء على لسان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى والبشاشة تغمر قلبه وترتسم على محياه بإطلاق منصة استثمارية إستراتيجية مشتركة بين الإمارات ومصر بقيمة 20 مليار دولار؛ لتنفيذ مشاريع حيوية في مجالات لها جدواها الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة لبلدينا وشعبينا الشقيقين.
وأنا لا أخفى إننى من محبى الإمارات قيادةً وشعبًا بعدما عشت بها لسنوات لم أجد فيها كمصرى يعمل بصحافتها وتحديدًا بجريدة «الاتحاد» درة الصحف الخليجية إلا كل الحب والتقدير، وأنا على ثقة تامة بأن كل شعب مصر يكن كل الحب لبلد زايد الخير التى هى قول وفعل الشريك الاستراتيجى المحترم والصديق عند الضيق والأخ الذى لم تلده أمك، وهى حاليًا أكبر مستثمر على مستوى العالم في مصر باستثمارات تبلغ نحو 7 مليارات دولار.
وبالطبع لا يمكن أن ننسى وقفة زايد الخير خلال حرب أكتوبر عندما قطع ومعه السعودية ودول الخليج - بطلب من الرئيس السادات الذى عاش بطلًا ومات شهيدًا - البترول عن الدول التى تساعد إسرائيل قائلًا مقولته الشهيرة «البترول العربى ليس أغلى من الدم العربى» ليضحى بذلك بقوت شعبه وهو البترول الذى كان يباع البرميل منه عام 73 بأربعة دولارات كان يذهب معظمها لشركات البترول الأجنبية التى تستخرجه.
ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء فسنجد صفحة ناصعة للوفاء بين الأشقاء تؤكد مقولتنا أن الخير يأتى بالخير فقد أثمرت دعوة السادات خلال احتدام معارك أكتوبر العظيم 73 لدول الخليج عبر رسائل حملها رئيس الوزراء حينذاك الدكتور مصطفى خليل لقادة دول الخليج بقطع النفط ولو على سبيل التهديد واستجاب فورًا زايد الخير ومعه الملك السعودى الشهم فيصل رحمة الله عليه وبلدان الخليج، وهو الأمر الذى أثمر عن دعم التضامن العربى ونصرًا مؤزرًا في حرب أكتوبر وخيرًا كثيرًا لدول الخليج بارتفاع أسعار النفط من 4 إلى 44 دولارًا ليتغير بفضل الله وجه الحياة بدول الخليج.
وعاشت مصر في قلب زايد طوال حياته ولا يمكن أن ننسى أن الإمارات أول دولة عربية ألغت قرار المقاطعة الذى اتخذ ضد مصر بعد اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1977، وقام زايد الخير بالمشاركة في إعمار مصر وبخاصة مدن القناة وكان له في كل مدينة مصرية يد خير وهو الأمر الذى تكرر وبنفس الحب من جانب خير خلف لخير سلف نجل زايد الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمواصلة دعم مصر اقتصاديًا وعمرانيًا واجتماعيًا، وبخاصة عقب ثورة يناير، ولهذا ألا تستحق منا الإمارات قيادةً وشعبًا كلمة شكر والإجابة من شكر الناس شكر الله.
والذى لا يعرفه الكثيرون عن الإمارات أنها أرض عمالقة البحار، وفى مقدمتهم الرحالة البحرى الشهير ابن ماجد علما أن تجار الإمارات ساهموا بطيبتهم وسماحتهم وأخلاقهم الإسلامية في نشر الإسلام بلا قتال في بلدان آسيا.
بارك الله في الإمارات على الاستثمارات وبصراحة أشعر عقب زيارة الرئيس الأخيرة لأبوظبى براحة كبيرة فبشائر الخير تهل على مصر التى توقع الخبراء الاقتصاديون العالميون في تقرير لهم أن مصر مع أدائها الحالى ينتظر تكون من النمور الاقتصادية بالعالم 2030 وبدورى أتوقع أن تحذو باقى الدول الخليجية حذو الإمارات بشراكات استثمارية ضخمة في مصر، ودليلى على هذا أن دول الخليج مع استقرار الأوضاع الأمنية في مصر وحركة التعمير والتشييد الواسعة وخلق مناطق لوجستية للاستثمار، مثل قناة السويس والضبعة مع طرق حديثة ومحاربة الفساد بجانب سياسة ترامب النفعية الابتزازية باتت دول الخليج على ثقة بان استثمار فوائضها المالية في مصر مضمونًا خاصة وأن الكثير من المشاريع الاستثمارية العربية الحالية في مصر ناجحة فأهلًا بالاستثمار الإماراتى ومرحبًا بالمستثمرين العرب.