الأربعاء 08 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

وجه التاريخ| الملكة نفرتاري.. "أحلاهم" سيدة الأرضين

صورة للمقبرة الملكة
صورة للمقبرة الملكة نفرتاري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نعود سوياً لتاريخنا وحضارتنا عبر تلك السلسلة التي تحمل اسم "وجه التاريخ" حتى نعرف من نحن؟ وماذا كُنا؟ وإلى أي المصائر قد وصلنا؟ فتاريخ الحضارة المصرية القديمة زاخرٌ بكل القيم والمعارف والتقاليد والمعتقدات التي توارثناها عن أجدادنا.. فالبرغم من العثرات فإننا مازلنا نقف صامدين أمام كل المُعتدين من شتى الجهات، الذين يحاولون تفريغ هذا الشعب من حكمته ومعارفه التي نشأ عليها، فهي تسير عبر الأجيال.


لا عجب في أن يدفع خبراء الأزياء حول العالم مئات الدولارات، ويتكبدون مشقة السفر من كافة أرجاء العالم حتى يشاهدوا مقبرتها، الخلابة، إنها ليست مجرد ملكة أو زوجة إله، فألقابها العديدة تجعلك تتيقن بأنك ليس أمام مجرد امرأة جلست على عرش مصر، وإنما أنك أمام امرأة استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معاني.. إنها "نفرتاري" أو "أحلاهم"، أو أفضلهم وأحسنهم، ولم تكن نفرتاري هي أول من حمل هذا الاسم ، فلقد سبقتها الملكة "أحمس نفرتاري" عميدة الأسرة الثامنة عشر، والتي ألهها المصريون بعد وفاتها، وفي الأغلب تم تسمية نفرتاري بهذا الاسم تيمنًا بها. 
لُقبت نفرتاري بعدة ألقاب ومنها الأميرة الوراثية، والزوجة الملكية الكبرى، وسيدة الأرضين، وربة مصر العليا والسفلى، كما لقبت أيضاً بمليحة الوجه، والوسيمة ذات الريشتين" كما شغلت منصب "زوجة الإله"، كما حصلت الملكة نفرتاري على مكانة الملكة المفضلة من بين زوجات الملك رمسيس الثاني. 


فكانت نفرتاري تشارك الملك رمسيس الثاني في الطقوس والاحتفالات الرسمية، وهو الشيء الذي لم تعهده أي ملكة من قبل إلا مع نفرتيتي واخناتون، فقد شاركت نفرتاري في احتفالات الملك بعيد الحصاد "أعياد الإله مين" وتشاركه الطقوس، وهو الحدث الذي نجده منقوشاً على الصرح الثاني لمعبد الرمسيوم. 
وتزوجت نفرتاري الملك رمسيس الثاني قبل اعتلائه للعرش، كما أن لقبها بالأميرة الوراثية يؤكد على مكانتها الكبيرة في طيبة، وأن زواجها من رمسيس جاء لتعضيد مركزه في جنوب الوادي لاسيما في طيبيا، لأن منشأة يعود إلى شرق الدلتا. 
تم اكتشاف مقبرة نفرتاري عام 1904 من خلال البعثة الإيطالية برئاسة سيكاباريللي، حيث تقع المقبرة يمين مدخل وادي الملكات بالبر الغربي بالأقصر، وكانت الملكة "سات رع" زوجة الملك رمسيس الأول ام "سيتي الأول " أول الملكات من الأسرة التاسعة عشرة التي يتم دفنها في هذا المكان، وتلتها الملكة "توي" أم رمسيس الثاني وزوجة سيتي الأول، وتقع مقبرتها بجوار مقبرة نفرتاري مباشرة. 

وزينت المقبرة برسومات غاية في الإبداع، حيث ظهرت الملكة نفرتاري في كل صورها على جدران المقبرة، وهي ترتدي رداءًا شفافاً فضفاضاً ذا ثنيات من اللون الأبيض، يظهر منها يديها وقد ربطته بشريط معقود أسفل صدرها يتدلى منه طرف الرباط، ولعل هذا التصميم الغاية في الروعة هو سر من اسرار نفرتاري الذي جعل مصممي الأزياء والموضة من كل انحاء العالم ياتون إلى مقبرتها حتى يستلهمون من تلك التصميمات أحدث خطوط الموضة العالمية . 
هذا ليس كل شيء فالدقة التي ظهرت بها مقتنيات الملكة نفرتاري من حُلي واساور جعل أيضاً مصممي الإكسسورات يستلهمون منها أحدث الصيحات في عالم الحُلى، حيث تظهر الملكة متزينة بالتيجان الذهبية والتي أخذت شكل طائر الرخمة وبه ريشتان بينهما قرص الشمس، وقد تزينت الملكة بالعديد من الحلي من أقراط وأساور وعقود وتضع مساحيق الزينة على وجها.