الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

اقتصاد

صفقة أليطاليا تشكل اختبارا جديدا لاستراتيجية "الاتحاد" للطيران

شركة الخطوط الجوية
شركة الخطوط الجوية الإيطالية (أليطاليا)
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قد تكون الصفقة المحتملة لشراء حصة فى شركة الخطوط الجوية الإيطالية (أليطاليا) أكبر اختبار لاستراتيجية شركة الاتحاد للطيران فى أبوظبي القائمة على شراء حصص فى شركات الطيران المتعثرة باعتبارها طريقة سهلة لتوسيع وجودها العالمي.
وتمتلك الاتحاد مجموعة من حصص الأقلية في عدد من شركات طيران تمتد من سيشل إلى أيرلندا وأستراليا ويرجع تاريخها إلى شراء حصة نسبتها نحو 30% فى شركة الطيران الألمانية اير برلين فى أواخر عام 2011.
وتختلف إستراتيجية الاتحاد للطيران عن تلك التى تتبناها شركات منافسة أكبر فى المنطقة مثل طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية التى اتخذت خطوة مفاجئة بانضمامها إلى تحالف وان وورلد (عالم واحد) العام الماضى لتوسيع شبكتها.
ونظرا لقلة أعداد السكان فى دول الخليج تحتاج شركات الطيران الخليجية إلى استقطاب المزيد من المسافرين من دول أخرى عبر مراكزها لملء طائراتها بعد طلبيات الشراء الضخمة التى شهدها معرض دبى للطيران العام الماضى.
وعن طريق شراء حصص الأسهم وعمليات المشاركة بالرمز جذبت الاتحاد - التى أجرت عمليات إعادة هيكلة وخفض للوظائف فى إير برلين واير صربيا - المزيد من المسافرين من طائرات شركائها إلى مركزها الرئيسي أبوظبي وفى نفس الوقت تفادت التكاليف المترتبة على انضمامها للتحالفات التقليدية.
وقالت ناديا بوبوفا المحللة لدى يورومونيتور لرويترز "بناء على شركات الطيران التى استحوذت عليها (الاتحاد) يمكننا أن نرى انتشارا إقليميا عبر أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وهو ما يعطيها إمكانية لدخول دول ذات كثافة سكانية مرتفعة للغاية مما يزيد من تدفقات المسافرين وبالتالى يزيد مبيعات عملياتها فى النهاية."
وفى عام 2013 أثمرت اتفاقات المشاركة بالرمز التى أبرمتها الاتحاد مع شركات طيران أخرى وعمليات الشراكة فى الأسهم عن جلب 1.8 مليون مسافر إلى رحلات الشركة الإماراتية وهو ما ساعد على ارتفاع عدد المسافرين 16% إلى نحو 12 مليونا. ونقلت شركة طيران الإمارات 39 مليون مسافر فى السنة المالية 2012-2013 بزيادة 16% أيضا.
وقال بعض المحللين إن إستراتيجية شراء الأسهم قد تجلب منافع أيضا فى مجال المشتريات إذ أنه من خلال الاتفاق على عقود تغطى شراكاتها فى حصص الأسهم تستطيع الاتحاد أن تطلب صفقات أفضل عند شراء طائرات وخدمات مثل الصيانة وتكنولوجيا المعلومات وتوريد الأغذية والمشروبات، وقال جيمس هوجن الرئيس التنفيذى للاتحاد الشهر الماضى خلال مناسبة أقيمت فى برلين "عندما نجلس مع بوينج أو إيرباص تدور مناقشاتنا حاليا حول 500 طائرة. نفس الشىء مع شركات صناعة المحركات."
وأضاف هوجن أن الشركة نجحت فى تحصيل ما دفعته مقابل شراء حصة نسبتها 29% فى إير برلين وهو 105 ملايين دولار خلال ستة أشهر بفضل الإيرادات الإضافية ووفورات التكلفة، ورغم ذلك قدمت شركة الطيران بعد ذلك قرضا بقيمة 195 مليون يورو إلى إير برلين وأنفقت 184 مليون يورو أخرى على شراء حصة نسبتها 70% فى برنامجها "توب بونس" للمسافر الدائم.
غير أن الاستثمار فى أليطاليا من شأنه أن يكون أول استثمار كبير تضخه الاتحاد فى ناقلة أوروبية ويجلب معه مجموعة من القضايا الشائكة التى عجز عن حلها مستثمرون محتملون آخرون مثل إير فرانس - كيه.إل.إم، وتخوض أليطاليا والاتحاد المراحل النهائية من الفحص الفنى النافى للجهالة. وتقول مصادر قريبة من المفاوضات إن الصفقة بين الشركتين قد تتضمن شراء الاتحاد حصة نسبتها 40% مقابل 300 مليون يورو.
وذكرت الشركة الإماراتية أنها لن تستثمر فى أليطاليا إلا إذا كان هذا الاستثمار يتناسب مع شبكتها وكانت الشركة لإيطالية لديها خطة يمكن التعويل عليها للعودة إلى الربحية، وقالت الشركتان يوم الأحد "سيتعين حل أى مشكلات قد تعوق وضع خطة عمل مناسبة لضمان تنفيذ الخطة كى تنتقل أليطاليا إلى الربحية المستدامة."
وتوفر أليطاليا إمكانية دخول رابع أكبر سوق للسفر فى أوروبا وتنقل 25 مليون مسافر سنويا. غير أن الشركة تخسر 700 ألف يورو يوميا فيما يزيد صافى ديونها على 800 مليون يورو، واستكملت أليطاليا زيادة فى رأس المال قدرها 300 مليون يورو فى ديسمبر والتي قال عنها محللون إنها ستساعدها على مواصلة عملها لستة أشهر.