الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

تراثيات.. جلجامش يقتحم أهوال الغابة ويقتل خمبايا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعدما تلاعبت الأحلام برأس جلجامش بطل مدينة أورك، وفي كل مرة يهدأه صاحبه وحش البرية أنكيدو، في الوقت الذي ينتظران فيه خمبايا حارس الغابة الشرير والرهيب الذي صوته يشبه زئير الطوفان، وعندما يبدأ جلجامش في قطع أشجار الأرز يتحرك الشرير ويخرج للمواجهة وهنا يلجأ البطل إلى الإله شمش ويطلب معونته.
يسعى جلجامش بطل مدينة أورك جنوب بابل للبحث عن الخلود، وسردت لنا الألواح الطينية المكتوبة بالخط المسماري التي تم العثور عليها صدفة بموقع أثري بالعراق في العام 1853، حكاية تلك الرحلة المأساوية.
وتروي الملحمة وفق ترجمة عبد الغفار مكاوي عن الألمانية:
أمسك البلطة بيده...
وكانت معهما فأس،
أطبق أنكيدو عليها بيده.
وطفق يقطع أشجار الأرز.
فلما سمع خمبابا الضجيج،
ثار غضبه: من هذا الذي جاء
ولطخ بالعار الأشجار، وهي ربيبة جبالي
وقطع أشجار الأرز؟
عندئذ كلَّمهما من السماء شمس السماوي:
تقدما! لا تخافا!
فجوة من ثمانني سطرا، ويبدو أن جلجاميش وأنكيدو قد توجها إلى الإله شمش طالبين المشورة والنصح في شأن معركتهما المقبلة مع خمبابا، والظاهر أن رد شمش لم يكن مشجعا؛ إذ يواصل جلجاميش تضرعه وبكاءه حتى يستجيب له ويسارع لنجدته 
وانهمرت الدموع (من عينيه) أنهارا
ثم قال جلجاميش لشمش السماوي:
لقد أطعت شمش السماوي
وِّسرت على الطريق الذي قدَر لي.
سمع شمش السماوي صلاة جلجاميش،
وهبَّت على خمبابا رياح عاتية
الريح الكبرى، ريح الشمال، ريح الزوبعة، والريح الرملية،
ريح العاصفة، وريح الصقيع، ريح الأنواء وريح النار!
هبَّت عليه ثمانية رياح،
ضربت خمبابا في عينيه؛ تعذر عليه التقدم.
كما تعذَّر عليه التقهقر،
هنالك أسقط في يد خمبابا واستسلم
ُقال خمبابا لجلجاميش:
أطلق سراحي يا جلجاميش،
ولتكن لي سيدا، وأكون لك خادما!
سأقطع لك الأشجار، وهي أبناء جبالي،
أبني لك بيوتًا منها.»
لكن أنكيدو قال لجلجاميش:
لا تسمع الكلمة التي نطق بها خمبابا.
عليك أن لا تبقي على حياة خمبابا.»
(فجوة يرجح أن يكون قد ورد فيها مقتل خمبابا وعودة البطلني إلى أوروك — وقد عثر العلماء على شذرة من لوح يرجع للعصر البابلي القديم ذكر فيها قتل خمبابا — الذي سمته الشذرة البابلية باسم حواوا)