في ٢٣ ديسمبر عام ١٩٩٤ اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمى للشعوب الأصليين الذى يصادف ٩ أغسطس من كل عام، وهو تاريخ انعقاد أول اجتماع للفريق المعنى بالسكان الأصليين التابع للجنة تعزيز وحماية حقوق الإنسان.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت عام ١٩٩٣ السنة الدولية للشعوب الأصليين، كما أعلنت في العام ذاته عن العقد الدولى للشعوب الأصليين في العالم وذلك بهدف تعزيز التعاون الدولى من أجل حل المشكلات التى يواجهها السكان الأصليون في مجالات عديدة مثل حقوق الإنسان والبيئة والتنمية والتعليم والصحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
يعرف موقع الأمم المتحدة الشعوب الأصليين بـأنها المنحدرون من السكان الأوائل في بلدان كثيرة، وتختلف ثقافاتهم وأديانهم وأنماط تنظيمهم الاجتماعي والاقتصادى اختلافا بارزا، ويعيش كثيرون منهم في أكثر من ٧٠ بلدا تمتد من المناطق القطبية إلى الأمازون وأستراليا.
ويقدر عدد السكان الأصليين في العالم بنحو ٣٧٠ مليون نسمة أى أقل من ٥ في المائة من سكان العالم، ولكنهم يمثلون ١٥ في المائة من أفقر السكان، وهم يتحدثون بأغلب لغات العالم البالغ عددها ٧ آلاف لغة، بحسب موقع الأمم المتحدة.
وهناك العديد من المجموعات التى تمثل السكان الأصليين في أنحاء العالم مثل الهنود الحمر في قارة أمريكا الشمالية وسكان أستراليا الأصليين، لكن من هم السكان الأصليون لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟
تقول مجموعة العمل الدولية لشئون السكان الأصليين، وهى منظمة حقوقية عالمية تهتم بالدفاع عن حقوق الشعوب الأصليين، إن هناك مجموعات عديدة تمثل السكان الأصليين في هذه المنطقة وأبرزها:
سكان الأهوار (المعدان):
يعيش المعدان في منطقة الأهوار في جنوب العراق ولكن تناقصت أعدادهم بدرجة كبيرة في العقود الأخيرة. وكان عدد كبير منهم قد تعرض للاضطهاد في عهد نظام صدام حسين. وتعرض موطنهم الأصلى (الأهوار) إلى التجفيف خلال عهد صدام مما دمر مصدر عيشهم وبالتالى طريقة حياتهم الفريدة. كما أنهم ما زالوا حتى الآن يعانون من الأحكام المسبقة ولا توجد تشريعات لدعمهم وحمايتهم.
بدو الجهالين:
في الأراضى الفلسطينية بالضفة الغربية وهم بدو رحل.
بدو النقب:
وبدو النقب في فلسطين مجموعة أخرى من الشعوب الأصلية ونصفهم يعيش في قرى لا تعترف بها إسرائيل ولا تقدم لها الخدمات فيما يقيم جزء منهم في مدن مخططة من قبل الحكومة.
وهم من الشعوب الأصليين في هذه المنطقة ويعيشون في إيران والعراق وسوريا وتركيا وقد عانوا في السنوات الأخيرة من جراء العنف والاضطرابات التى عاشها العراق في أعقاب الغزو الأمريكى للعراق عام ٢٠٠٣. كان عدد الأشوريين في العراق قبل الغزو الأمريكى نحو مليون ونصف المليون وتراجع عددهم إلى نحو ربع مليون شخص في الوقت الراهن.
وتعانى هذه المجموعة من الإهمال والتمييز من قبل حكومات المنطقة. وتعرض الأشوريون إلى عمليات قتل واسعة النطاق خلال الحرب العالمية الأولى في تركيا الحالية ولم يبق منهم في شرقى تركيا سوى بضعة آلاف وإجمالى عددهم حاليا في تركيا أقل من خمسين ألفًا.
ونأتى إلى الأمازيغ:
وهم السكان الأصليون في الجزائر وتونس بحسب مجموعة العمل الدولية لشئون السكان الأصليين، وفى الجزائر تم الاعتراف بلغتهم تامازيغت في الدستور وكانت الجزائر قد تبنت الإعلان العالمى لحقوق السكان الأصليين ولكن لأن الحكومة لم تعترف بوضعية السكان الأصليين للأمازيغ فلا يوجد إحصاء رسمى لعددهم.
وكذلك الحال في تونس حيث تبنت الحكومة الإعلان العالمى لحقوق السكان الأصليين ولكن لم تعترف بوضعية السكان الأصليين الأمازيغ وبالتالى لا يوجد إحصاء رسمى لعددهم، ولكن تشير بعض التقديرات إلى أن نحو مليون شخص في تونس يتحدثون لغة التامازيغت.
يحتفل الأمازيغ بحلول العام الجديد ٢٩٦٩ حسب التقويم الأمازيغى الذى يصادف ١٣ يناير من كل عام، ويطلق عليه تسمية «الناير». ويتم الاحتفال في أجواء بهيجة تضفى عليها فعاليات الطقوس المحلية طابعا مميزا.
وما زالت الأمازيغية تفرض نفسها على العالم بتاريخها.
