• السياسى شخص مختلف تمامًا عن الآخرين، مختلف في أفعاله، وردود أفعاله أيضًا، يتصرف غالبًا بهدف، ويتكلم غالبًا وفقًا لغرض، ويسعى دائمًا لغاية، ويرسل رسائله بدقة ومهارة فائقتين.
• وهو دائمًا يستهدف جمهوره، ويسوق نفسه ويبنى مع من حوله الثقة والزخم اللازمين.
• وإذا كان المحاسب يصنع في الجامعة في ٤ سنوات والمهندس في ٥ سنوات والطبيب في ٧ سنوات فإن السياسى يصنع نفسه في سنين طويلة ويسهر عليها وتصقله التجارب والممارسة على الأرض.
• والسياسى شخص لا يكتفى بإدارة بيته، بل يسعى لإدارة حياة الناس وإصلاح الشأن العام وتطويره وتحسين حياة الناس.
• لذلك، فالسياسى هو مدير كفء، لكنه مدير يتجاوز إدارة نفسه وأسرته ومصالحه، هو شخص سيدير مصالحنا جميعًا.
• والسياسى شخص قرر أن ينخرط وأن يدرس وأن يلم بمشكلات مجتمعه وله رؤية وتحليل للأحوال ويمتلك رؤى وحلولا لإشكاليات الواقع وتعقيداته وعذابات الناس.
• والسياسى دائمًا قريب من الناس وشغوف بالبحث عن الحلول الموضوعية القابلة للتطبيق على الأرض.
• والسياسى قارئ جيد للعلوم السياسية وللفلسفة السياسية ولعلم الإدارة السياسية.
• وهو مهتم بعلم الإدارة ويعرف قواعد الإدارة الحديثة وشروط المدير الناجح، وملم ببديهيات ومسلمات علم التسويق حيث يعتبر السياسى نفسه سلعة يراد تسويقها.
• والسياسى هو قارئ جيد للتاريخ، ولديه وعى علمى بالتراث ويعرف أسباب الإخفاق ومواطن الضعف ويدرك عوامل النصر، ويتعلم بشدة من أخطاء الأجداد وممن سبقوه ومن دروس الماضي.
• والسياسى يضع دائمًا أى قرار يصدر أو صدر في ميزان المصالح الوطنية، وهو مشغول بما ترتب عليه من آثار ونتائج.
• والسياسى هو دارس جيد للجغرافيا السياسية ومدرك تماما لأكلافها وما ترتبه من تصرفات وسياسات وما تفرضه من أخلاق وسلوك للمقيمين.
• والسياسى هو قارئ جيد لعلم الاجتماع السياسى ومدرك تمامًا للخصوصيات الثقافية وقيمها المتعددة ويعرف التابوهات التى يقدسها مواطنوه، كما يحترم حزام العادات والتقاليد التى تخص جمهوره.
• والسياسى قارئ مستوعب للفلسفة السياسية وتنوعاتها ومدرك تمامًا للفروقات الدقيقة بين الفلسفة والأيديولوجيا ويعرف المبادئ الأساسية في علم الاقتصاد.
• والسياسى لديه ثقافة دستورية وقانونية واسعة ويعرف كيف يتحدث حديثًا دستوريًا منضبطًا ومقيدًا بنصوص الدستور، وهو يدرك ما يوضع في الدستور وما لا يوضع، وما يوضع في الدستور وما يوضع في القانون وما هو مكانه هناك في البرامج الحزبية.
• والسياسى يعرف الفرق بين القوانين العادية والقوانين المكملة للدستور، ويدرك طبيعة ودور المحكمة الدستورية، ويعرف مبدأ الفصل بين السلطات وتكامل وتوازن السلطات، ويؤمن بالمواطنة الكاملة ويدرك طبيعة ودور السلطة التأسيسية ومبدأ المشروعية.
• والسياسى يعرف مدلول مصطلح «الدولة» وطبيعة ذلك المفهوم الملتبس لدى الكثيرين ويعرف بدقة أدوار تلك الدولة ويفرق تمامًا بين دور الدولة ودور الله، فالدولة لا يجب أن تقوم بدور الله.
• والسياسى يعرف الفرق بين أدوار السلطة (المشروعات القومية الكبرى) وأدوار الدولة (خدمات الناس وشواغلهم اليومية) ويدرك أن أدوار الدولة هى التى تحفز الناخبين على التصويت له لذلك يعطى لها الأولوية.
• والسياسى يدرك معانى المصطلحات السياسية وحدودها الابستمولوجية (المعرفية).
• وهو يعلم أن السياسة هى شواغل الناس اليومية وهى في العلاقات الدولية فن إدارة الخلافات بين الحلفاء.
• والسياسى مدرك للفرق بين «الجريمة» و«الخطيئة» ومدرك لحدود دور الدولة وأين يبدأ وأين ينتهي، ويفرق تمامًا بين المجالين العام والخاص للفرد.
• والسياسى ينطلق من الواقع ولا ينطلق من الأيديولوجيا، ولا يسقط أمانيه ورغباته على الواقع، وهو كائن أركيولوجى دائم الحفر والتنقيب عن جذور الظواهر الاجتماعية ومحاولة تفكيكها وفهم أصولها وكيفية علاجها.
• والسياسى مرن للغاية ومدرك أن السياسة متغيرات لحظية وقابل للتعايش معها والانخراط فيها، ولا يصطدم بالواقع أبدًا، بل يقبله دائمًا وينطلق منه دومًا ويحاول توظيفه لمصالحه بدلا من محاولة تغييره.
• والسياسى ليس رساليًا ويستقبح الوصاية على الناس ويعمل لخدمتهم دائمًا، يعرف مصالحه تمامًا، ولايستدرج أبدًا، ولا تفرض عليه المواقف.
• والسياسى لا يتورط في تصريح أو موضوع، ولا يعطى ردود أفعال إلا التى يريد توصيل رسائل من خلالها، ولا ينبهر بأحد.
• السياسى حريص للغاية ويدرك أن أحباء اليوم أعداء الغد، ويدرك أن أى سلوك تقبع خلفه مصلحة فلا ينشغل بالسلوك إنما يبحث عن المصلحة ولا يتسرع في قرار وينشغل بالتبعات ويحسب بدقة قبل اتخاذه.
• يتصرف دائمًا بغرض ويستهدف من حوله، يخاطبك غالبا في مصالحك ويضغط على وجدانك، ويبقى دائمًا على شعرة معاوية مع الآخرين.
• يسهر على تحييد أعدائه ويحول المحايدين إلى شركاء، يفكر بطريقة الحلول الوسط، ولا يكرر أخطاءه ولا يصنع المتناقضات.
• السياسى لا يقوى غيره، ولا يصنع بدائله، ويدرك أن الصراعات نوعان، صراع يدار، وآخر لا بد من حسمه، يدرك مبدأ تكافؤ المصالح، ويفكر دائمًا قبل أن يتحدث، ولا يقول ما يفكر فيه.
• حريص على أن يتخلص من أوهامه أولًا بأول، ينطلق من الواقع ويقبل المتغيرات بسرعة، يهوى صناعة ردود أفعال الآخرين.
• لا يعطى وعودًا أبدًا، ويضمر تحالفاته تمامًا، يفتت قناعات الآخرين عنه، ويكون قناعات جديدة لهم.
• والسياسى لا يحارب إلا معاركه حصرًا ولا ينطلق إلا من مصالحه، تصرفاته محسوبة بدقة، قادر على إدارة الصراعات وحسمها إن تطلب الأمر ذلك.
•عف اللسان وحريص على تجاهل ذكر أعدائه، سريع البديهة وحكيم في رد الفعل ومعنى بردود أفعال من حوله وتفسير سلوكهم وإدراك مصالحهم، وواقعى وعقلانى وموضوعي، وله قدرة عالية على المبادرة واتخاذ القرارات في وقتها.
• يصنع الخير على دفعات، يصنع الشر دفعة واحدة، لديه قدرة على صناعة الشر، ويتمتع بقدر وافر من الدهاء والحكمة.
• يدرك دوافع السلوك البشرى وأسبابها، يقابل أشياء عديدة بالإهمال، يقابل أشياء قليلة بالأعمال ويعرف متى يكون (إن) ومتى يكون (أوت).
• ينزع البداهة دائمًا ويؤشكل ويطرح الأسئلة يوثق علاقاته بمن حوله، يعمل دائمًا لوقت الأزمة ويتحسب له.
• يعرف متى يكون لينا ومتى يكون حازما ولا يستخدم قوته إلا ما ندر وفى أضيق أضيق الحدود ويكون دائمًا ساحقًا إذا اضطر لاستخدام قوته.
• يهتم بتحليل الواقع ومفرداته ولديه قدرة عالية على التفاوض ويعمل طوال الوقت وفق أهداف محددة ويسهر عليها.
• لا يتكتك على حساب الإستراتيجية، لديه قدر من الصبر لا ينفد، يقظه وتركيز غير عاديين.
• جلده سميك ويتحمل ضغوطا عديدة، لا يشتكى أبدًا فالشكوى عجز وحيرة، يتحين الفرص ولا يضيعها، يتمتع بعامل ذاتى عال.
• غير قابل للقيادة «محدش يسوقه» ويوظف الواقع لمصلحته ويبحث عن الفرصة داخل كل أزمة ولا يتخذ قرارات إلا انطلاقا من مصالحه.
• لا يؤمن بفكرة الحليف الناجز ويقول بعدم واقعيتها، حيث لا يوجد حليف متطابق المصالح في كل شيء مع حليفه.
• يدير تحالفاته بدقة ولديه قدرة ومهارة على إدارة الملفات المختلفة مع حلفائه ويعرف ماذا يقول، ولمن يقول؟!