من عشرات السنين والقاهرة تعانى مشكلات من كل نوع.. مواصلات واتصالات وعشوائيات.. عمرنا ضاع نصفه فى الشوارع.. سواء عندك سيارة أو تتنقل بأتوبيسات.
عانينا مجرد تركيب تليفون، وكان الحل هو «الفورى» مقابل وجود خطوط فى بوكس العمارة، ولو عندك واسطة ممكن يمد لك خط من بوكس الجار.. وتدفع ٣٠٠٠ جنيه، وثمن الكابل الممتد.. ولو رجعنا بالزمن كنا نعانى الحصول على تاكسى للوصول إلى أماكن العمل أو العودة للبيت أو التنقل بشكل عام، سائق التاكسى قد يحترمك ويستجيب لك ثم يسألك على فين؟ وتقول له وجهتك، وتنتظر ثوانى ليفكر الباشا سائق التاكسى، ولو أنت محظوظ يقف وفى الغالب يكون دون عداد.. أضف لذلك المشهد المتكرر وهو امتداد ركاب الأتوبيسات إلى سلالم الأتوبيس على الأبواب.
عشنا أسوأ فترات زحام السيارات.. يعنى لو حضرتك عندك سيارة هتضيع نصف عمرك وأنت داخل السيارة فى الزحام والإشارات المرورية، لدرجة أن السيارات وصفت بـ«التابوت المتحرك»، ومع مرور الأيام والسنين وزيادة السكان تفاقمت الأزمات.
وقرأنا موضوعات فى الإعلام عن أزمة القاهرة.. المرور، والسكن، والزحام، والتلوث.وتابعنا مئات البرامج الفضائية حول أزمات المرور وخسائرها الاقتصادية من: بنزين، وقت، أمراض.
بمرور السنين جرت محاولات لعلاج مشكلات القاهرة والبلد، من إنشاء مدن جديدة ليخرج السكان من القاهرة للإقامة فيها، وإقامة عدد من الشركات لمجتمعات عمرانية بالمدن الجديدة لموظفيها، وإقامة مجموعة من الكباري، وزيادة أعداد الأتوبيسات، وإنشاء طرق طولية كمحاور حول القاهرة وطرق عرضية، ولكن كل تلك الأعمال والجهود تراجعت أمام الزيادة السكانية للبلد، والتى التهمت خطوات الإصلاح، وعطلت الانطلاقة التى تتلاءم مع تاريخ الدولة المصرية.
بالطبع إصلاح أحوال القاهرة كان الشغل الأهم فى أجندة كل الحكومات التى حكمت مصر، وكل منها أنجز طبقًا للإمكانيات المتاحة، وأيضًا إرادة وقدرات المسئول والنظام الحاكم.
إذا الرؤساء عبد الناصر والسادات ومبارك كل منهم له بصمة واضحة، وحاول بكل الطرق إنقاذ القاهرة وتسهيل حياة الناس، وأعتقد أن الرئيس مبارك ووزراء حكوماته قدم خدمات جليلة بجهود فى قراره بتوسيع مساحة القاهرة بآلاف من الأفدنة غرب طريق السويس ونقل الوزارات فيها، وقراره بتشغيل مترو الأنفاق، وخطة الإسكان الممتدة حتى ٢٠٣٠، وتجديد المرافق، وجذب شرائح المجتمع للإقامة بخارج القاهرة عن طريق حوافز، مع منح القطاع الخاص فرصة الدخول للاستثمار فى قطاع النقل، مع بناء المزيد من الكبارى والطرق، وتوسعات للمحاور والطرق الرئيسية، وأعتقد أن تلك الجهود الناجحة أوقفت أو خففت من المعاناة بدرجة كبيرة، وهى حلول للمشكلات الموجودة وخطط للمستقبل.
الرئيس السيسى فى حلوله لمشكلات القاهرة، درس مشكلات الحاضر ودقق بنظرة أشمل على المستقبل، وما يحدث الآن من حلول لمشكلات مصر بشكل عام فى الإسكان والمواصلات والمعيشة خطوات غير مسبوقة، وحكومات ووزراء السيسى لم يحرقوا خطط مبارك الموجودة، بل ينفذون ما يتوافق مع مشكلات الحاضر، وأضافوا عليها ضمانة بأن حلول مشكلات المستقبل تتساوى من حيث الأهمية مع حلول مشكلات الحاضر الملحة، لو أعدنا قراءة ملف الطرق لعلمنا الربط بين المحافظات، وتسهيل التنقل بينها خارج الكتل السكانية التاريخية حفاظا على الوقت وعدم إهدار الإمكانيات وتقليل الأضرار البيئية على المواطنين، الطرق الجديدة تأتى ضمن أجندة حوافز للجذب السكانى خارج القاهرة، أعتقد أن شبكة السيسى للطرق هى أروع وأهم وأخطر عناصر التنمية، وأعتقد أن حجم الإنجازات فى إقليم قناة السويس من مشروعات وتنمية وخدمات، وعملية السباق مع الزمن لبناء وحدات إسكان كعلاج للعشوائيات أو كفرصة أمام المحتاج أمر مهم؛ حيث توسعت عملية الاختيار لنوع الوحدة السكنية أمام طبقات الشعب.وتعتبر العاصمة الإدارية الجديدة عنوان لتغير عميق يراعى مستقبل البلد، وأيضا لحل جذرى لمشكلات القاهرة والمواطن.
يد الإصلاح والتغيير وحل جذرى لمشكلات وهموم المحروسة بدأ مبكرا، حارات جديدة للشوارع، كبارى أمام الاختناقات، وكبارى لربط الطرق لتحقيق رغبة المواطن فى الوصول للا شىء نقطة بأفضل الخيارات يعنى.
منذ أسبوع بدأت الحكومة فى تنفيذ أكبر عملية توسيع للطرق داخل القاهرة: شارع رمسيس، الخليفة المأمون، المرغنى.
لنعترف بأن هناك ومن خلال العمل إرادة وتصميم وناس ملتزمة وبتشتغل بجد، والأهم هى المرة الأولى فى عمرى أن أرى كل يومين تغيرًا فى الموقع.
وإقامتى فى روكسى بمصر الجديدة منحتنى فرصة مشاهدة العمل ومواقع التنفيذ.
من الواضح أن خطة السيسى لبناء مصر الجديدة خطوة جريئة، هو بنفسه وراء إيماننا بأنها ضرورية، فيما لو أن لدينا الرغبة بأن تكون الدولة المصرية قوية ومستقرة وموحدة.
وهذا هو حلمنا..