داخل ورشته الصغيرة، بمدينة حلوان، جنوب محافظة القاهرة، جلس أحمد الحداد، صاحب الخمسين عاما، يفكر في طريقة للإنفاق على أسرته، بعدما اشتد الخلاف بينه وبين زوجته منذ ٢٠ يومًا، ما جعله يترك عش الزوجية، ويقيم داخل محل عمله.
كانت زوجته على مشارف وضع مولود جديد، وبحاجة لمصاريف الولادة، ومع قلة حيلته لعدم امتلاكه أى أموال، قرر التخلص من حياته، فصنع مشنقة بيده، في سقف ورشته، وأغلق الباب من الداخل، وعلق نفسه بها، لينهى حياته بطريقة مأساوية.
«البوابة نيوز» انتقلت إلى منطقة العزبة القبلية، بمدينة حلوان، لكشف ملابسات الواقعة، من خلال روايات شهود العيان والجيران، والتقت بمكتشف الواقعة، ويدعى «عمرو. ر»، الذى قال إنه ذهب كعادته لزيارة صديقه أحمد حسن، ليطمئن عليه، بعد علمه بتركه منزله بسبب خلافات بينه وبين زوجته، وفور وصوله شاهد باب الورشة مغلقًا من الداخل، فدب الشك بداخله، وقام بالاتصال بمباحث قسم شرطة حلوان.
وتابع الشاهد أنه خلال دقائق وصلت الدورية الأمنية الخاصة بقسم الشرطة، وقام ضباط القسم بفتح باب الورشة الذى كان مغلقا من الداخل، ليصاب الجميع بالذهول، حيث عثر على جثة الضحية معلقة في سقف الورشة، بحبل مربوط بالجنش الحديدي، وتحفظت الأجهزة الأمنية على الجثة، لحين وصول فريق من النيابة العامة.
وتلقى المقدم أحمد البنداري، رئيس مباحث قسم شرطة حلوان، بلاغا من أحد الأشخاص، بمنطقة العزبة القبلية، مفاده عدم العثور على صديقه، وعدم إجابته على الهاتف، وباب ورشته مغلق من الداخل، وبالانتقال والفحص تم العثور على جثة المدعو «أحمد حسن معوض»، حداد، معلقة بحبل غسيل أعلى سقف المحل الخاص به، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم.
وأجرت النيابة العامة معاينة لموقع الحادث، وعثر على جواب مكتوب بخط يد الضحية، يبرر أسباب الانتحار بسبب وجود خلافات مع زوجته، وعدم امتلاكه أموالًا للإنفاق على أسرته.
وباستدعاء زوجة الضحية وتدعى، «لمياء إبراهيم»، أقرت بأن زوجها ترك المنزل منذ ٢٠ يومًا، ولا تعرف أى شيء عنه، لرفضه الإنفاق على أبنائه، ووجود خلافات بينهما بسبب مروره بضائقة مالية، عقب خروجه من السجن حديثا على خلفية قضاء عقوبة ١٥ عاما.
وتابعت زوجة الضحية، أنها وضعت مولودا منذ ٣ أيام، وفوجئت بخبر انتحار زوجها بشنق نفسه داخل الورشة محل عمله، وترك جوابا بجواره يبرر سبب انتحاره لوجود خلافات بينه وبينها.