بعد تعثر نشر كتاب (القوى الناعمة.. سموم في أوانى الجاذبية)، والذى تطرق إليه الحديث في حوارى مع د. محمد الباز في برنامجه (90 دقيقة)..فوجئت بعدها بيومين باتصال هاتفى!..كان المتحدث المثقف والشاعر والكاتب المسرحى الكبير الأستاذ الدكتور يوسف عيدابى- والذى يشغل منصب المستشار الثقافى لصاحب السمو الشيخ دكتورسلطان القاسمى حاكم الشارقة - وبأدبه الجم ورقية المعهود أخبرنى أنه يتصل بتكليف من صاحب السمو.. وأبلغنى في مستهل حديثه بكلمات غاية في الرقة، أن صاحب السمو شاهد الحلقة، ويرغب في نشر الكتاب في «منشورات القاسمى» بأقصى سرعة، حتى يلحق بركاب معرض الشارقة الدولى للكتاب في أواخر أكتوبر، بالإضافة لتقديم حفل موسيقى في الشارقة على آلتى الحبيبة «الفيولا».. شعرت بمدى الحنو والدفء من الكلمات الودودة، والاهتمام البالغ الذى أشعرنى بأنهم بالفعل يتابعوننى ويعرفوننى عن قرب.. لم أتمالك نفسى من الفرحة وغلبتنى دموعى، فقد جاءت هذه المكالمة كهدية ربانية في وقت ضاقت فيه الحيل، وغُلقت كثير من الأبواب، لتربت على روحى وقلبى، وتشعرنى بالتقدير من شخصية مثقفة وجديرة باحترام العالم أجمع، وله ثقل ثقافى وعلمى لا يستهان به، بالإضافة لمحبته الخاصة في قلوب المصريين، وعشقنا لعشقه معشوقتنا الأولى «مصر»، ومواقفه الداعمة ووطنيته التى تفوق كثيرا من أبنائها، وكلماته الدافئة الصادقة التى تسكن قلوبنا.. فسموه يفتخر دائما بانتمائه لمصر، وأنه مصرى الهوى..لذلك يعتبره المصريون ابنا لها وُلد من رحم الشقيقة الغالية دولة الإمارات، ولا تمر أزمة أو ضائقة بمصر إلا ونجده أول المجففين لدموعها، بعطائه ومشاعره الفياضة، وبما يحمله فؤاده من حبها وبره بها.. لا يمكن أن أصف أو أعبر عما أحسست به بعد المكالمة، والتى أشعرتنى بالأبوة والاحتضان من سمو الحاكم الأب، الذى استشعر صدق كلماتى، واهتم بما قلته على بُعد آلاف الأميال!..وعهِد لمستشاره وأهل ثقته الدكتور يوسف عيدابى للبحث عنى.. ولم يمنعه حزنه وصدمته لوفاة ابنه الوحيد ذى التاسعة والثلاثين عاما الشيخ خالد القاسمى - والذى كان قد فارق الحياة قبلها بأيام قليلة في لندن- من القيام بالدور الذى أحبه واختاره، بدعم الثقافة في كافة البلاد العربية، والاهتمام بالكتاب والمبدعين أينما كانوا، وبجعل «منشورات القاسمى» منارة ثقافية عالمية تنشر العلم والثقافة.. وجدير بالذكر أن «منشورات القاسمى» هى دار متخصصة بنشر وتوزيع كتب صاحب السمو الشيخ سلطان، تأسست عام 2009، وبلغت إصداراتها ما يزيد على المائة وخمسين إصدارا متنوعا، متضمنة كتب صاحب السمو البالغة نحو خمسين عنوانا.. ما بين كتب تاريخ وأدب ومسرحيات وروايات أدبية وسيرة ذاتية، بالإضافة إلى ترجماتها إلى اللغات العالمية، وغيرها من كتب متنوعة في شتى الموضوعات والاختصاصات، لمؤلفين يختارهم سموه بنفسه.. ونظرا لما يتمتع به سمو الشيخ دكتورسلطان من وعى وتقديس للعلم والنهل منه، واحترامه للتاريخ وفهمه العميق للحاضر ومخاطره على مستقبل منطقتنا العربية، وتبنيه الحقيقى للشباب في المنطقة بأكملها، تحمس لنشر الكتاب، وكانت سعادتى لا توصف بأن يختار هذا العالم والأديب المثقف كتابى، ويجيزه للنشر بعد قراءته والإشادة به.. وبالفعل صدر الكتاب خلال شهور قليلة، وبأبهى صورة أكثر مما تمنيت، وأصبح ابنا شرعيا لمنشورات القاسمى، والتى يعلم الكافة قيمتها ومدى تأثيرها في منطقتنا العربية، بل وفى أنحاء كثيرة من العالم، ليزداد كتابى قيمة وشرفا، بصدوره من هذه الدار، والتى شرفت بالتعامل مع القائمين عليها، وعلى رأسهم مدير الدار الأستاذ الفاضل مهند حسين على أبوسعيدة، والذين يتسم بالعلم والثقافة والدأب والرقى، والاهتمام بأدق التفاصيل حتى تخرج الإصدارات بما يليق باسم الدار وصاحبها.. وقد شرُفت بالدعوة الكريمة من حضرة صاحب السمو لى ولأسرتى، لحضور افتتاح معرض الشارقة الدولى للكتاب في 30 أكتوبر الماضى، والاحتفال بتوقيع كتابى يوم 2 نوفمبر.. ومنذ وطأت قدمى إمارة «الشارقة» المشرقة بأنوار العلم والثقافة، وبمآذنها المميزة وشوارعها التى بها من روح أرض الكنانة مصر، وقعت أسيرة عشقها بتحضرها وثقافتها وفنونها وطيبة وكرم أهلها، ووعى سمو الحاكم الذى يجعل الشارقة منارة ثقافية وقدوة يحتذى بها، ووجدت أكثر مما أتمنى من ترحاب وحفاوة في الاستقبال تليق بصاحب الدعوة وشعبه الراقى المضياف العريق.. ولن أنسى ما حييت استقبال سمو الشيخ، الحاكم الناسك العابد الزاهد المملوء بالتواضع والرحمة والرقى، والذى تشرفت بأبوته ومحبته وعطائه، وستظل تلك اللحظات الاستثنائية، وكلماته الحانية وإشادته بى وبكتابى على الملأ، فخرا لى على مدى حياتى..أقدم شكرى لكل من تشرفت بهم من دار منشورات القاسمى، بداية من أ. سالم ورفيقه اللذين استقبلانى بالزهور في المطار، إلى أ. خالد، وأ. مصطفى، وأغسان.. والمنسق الإعلامى أظافر جلود..وخالص الشكر والامتنان للأستاذ مهند والأديب الكبير د. يوسف عيدابي، لما غمروننى به من محبة وتعاون مثمر وتيسير للصعوبات.. ولكل من شرفونى في حفل التوقيع.. ثم كل الشكر والتقدير والحب لحضرة صاحب السمو الشيخ دكتور سلطان القاسمى على دعمه وأبوته ورعايته للثقافة العربية.. وتمنياتى لأهل الشارقة الحبيبة بأن تظل إمارتهم الراقية مشرقة دائما ومنارة للعالم أجمع.
آراء حرة
رحلة كتاب «سموم في أواني الجاذبية» (2)
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق