اتسعت حركة الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها لبنان منذ 25 يوما، لتشمل مناطق جديدة، إذ نظم المتظاهرون، اليوم "الأحد"، تجمعات أمام مطار القليعات بمحافظة عكار (شمالي البلاد) وأمام منازل القيادات السياسية في طرابلس (شمالا) إلى جانب تجمعات في خليج الزيتونة بوسط العاصمة بيروت، وبمدينة بعلبك بمحافظة البقاع، وفي مدن صيدا وصور والنبطية (جنوبا)، وكذلك في عدد من مدن محافظة جبل لبنان.
ورفع المتظاهرون أعلام لبنان واللافتات المطالبة بمكافحة الفساد ورفض المحاصصة والطائفية السياسية، وقاموا بتشغيل الأغاني الوطنية اللبنانية ورددوا الهتافات الاحتجاجية، محملين السلطة السياسية الحالي مسئولية تدهور الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية على نحو بالغ.
كما شهد اليوم مسيرات وتجمعات في إطار الاحتجاجات، من بينها مسيرة حاشدة لتجمعات نسائية انطلقت من أمام مقر وزارة الداخلية ببيروت إلى ساحة رياض الصلح بوسط العاصمة، تحت عنوان (ثورة أمهات لبنان)، مطالبة بتعديل قانون الجنسية بما يتيح للمرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي منح أبنائها الجنسية اللبنانية.
وأكدت السيدات المشاركات في المسيرة أن إعطاء المرأة اللبنانية الجنسية لأبنائها، هو حق لها، معتبرات أن القانون الحالي الذي يمنع ذلك ينطوي على تمييز جائر يقتضي تغييره وتعديله لمنح المرأة حقوقها المشروعة.
كما انطوت الاحتجاجات في محافظة البقاع ومدن الجنوب، على مطالب أخرى تتعلق بضرورة تحسين أوضاع قطاع الزراعة الذي يشهد تدهورا كبيرا، ودعم استقلال القضاء والنأي به عن التدخلات والضغوط السياسية.
من جانبهم، كثف المعتصمون والمحتجون من الحلقات الحوارية في خيم الاعتصام داخل ميادين وساحات التظاهر الرئيسية في عموم البلاد، لاسيما ساحتي الشهداء ورياض الصلح في بيروت، وساحة النور في طرابلس، وذلك في إطار الإعداد وحشد المتظاهرين على نحو كبير اعتبارا من مساء اليوم.
ويشهد لبنان منذ مساء 17 أكتوبر الماضي سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة، لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.