الأحد 17 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الدولة المصرية.. ومنع تقسيم الدول العربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الحقيقة ليس هناك دولة يبنيها رئيس، عمل الرئيس الجديد هو سلسلة بدأها السابقون ويستكملها الجديد، والفروقات قد تظهر فى الإرادة والتنفيذ وفقا لبرامج زمنية محددة، والرئيس الشاطر هو الذى يدبر الإمكانيات ويحكم التنفيذ وينتهى من البناء، أى أنه يملك إرادة التغير، ما تمر به مصر من أحداث، وخلال الخمسين عامًا الأخيرة، تؤكد أن هناك من ظلم من القيادات، وأن نجاح المسئول الجديد عادة ما يتم على حساب حرق السابق، لعبة سياسية أن ننتظر سنوات حتى تتم إعادة الاعتبار للحاكم السابق، وأصبح الإعلام مطالب لكى يخدم الرئيس الحالى أن يزداد غضبا على الرئيس مبارك.
فى مصر الآن الرئيس السيسى حطم تلك القواعد غير الإنسانية، والاعتبار لكل من سبقه من ساسة وغيرهم عندما أشاد بالرئيس الأسبق محمد نجيب وكل السابقين، وأمس أعلن بكل وضوح عند افتتاح مشروعات إسكان مصانع فى حضور رئيس الوزراء وقيادات البلد، بأن مشروعات الإسكان التى تتم على أرض مصر هى خطط الرئيس مبارك، وأكمل رئيس الوزراء أن الرئيس السيسى اختصر زمن التنفيذ ويسابق الزمن لتحقيق التنمية.
السيسى مسئول شجاع؛ لأنه أعاد الاعتبار للرئيس مبارك دون انتظار للتاريخ أو غيره، معتمدا على شهادته ورئيس الوزراء.
سلوك حضارى من رئيس مؤمن بأن كل مسئول سابق خدم بلده طبقا لأفكاره والإمكانيات المتاحة.
حسنا.. نجح السيسى فى حشد المصريين حوله، وصنع معهم حالة لم تحدث من قبل بأن جعلهم شركاء فى التفكير والتنفيذ، ودفعهم إلى أن يطلق كل منهم حلما خاصا، وأطلق معهم حلم الدولة المصرية، والتجسيد مشروع قناة السويس الجديدة، وكيف تسابق المصريون لتقديم مدخراتهم لتنفيذه، وهى ظاهرة جديدة على المجتمع المصرى، وتأكيد لسلوك جديد إدارة البلد، يغلف بقيم أخلاقية، وأيضا مشروعات الإسكان وعلاج العشوائيات.
السيسى تحمل غضبنا وسلوكنا عندما نعانى بتحجيم رؤيتنا فى مساحات ضيقة، وعندما لم نتعمق فى قرارات حتى لو بدت لنا مؤلمة وخانقة.
لم يعنفنا أو يهتز؛ لأنه قوى يدرك أبعاد قراراته، دارس جيدا للنتائج، وأيضا يملك رؤية شاملة وتجارب ومعلومات دقيقة حول ما يهمنا كدولة وشعب، وتلك الإمكانيات أتاحت للسيسى السير برشاقة وسط نيران الأزمات والمطبات المصنعة من الداخل والخارج.
انتصر السيسى بإرادة وتشجيع شعبى ودون مبالغة مصر فى الطريق الصحيح تنطلق للأمام، وأعتقد أيضا أن النجاحات التى تحققت خلال الشهور الأخيرة سواء إدارته لملف عودة السياحة بحكمة بالغة ما بين موسكو ولندن وبرلين وأمريكا. وملف تأزم العلاقات مع إيطاليا على خلفية روجينى، وليبيا.. بالإضافة إلى خروجه الموقف المصرى من الطوق وحمله لأزمة سد النهضة إلى أمريكا.. مواقف زادت من إيمان كبار العالم من الدول بقوة الدولة المصرية، وعودتها بهدوء وثقة إلى عالمها كصاحبة خبرة.. تملك الحلول والنظرة الثاقبة فى التعاطى مع الملفات الساخنة، والدليل أن رؤية الدولة المصرية فى حل الأزمة السورية قد انتصر، وأرى أن رؤية السيسى كانت الفائز، والتى بناها على حل سياسى يضمن أمن وسلامة ووحدة سوريا لإيمانه أن الحرب هناك للتقسيم، وإنهاك قوة الدولة السورية واستنزاف مواردها.
مصر الآن عندنا مشكلات نعم ونعيش فترة التحمل من.. إلى ونتحمل الضرائب وفاتورة بناء البلد.. نعم. وأيضا أرى أن هناك استقرارًا بالسوق وارتفاع قيمة الجنيه مقابل الدولار، وترقب فى السوق وفرص تراجع الدولار إلى قيمته الـ ١٣ جنيهًا.. وتخفيضات فى أسعار السيارات، واستقرار الإسكان، الحالة التى نمر بها الآن تصب فى صالح بدء الاستقرار بشكل عام فى أوجه الحياة.
تحملنا القرارات والقوانين المؤلمة.. والسيسى لم يضحك علينا بالخروج من عنق الزجاجة.. بل طلب منا الصبر والثقة والتلاحم والتماسك.
أنا شخصيا لم أفقد يوما ما ثقتى فى بلدى، وفى خطط التنمية خاصة أن السيسى لا يعلن عن المشروعات إلا بعد أن يقطع عشرين فى المائة على الأقل من التنفيذ، ويرفض الاحتفال بالأفكار ويصمم على الكشف عنها لم الاستلام.
السيسى صنع معنا ثقة فى المستقبل.. أصبحنا أكثر احتياجا إلى وحدتنا على الأقل لنحمى بلدنا من أعداء الداخل، وهم جماعات تحصل على أموال الدول لتصنع فتنة، قد تسفر عن فرقه تسهل تحطيمنا، وأعداء الخارج هم مجموعات ودول منزعجة من دولة قوية أبطلت خطط تقسيم العالم العربي.
نعم سننتصر...