اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بمجرد طرح الإعلان الخاص بمسلسل «ممالك النار»، وانتفضت الكتائب الإلكترونية الموالية لتركيا؛ حيث شنت هجومًا شرسًا على العمل المقرر عرضه بدءًا من يوم 17 نوفمبر الجاري، وذلك بمجرد معرفة بعض الأحداث التى يدور حولها العمل، ووصفه أتباع «أردوغان» زورًا بأنه عمل ضد الحقيقة.. وتصدر «طومان باي» الشخصية المحورية للمسلسل مؤشرات البحث في «جوجل»، كما تلقى مؤلف العمل «محمد سليمان عبد المالك» هجومًا شرسًا على صفحته الرسمية بموقع «فيس بوك» من قبل مجهولين، وحقق الإعلان الخاص بالمسلسل نسبة مشاهدة كبيرة، ويتوقع المتابعون أن ينال العمل نجاحًا كبيرًا بعد عرضه.. عن المسلسل وفكرته وطموح تقديم أعمال تاريخية تزيح سيطرة الدراما التركية في هذا المجال، وعن تفاصيل هذا المشروع الضخم وكيفية الانتصار في معركة الوعى بتنفيذ أعمال تاريخية حقيقية بعيدًا عن التزييف التركي، التقت «البوابة» بالسيناريست محمد سليمان عبد المالك مؤلف «ممالك النار»، وكان هذا الحوار:
■ في البداية لماذا هذا الهجوم الشرس الذى تعرض له المسلسل قبل بدء عرضه؟
- أود التأكيد في البداية أننا لم نتوقع هذا الهجوم الممنهج مبكرًا؛ حيث كنا نتوقع بالفعل هجوما شرسا على العمل أثناء وبعد عرضه، لكن من الواضح أن المسلسل داس على عصب حساس جدًا لدى أتباع فكر الخلافة ومريدى تركيا ودراويش أردوغان، فهم طوال الوقت يفخرون بثبات الدراما التركية التى تعتمد على تزوير الحقائق وخداع الناس بصناعة أبطال ليس لهم وجود.
ولكن بمجرد أن نعلن عن عمل تاريخى حقيقى يكشف الوجه الحقيقى المسطور في كتب التاريخ عن العثمانيين، فيتحول الأمر إلى إثارة غضب هؤلاء الذين استحوذوا على مثل هذه الأعمال التاريخية منذ سنوات، وكأنهم يهاجمون العمل نفسه ويهاجمون أيضًا فكرة أن تقتحم الدراما العربية هذه الجزئية وتكشف مدى كذبهم على مدى السنوات الماضية.
■ كيف جاءت فكرة كتابة هذا العمل؟
- منذ فترة وأنا لدى طموح كبير بكتابة عمل تاريخى ملحمي، ولكن للأسف هناك من يصنف المؤلفين حسب الأعمال التى سبق وقدموها من قبل، فهذا مؤلف أكشن وآخر مؤلف اجتماعي وثالث تشويقى وهكذا، وهذا لم يحدث في الأجيال السابقة، فأنا أرى أن الإبداع لا يجب تصنيفه.
وأحمد الله أن طموحى تلاقى مع طموح المنتج ياسر حارب، الذى أراه منتجًا من نوع خاص، فهو إعلامى وكاتب ومثقف قبل أن يكون منتجًا، ويعى بصدق أن الدراما التاريخية في المنطقة العربية توقفت عند مرحلة معينة، وكان يرى في شخصى أننى كاتب من جيل قدم أعمالًا مهمة وساهم في تطوير شكل الدراما التليفزيونية، وحينما يتم التفكير في كيفية تطوير الدراما التاريخية يجب أيضًا أن يتم إسناد المهمة لنفس الجيل، وبعد أن التقت أفكارنا بدأنا التنفيذ.
■ لماذا ١٤ حلقة فقط؟ وهل تعتقد أنها كافية لتوصيل الهدف من العمل؟
- أرى أنها كافية تمامًا، فنحن منذ فترة أسرى للقوالب القديمة، وهى ضرورة طرح مثل هذه الأعمال في ٣٠ حلقة أو أكثر، ولكن أن يخرج العمل بشكل رائع وبلغة السوق «مخدوم» فهذه الحلقات كافية.
■ هناك من أشاع أن «ممالك النار» جاء ردًا على مسلسل «أرطغرل»، فما رأيك؟
- العمل ليس هدفه الرد على «أرطغرل» أو الهجوم على أى جهة، ولكن الموالين للنظام التركى بدأوا يهاجمونه بغرض تشويهه، فهم تأكدوا أن العمل هدفه نشر الوعى بالتاريخ الحقيقى، وليس بالطريقة المزيفة التى يعرضونها في أعمالهم، وأنا أرى أن وجود عمل تاريخى يخرج من المنطقة العربية بشكل متميز في تلك الفترة، وأن يكون لدينا مشروع ثقافى فكرى فهذا أمر رائع للغاية.
■ وماذا عن الأبطال وكيفية اختيارهم للمشاركة في العمل؟
- بعد الانتهاء من الكتابة، ثم اختيار مخرج العمل، حيث تمت الاستعانة بالمخرج العالمي بيتر ويبر، لأن العمل يعتمد على المؤثرات البصرية المبهرة والمعارك الضخمة، وبعدها تم ترشيح الأبطال بالطريقة الطبيعية، وهى مشاركة المخرج والمؤلف والجهة المنتجة في اختيار الأسماء المرشحة بالفعل، وهنا أؤكد أن الفنان خالد النبوي كان المرشح رقم واحد لتجسيد شخصية «طومان باي»، فهو كان يحلم بتقديم هذه الشخصية وتربطني به صداقة قوية، وحينما عرضت عليه الأمر وافق على الفور، ثم شخصية سليم العثماني التي يجسدها الممثل السوري محمود نصر، وشخصية قنصوة الغوري التى يجسدها الممثل الكبير رشيد عساف، وتجسد الفنانة السورية كندة حنا شخصية حبيبة طومان باي، بالإضافة إلى باقى شخصيات العمل.
■ وماذا عن المصادر التى استعنت بها في كتابة المسلسل؟
- استعنت بالعديد من المصادر والكتب عن التاريخ المملوكي، مثل كتاب «بدائع الزهور في وقائع الدهور» للكاتب المصرى ابن إياس، وهو مؤرخ مصرى عايش فترة الغزو العثمانى لمصر وهى الفترة التى يغطيها المسلسل، حيث كان يكتب ما يشبه يوميات هذه الفترة، ويعتبر شاهدا على العصر، وكتاب «واقعة السلطان الغورى مع سليم العثماني»، الذى كتبه ابن زنبل الرمال بطريقة السير الشعبية وباللغة العامية المصرية، كما استعنت بكتاب «رجال مرج دابق» للكاتب صلاح عيسى، واستعنت بالدكتور صبرى الدالى أستاذ التاريخ العثماني، بالإضافة إلى عدة كتب ومصادر تاريخية أجنبية أخرى.