الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هتلر العثماني ومحرقة الأكراد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يلقب نفسه بـ"المدافع الأول عن الإسلام" وينصب نفسه بالخليفة الهمام والرحيم ببني الإنسان في كل الأوطان، إنه رجب طيب أردوغان، الذى يسير على خطى هتلر في حرق الأكراد، فهو بالنسبة له المعلم والزعيم الذى لن ينساه الزمان لما اقترفته يداه من آثام.

ومن التاريخ نقرأ الحاضر ونستلهم المستقبل، فمن الحقائق الراسخة أن هتلر اعترف في ذكرى ميلاده عام 1938 أن مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية الحديثة، هو معلمه الأول الذي تعلم منه المذابح والمحارق، ولعل رسومات التنفيذ تبرز هذا في محرقة اليهود بداية عام 1941  .

 ففكرة بناء الأفران وحرق اليهود بداخلها استلهمها هتلر من مصطفى كمال أتاتورك عندما  لجأ  200 ألف كردي (وفقا للإحصائيات غير الرسمية) لكهوف جبال محافظة درسيم الكردية، هربا منه في عام 1937م، فأمر بسد المغارات الجبلية بالمواد الإسمنتية، ملقيا بداخلها الغازات الخانقة فقتلهم، ومن تبقى منهم خارج الجبال حرقته "صبيحة جوكشن" ابنته بالتبني، من خلال القصف بالطيران، وذلك لكونها طيارا .

 ولم تكن هذه هى المحرقة والمذبحة الأولى لمٌعلم هتلر، فقد سبقتها مجازر "اغري وكينجو"، وكانت هذه المجازر رغم موافقة الأكراد على البقاء ضمن الدولة التركية، وإلغاء ما جاء فى معاهدة "سيفر 1920" بإقامة دولتهم كردستان، وذلك نتيجة خداع أتاتورك لهم بدعمه في مواجهة العثمانيين مقابل أن يكون لهم حكم ذاتي، وهو ما وافقوا عليه  فى مؤتمر "لوزان"، وما لبث أن انقلب عليهم فقتلهم، ونفس سيناريو هتلر ضد اليهود من قتل وتهجير وحرق، تعلمه أردوغان من أستاذه هتلر، الذي تتلمذ على يد الأب الروحي للدولة التركية مصطفى أتاتورك، ونفذه ضد الأكراد، فمنذ تولي أردوغان الحكم، أعلن أنه مع حقوق الكرد فانقلب عليهم مرتكبا العديد من المجازر من خلال قصف الأكراد بالطيران، ومنها مجزرة "زرجليه وروبيسكى وقنديل وباليان وداهوك" على الحدود العراقية التركية، هذا بالإضافة إلى مجزرة عفرين بسوريا التى قتل فيها 1500 مدني، وهجر منها نصف مليون كردي واستبدالهم بسكان آخرين، وبنى جدار فاصل بطول ٧٠ كيلومترا وارتفاع ٣ كيلومترات بجانب قتل 600 كردي فى رأس العين وتل أبيض بسوريا، خلال حربه التي انطلقت 9 أكتوبر الماضي.

والغريب أن أكراد سوريا أعلنوا مررا، عدم رغبتهم فى الانفصال عن سوريا، وأنهم جزء منها وهم بعيدون تماما عن تركيا، إلا أن رغبته فى المحارق والمجازر ضدهم سواء فى الداخل أو الخارج لم تثنه عن ذلك، فاستخدم الغازات الحارقة  في رأس العين وتل أبيض، ويحاول الكرد توثيقها لتقديمها للجنائية الدولية، وإثبات محرقة جديدة ضدهم، منتظرين دعم العالم الحر لوقف هذه المجازر بدلا من الاكتفاء بالتنديد، وضغط المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية العالمية لإنقاذ هؤلاء الكرد من المحارق والمجازر.

إبادة الأكراد وتاريخهم

فطن أردوغان إلى أن القتل والمجازر داخليا يستفز الأحرار في العالم، فبدأ فكر جديد لقتل الأكراد ومحو تاريخهم بمسمي التنمية عن طريق إقامة سدود بالقرب من المدن الكردية التركية، بهدف إغراق المدن الكردية داخل تركيا والحدودية منها، وكذلك محو مكانتها الرمزية وتاريخها الأثري، فمثلا في منطقة "درسيم" الأثرية الكردية بالداخل التركي، يتم بناء سد على "نهر منذر" لإغراق المدينة وإنهاء رمزيتها، وكذلك يقوم ببناء سد آخر على نهر دجلة، حتى يغمر المدينة الكردية القريبة على الحدود السورية التركية، وهي مدينة "ماردين" والمدينة الأثرية الكردية المجاورة لها وهي "حسن كيف"، التى يتجاوز عمرها 12 ألف عام قبل الميلاد.