الثقه مشتقة من الفعل «وثق» وتعنى إحكام الأمر والاطمئنان إليه والضبط والتمكن والقوة، بمعنى إذا كنت ستتسلق إحدى الجبال ولديك الأدوات التى تساعدك على التسلق، إذا قمت بتجريب تلك الأدوات وفحصها ورأيتها قوية متماسكة هذا هو إحكام الأمر الذى يأتى بعده الاعتماد على هذه الأدوات بثقة أنك لن تهوى لأنك وثقت في أدواتك أما إذا قمت بتجربة تلك الأدوات ووجدتها ضعيفة فأنت وقتها لا تستطيع أن تثق أو تعتمد على تلك الأدوات فإذا استخدمتها ستسقط بك، لذلك الثقة تعنى إحكام الأمر ومعرفته معرفة جيدة وإدراكك لله.
فقبل أن تثق في شيء أو في شخص عليك إحكام الأمر ومعرفة الشخص جيدًا ودراسة أفعاله وشخصيته وقناعته وقتها تستطيع أن تحكم بأن تثق أم لا، فإذا وثقت تستطيع أن تأتمن وتعتمد على الشخص، أما الثقة دون إحكام الأمر ستصل بك إلى السقوط أو الفشل.
والثقه في النفس تكتسب وتتطور ولا نولد بها وتعنى إحكامك لنفسك ومعرفتك قدراتك جيدًا دون مبالغة وإحساسك بذاتك دون تفخيم ومعرفة عيوبك قبل ميزاتك حتى لا تتولد ثقة في اتجاهه ما في ذاتك عن دون إحكام أو قدرات أو تبنى على خلل ما في شخصيتك وقتها ستكون عدو نفسك، لا يوجد شخص أو إنسان ليس لديه قدرات ما أو ميزات ما أو حتى موهبة ذلك علينا جميعًا أن نثق بأنفسنا فيما نجد فيه قدراتنا الحقيقية التى أدركناها، فالثقة بالنفس تمنح القوة والتأثير في الآخرين لذلك دائمًا تجد بعض الشخصيات السلبية هى دائمًا ضعيفة وليس لديها أى ثقة بأنفسها.
الشخص الذى يمتلك ثقة بنفسه لا يتأثر كثيرًا بإحباطات من حوله له ولديه يقين بأفكاره وقناعته، أهدافه في الحياة واضحة ولا يخاف من المسئولية، يعرف قدراته جيدًا ويقدر عمله واجتهاداته ولديه قدرة على اتخاذ القرارات والقرارات الجريئة، يستطيع المواجهة بثبات، يستطيع إدارة الأزمات وتجده دائمًا محبوبًا من الذين حوله، متفائل، أما الشخص غير الواثق بنفسه متردد دائمًا يحمل أفكارًا مشوشة عن من حوله ومجتمعه كثير الغضب والنقد، يهتز من أقل نقد له أو إحباط يأتى له من الآخرين، لا يستطيع تجاوز الماضى ولا يقدر ذاته، يعتقد دائمًا أنه مضطهد ومظلوم والآخرين يرونه ضعيفًا، دائمًا يقارن نفسه بغيره ليس لديه القدرة على حل المشكلات.
وعليك بعض الصفات التى يجب أن تكتسبها وتجعلها أسلوبًا لحياتك لتكون شخصًا واثقًا من نفسك، ابستم دائمًا فالابتسامة لها قوة السحر في نفسك وفى الآخرين ويسميها البعض «السحر الحلال»، ابتعد عن العتاب والتمس العذر لغيرك، تعامل مع من حولك بنفس الطريقة التى تريد أن يعاملوك بها، جامل الآخرين دون نفاق، أنصت جيدًا ولا تتحدث كثيرًا فنحن لدينا أذنان وفم واحد، كن كالنحلة التى تأخذ الرحيق من الزهرة ولكن لا تؤذيها، كن صبورًا وحليمًا، لا تضحك كثيرًا دون سبب واحتياج لك فأحيانًا الضحك يفقد الوقار، كن متواضعًا مع الجميع، كن خفيفًا في كل شيء كالذبابة لا تزيد وتبالغ ولا تنقص، كن دائمًا متفائلًا.
إذا استطعنا أن نعيد ثقتنا بأنفسنا وأن نعمق العقيدة والإيمان في قلوبنا، وأن نغرس اليقين بعقيدتنا في قلوبنا، وحينما نستمد قوتنا من الله فقط وقتها سنتحول إلى قدرات هائلة فاعلة إيجابية، سنستطيع مواجهة ما نعيشه من حروب نفسية ضد الوطن وضد المجتمع من إعلام فاسد موجه من الخارج وحرب الشائعات.
