الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ابن حزم.. فقيه ظاهري ضد التعصب

ابن حزم
ابن حزم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شكل الفقيه الأندلسي على بن سعيد بن حزم ظاهرة فريدة في عصره، فكانت له معارضات ومناظرات مع خصومه اتصفت بالشدة من جانبهم، وبالحكمة والاتزان من جانبه.
ابن حزم، الذي تحل ذكرى ميلاده غد الخميس، كان قد ولد في 7 نوفمبر994م، بمدينة قرطبة بالأندلس، وتوفي في 15 أغسطس 1064م.
تميزت شخصية ابن حزم بالعقلانية والانفتاح على الثقافات المغايرة، مما جعله يدخل في صراع مع علماء عصره، ولقد شنع البعض عليه وعارضه في قراءة كتب الدهرية وأصحاب المنطق وكتاب إقليدس والمجسطى وغيرهم من أرباب الفلسفة والمنطق، وكان رده عليهم غاية الحكمة والاتزان فلقد وجه لهم سؤلا يقول: «أخبرنا عن هذه الكتب أطالعتها أيها الهاذر أم لم تطالعها؟ فإن كنت طالعتها فلماذا تنكر على غيرك مطالعتها كما طالعت أنت؟ هلا أنكرت ذلك على نفسك؟ وإن كنت لم تطالعها فأنت لا تعرف ما فيها فلما تحاجون ماليس لكم به علم؟».
انتشر المذهب المالكى بالمغرب العربى والأندلس، وخالف ابن حزم الناس بالتأصيل للمذهب الظاهرى، وقال إن الفتوى تخص صاحبها، بالإضافة لذمه التقليد والتبعية الفكرية، فزاد ذلك في الهجوم الذى تعرض له، فكانوا أشبه بسرب الصقور وقع على حمامة منحولة الريش.
خاطبه أحد المعترضين محتدا: «أنائم أنت يا رجل؟ بل أنت مفتون.. فقال ابن حزم: لله الحمد نحن أيقاظ إذا استيقظنا ونيام إذا نمنا وأما الفتنة فقد أعاذنا الله منها فله الشكر كثيرا لأننا لا نتعصب». وذلك يبرز مرونة ابن حزم في التعاطى مع المتعصبين من أهل المذاهب الأخرى.