تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
تعتبر الحرب النفسية اليوم من الأركان الأساسية للعمل السياسى والعسكرى في جميع الدول المتقدمة، وتعود سعة انتشارها في الواقع إلى التقدم الكبير الذى أحرزته العلوم النفسية والاجتماعية والسياسية والاتصالية في معرفة العوامل التى تؤثر في السلوك الإنسانى سواء أكان فردا أم جماعة أم تيارا أم دولة أم مجموعة دول! وخلال السنوات القليلة الماضية، أصبحت الحرب النفسية واحدة من أهم الوسائل التى يلجأ إليها أعداء الوطن للتشكيك في مقدرات الدولة السياسية والاقتصادية والعسكرية، ورأيناها في نشر الشائعات مع وقوع حوادث متفرقة في البلاد، وما نتج عنها من نشر حالة للإحباط بين المصريين، ونشر وبث أخبار كاذبة، وهو ما يثبت عدم صحته بعد ذلك!
وتقوم الحرب النفسية والإعلامية على استخدام وسائل الإعلام الحديثة من نشر وترويج للأفكار والمعتقدات والأخبار التى تود نشرها وترويجها بغرض التأثير في نفسية الأفراد وخلق اتجاهات معينة لديهم. والدعاية كأحد أساليب الحرب النفسية تأخذ أشكالا متنوعة طبقا للأهداف، وطبقا لنوع الأفراد والجماعات الموجهة إليها، فالدعاية تستهدف الاقتناع بالنصر وإقناع العدو بهزيمته. وتشكيكه بمبادئه ومعتقداته الوطنية والروحية، وبذر بذور الشك في نفوس أفراده في شرعية قضيتهم والإيمان بها، ولعل هذا ما نشاهده يوميا خلال القنوات الفضائية الإرهابية في قطر أو تركيا، والتى تبث يوميا سموما تستهدف بث الإحباط والمشاعر الانهزامية لدى الشعب المصري.
وتستهدف الدعاية – والتى تعد أبرز أساليب الحرب النفسية بين الدول - في المقام الأول بث الفرقة وعدم الوئام بين صفوف الخصم ووحداته المقاتلة، فهى تسعى للتفريق بين الخصم وحلفائه، وبين الحكومة والشعب، وبين القادة والجنود، وبين الطوائف والأحزاب المختلفة، وبين الأقلية والأغلبية، وتقصد من وراء ذلك كله تفتيت الوحدة وتفريق الصفوف ليسهل لها النصر.
وتعتبر الشائعة أيضا من أبرز أساليب الحرب النفسية التى تستغلها الدول أو الجماعات المعادية للنيل من الطرف الآخر، وتقوم على معلومة مقدمة للتصديق تتناقل من شخص لآخر، مستخدمة في هذا وسائل التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أو «اليوتيوب»، وبعض القنوات الفضائية المعادية، وصحافة الفيديو، وبعض المواقع الإلكترونية.. وهى تعتمد على المبالغة في أخبار معينة والترويج لها ونشرها على نطاق واسع، أو خلق أخبار لا أساس لها من الصحة، كل ذلك بهدف التأثير في الرأى العام، تحقيقا لأهداف سياسية أو اقتصادية أو عسكرية. وتستخدم الشائعة وتنتشر في وقت الأزمات الاجتماعية والوطنية، ولذلك فإن زمن الحرب هو أنسب وقت لتلك الشائعات ونشرها؛ حيث يكون الأفراد في حالة استعداد نفسى لتصديق كثير من الأخبار والأقاويل التى يسمعونها، نظرا لحالة التوتر النفسى التى يعيشونها، ولذلك فإن كثيرا من الدول أدركت ذلك وأخذت تستخدم الشائعات كإحدى وسائل الحرب النفسية المهمة.
وتعتمد الشائعات التى تستخدم في الحرب على نوعين، شائعات الخوف وشائعات الرغبة. وشائعات الخوف بما تنطوى عليه من إنذار بالخطر تهدف إلى الكف من ثقة الشخص بالنهاية المظفرة لمجهوداته الحربية، فهى إذا كانت تولد قلقا لا لزوم له كانت أحيانا تؤدى إلى نظرة انهزامية..!
وشائعات الرغبة من ناحية أخرى تحتوى على تفاؤل ساذج. إذ تؤدى إلى القناعة والرضا عن الحال والخنوع وقبول أى حال ممكن!
افتعال الأزمات وحبك المؤامرات، كما تتجه بعض القنوات الإعلامية المعادية إلى ذلك من خلال استغلال حادث أو حوادث معينة قد تكون بسيطة، ولكن يتم استغلالها بنجاح من أجل خلق أزمة تؤثر في نفسية العدو، وتستفيد منها الدولة المستخدمة لهذا الأسلوب.
ومن الأساليب أيضا: إشارة الرعب والفوضى من خلال استغلال عاطفة الخوف لإرهاب الشعوب، وإخضاعها من خلال استخدام الوسائل المختلفة لخلق حالة من الذعر والفوضى يسهل على طريقها السيطرة والتغلب عليها!
فلا بد من مواجهة الحرب النفسية ضد الدولة والشعب المصرى خلال الشهور والسنوات الأخيرة، ولا تزال قائمة، وكما يقول الخبير العسكرى الصينى «صن تزو»: «إن أعظم درجات المهارة هى تحطيم مقاومة العدو دون قتال»، يحدث ذلك ببث الفرقة وإشاعة الانقسام، فعليك أن ترفض الفرقة بين الشعب الواحد والحفاظ على وحدة الوطن الغالى مصر والإيمان الحق بقوله عز وجل: «الذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعـُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيَمانًا وَقَـالُواْ حـَسْـبُنَا اللهُ وَنِعـْمَ الْوَكِيلُ» صدق الله العظيم.