أكد وزير الخارجية اللبناني رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، أن المطالب السياسية غير القابلة للتنفيذ، تقطع الطريق أمام تحقيق الإصلاح، ومن شأنها أن تسرع بانهيار لبنان ماليا، مشددا على أن الجهود حاليا يجب أن تنصب على تأخير الانهيار، والمطالبة بمحاسبة الفاسدين، وتنقية مُناخ العمل السياسي.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها باسيل خلال (مهرجان الوفاء والدعم) الذي نظمه التيار الوطني الحر بالقرب قصر بعبدا الجمهوري، لإعلان تأييد ودعم الرئيس اللبناني ميشال عون ومساندته.
واعتبر باسيل أن التيار الوطني الحر يتعرض لحملات موجهة حاليا، تم خلالها استغلال الشارع والتظاهرات الاحتجاجات وتوجيهها، بهدف إسقاط رئيس البلاد وعزل التيار سياسيا، مشددا على أنه لن يكون أحد بمقدره إلغاء التيار الوطني الحر.
وقال إنه بالإمكان الوصول إلى "الدولة المدنية" من دون اللجوء إلى قلب النظام السياسي الحالي، وإنما عبر تطويره، وتطبيق اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، مشيرا إلى أن التيار الوطني الحر نظم هذا الحشد لإعلان "الوفاء" للرئيس عون الذي أنهى قبل أيام نصف ولايته الرئاسية.
ولفت باسيل إلى أن لبنان تنتظره أيام صعبة وطويلة، موضحا أنه كان يعمل وفريقه السياسي ويسابقون الزمن لمنع الانهيار المالي والاقتصادي، غير أن "الفساد والإهدار والدين العام سبقونا". على حد تعبيره.
وشدد على عدم قبوله أن يتم عزل أي مكون لبناني حتى لا تتعرض البلاد للانفجار، وأن التسويات التي أجراها التيار الوطني الحر خلال السنوات الماضية، لم تكن على حساب المال العام أو الدولة وأن التيار "لم يشارك في الصفقات ومنظومة الفساد". على حد قوله.
وأعرب باسيل عن رفضه لشعار (كلن يعني كلن) الذي رفعته التظاهرات والاحتجاجات التي اندلعت في البلاد قبل نحو 3 أسابيع في إطار المطالبة الشعبية برحيل طاقم المسئولين السياسيين بالكامل، مشيرا إلى أنه لا يجب تعميم تهمة الفساد على جميع من هم في الطبقة السياسية الحاكمة لأن هذا الأمر من شأنه تساوي الناس الأبرياء بالفاسدين، وعدم القدرة حينها على المحاسبة ومن ثم إفلات الفاسد من العقاب.
وأشار إلى أن الشعار يجب أن يكون في إطار إخضاع الكافة للمساءلة أمام القانون والقضاء، مؤكدا أن الفساد لا يطال الجميع، وأن هناك أناسا شرفاء.
وقال: "الفاسدون هم من عمروا قصورهم من مال الدولة والشعب، والبلطجية هم من أقاموا حواجز التفتيش على الطرقات وأخذوا الأموال نظير السماح بالمرور من تلك الحواجز ليعيدوا إلى الأذهان حقبة الميليشيات وأيام الحرب الأهلية".