الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

جماعة الحاج محمد هتلر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في أتون الحرب العالمية الثانية ظهرت مقالة فى إحدى المجلات المصرية كان لها مفعول النار في الهشيم، قال الكاتب فى مقاله الناري “,”علمنا أن إيطاليا واليابان وألمانيا قررت أن تتجه إلى الإسلام، وأنها ستقوم بتدريس الإسلام واللغة العربية، وعلينا تشجيعها لأن تتجه للإسلام، وأن يقوم الأزهر الشريف بمدهم بكل ما يحتاجونه من علماء لنشر الدين الحنيف“,”!
المقال المذكور نشرته مجلة النذير التابعة لجماعة الإخوان المسلمين فى العدد رقم 30 بتاريخ 4 ذي القعدة 1357.. أما كاتب المقال فهو الإمام حسن أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي المرشد العام ومؤسس جماعة الإخوان المسلمين!
كانت مقالة الإمام حسن البنا بذرة الشائعة التي انتشرت فى كافة أرجاء مصر المحروسة بفضل جهاز الاتصال التابع للجماعة، وأصبحت الشائعة كأنها الحقيقة، وصدق العامة أن الزعيم النازي أدولف هتلر قد أشهر إسلامه وقام بتغيير اسمه إلى الحاج محمد هتلر، وسافر إلى مكة، وأدى فريضة الحج، ولذلك أنجاه الله من محاولة اغتياله!
وانطلقت المظاهرات بقيادة رجال الجماعة تهتف في الحواري والأزقة والشوارع والميادين “,”الله حي.. الله حي.. الحاج محمد هتلر جاي“,”، وهو ما سجله فى مذكراته مفتي القدس الشيخ محمد أمين الحسيني.
فى تلك الفترة سطع نجم جوزيف جوبلز وزير الدعاية السياسية فى حكومة الحاج محمد هتلر، وكان شعاره فى الحياة “,”أكذب.. أكذب.. حتى يصدقك الناس.. ثم أكذب أكثر حتى تصدق نفسك“,”.
تأثرت جماعة الإخوان بفكر الحاج محمد هتلر وعاشت مخلصة لشعار الشيخ جوبلز حتى صدقت نفسها أنها بالفعل “,”جماعة“,” و“,”إخوان“,” و“,”مسلمين“,” لا ينطقون عن الهوى ولا يأتيهم الباطل من أي جانب.
كان تأثر الجماعة واضحا بفكر الحاج محمد هتلر خاصة نظريته عن ديمقراطية المرة الواحدة، فقد وصل الحاج محمد هتلر إلى مقعد المستشارية الألمانية عبر الانتخابات فى 30 يناير 1933، ولم يتركه إلا مع تدخل عزرائيل وإعلان وفاته وانهيار نظامه بانتصار الحلفاء عليه منتصف عام 1945.
ومن المفارقات أن الحاج محمد هتلر قدم إلى البرلمان الألماني “,”الرايخستاج“,” مشروع قانون أطلق عليه “,”قانون التمكين“,”، وقد منح هذا القانون الحاج محمد هتلر وحكومته سلطات تشريعية مطلقة جاوزت الدستور وكل القوانين المستقرة قبل مجئ الحاج محمد
إلى السلطة.
وبعد ستين عاما من قانون تمكين الحاج محمد هتلر من كافة السلطات فى ألمانيا، اقتحمت قوات الأمن المصرية عام 1993 مقر شركة سلسبيل لبرمجيات الكمبيوتر التابعة للمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة إياها، وعثرت أثناء التفتيش على وثيقة بخط يد الشاطر نفسه بعنوان مثير للدهشة “,”خطة التمكين“,”، وقد تم نشر الخطة ذات العنوان الهتلري في الصحف عام 2005، وكان أبرز ما فيها لتمكين الإخوان من الاستيلاء على السلطة هو:
1- تشويه الإعلام بشتى الطرق وإخراجه تماما من المشهد
2- تحييد الجيش واحتواء الشرطة.
3- اختراق المخابرات العامة والحربية.
4- السيطرة على المجتمع عن طريق الدين وإقناعه بأن الجماعة تمثل صحيح الدين الإسلامي وتكفير المخالفين واغتيالهم معنويا.
5- العمل على إيجاد بنية دستورية وقانونية لتكوين ميليشيات مدربة على فنون القتال.
ويعلق الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى ناشر الوثيقة بقوله “,”ياريت نقارن ما جاء فى هذه الوثيقة مع مايحدث الآن“,”.
أيضا من المفارقات الغريبة الأخرى أن الجماعة ظلت مخلصة لفكر الحاج محمد هتلر، وفي الوقت نفسه نجحت فى بناء جسور قوية مع النظم التى قضت عليه، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، والأغرب أن النواة الحقيقية للتنظيم الدولي للجماعة‏ كانت فى دولة الحاج محمد هتلر، وفى ظل نظام آخر لا يمت له بصلة، ففي أعقاب تصادم عبد الناصر مع الجماعة (1954)‏ هاجر العديد من قادتها، إلى بلدان عدة، لكن كثيرين منهم تمركزوا في السعودية،‏ ومن السعودية إلى ميونيخ بألمانيا سافر الأستاذ سعيد رمضان حيث قام بتمويل مثير للدهشة للمركز الإسلامي الذي أصبح النواة التنظيمية، بل والميلاد الفعلي للتنظيم الدولي للإخوان‏ (د. رفعت السعيد – الأهرام 14 إبريل 2007).‏
ومن المفارقات -غير الغريبة- أن الحاج محمد هتلر لم يسمح لأحد أيا كان أن يعارضه، باعتباره رمزا للحقيقة المطلقة تماما مثلما يعتقد أعضاء الجماعة إياها، وقد استطاع الحاج محمد بالقانون – التمكين إياه – أن يقضي على كل خصومه ومعارضيه، لدرجة أنه في أسبوع واحد قام بإعدام 32500 شخص ممن ينتمون للأحزاب الاشتراكية والشيوعية.
صحيح أننا لم نصل بعد لهذا المشهد، لكن المؤشرات تشير إلى إمكانية حدوثه في المستقبل القريب، خاصة وأن جماعتنا لديها قوة إضافية عن قوة الحاج هتلر، وهي أنهم حملة الحقيقة المطلقة المستوحاة من كتاب الله، ويؤكد ذلك ما يردده شيوخهم على سائر القنوات الفضائية التابعة لهم، وعندما سأل مذيع بإحدى القنوات الفضائية عن موقف الإخوة إذا ما خرج الناس للتظاهر احتجاجا على طريقة حكمهم للبلاد، قال شيخهم بمنتهى البساطة “,”هذا خروج عن الشريعة، وسوف نعاملهم مثل الخوارج، وحلال قتلهم، مثلما فعل سيدنا على بن أبي طالب“,”.
هكذا يرى مولانا الأمر بمنتهى البساطة.. التظاهر ضد الإخوة خروج على الشريعة وليس الشرعية، وحلال قتلهم دون محاكمة أو تحقيق أو حتى سماع كلمة منهم لمعرفة مطالبهم، الحكم جاهز.. ولا مجال لإضاعة الوقت حتى يتفرغ شيوخنا الأجلاء لشئون الشريعة التي لا يعرفها سواهم.. الشريعة هي كلمة السر وهي قدس الأقداس، وإذا أعلنت مخالفتك لرأي أحد من الإخوة عليك أن تتحمل فورا عقوبة الخوارج، وعليك أن تقدم دمك فداء لحكم الإخوة.
وبعد.. لقد دفعت البشرية ثمنا باهظا لحكم الحاج محمد هتلر، تراوح بين 62 و78 مليون قتيل ناهيك عن الجرحى والمفقودين والمجاعات والتهجير ودمار البنية التحتية والمنشأت.. إلخ.. وفي بلادنا كانت وما زالت نظرية النازي في الحكم هى نبراس حياة الجماعة، وهي قيد التطبيق الآن في مصر المحروسة، وصل الإخوان إلى الحكم ولن يتركوه إلا على جثتهم، لكن أحدا لا يعرف كم ستدفع مصر ثمنا لحكم جماعة الحاج محمد هتلر.