حذر الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، من أن الفترة المقبلة، ربما تشهد عمليات إرهابية انتقامية، بعدد من الأماكن في العالم، لافتا إلى أن تنظيم داعش ومن يقفون وراءه لن يستسلموا بسهولة.
وقال بدر الدين لـ"البوابة نيوز": "من المعروف أن المكان الذي عثر فيه على البغدادي، يضم المئات من أتباعه، الذين سيلجأون خلال الأيام المقبلة، إلى المنطقة العازلة التي تحرسها تركيا، وينطلقون منها نحو عدة أماكن في العالم للتمركز، وارتكاب عمليات إرهابية انتقامية، في أي مكان من العالم".
وأشار إلى أن السر الحقيقي وراء قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسحب قواته من سوريا في هذا التوقيت، هو رغبته في عدم خوض مواجهة مع عناصر داعش الهاربة، من معتقلات قوات سوريا الديمقراطية، المسيطرة على المنطقة، التي اجتاحتها قوات الجيش التركي، خلال العدوان على شمال سوريا.
ولفت بدر الدين إلى أن ما يجري في سوريا حاليا، سيكون وبالا على العالم، رغم ما يبدو من أنه حرب على التنظيمات الإرهابية، واستهداف لقادتها، مضيفا: "الجميع يعلمون أن استهداف قادة الجماعات الإرهابية، لن يكون له أثر كبير عليها، طالما لم يتم اتخاذ إجراءات حقيقية لتجفيف منابع التمويل، ومنابع مد هذه التنظيمات بالأعوان، وبالتالي فإن مقتل البغدادي ليس سوى شو لتبرير وجود القوات الأجنبية في المنطقة، ولإيجاد سبب للتدخل في شئون بعض دول المنطقة".
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أنه من الخطأ تصور أن قادة التنظيمات الإرهابية، هم رؤساء يسيطرون على كل شيء داخل تنظيماتهم، مضيفا: "التنظيمات الإرهابية مثل داعش تعمل وفق الفكر اللامركزي، لذا فإنه رغم وجود البغدادي في سوريا، جرت عمليات إرهابية خطيرة في مناطق بعيدة من العالم، ومنها ما حدث في سريلانكا، الأمر الذي يعني أنه مقتل زعيم داعش، لن يكون له تأثير على العناصر العاملة في أي مكان آخر من العالم، لأنها في الحقيقة تنظيمات قائمة بذاتها".
