وصف رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة، ما تعرض له المتظاهرون من اعتداءات في وسط العاصمة بيروت قبل يومين، بأنه أمر مهين ومرفوض ومدان ولا يمكن القبول به، داعيا القضاء والأجهزة الأمنية إلى إجراء تحقيق دقيق في هذا الاعتداء، وبيان من يقف خلفه، وملاحقة المعتدين.
وكانت مجموعات كبيرة من الأشخاص الرافضين للتظاهرات، والذين رددوا هتافات حزبية بعينها، قد اقتحموا أول من أمس الثلاثاء ساحتي الشهداء ورياض الصلح بوسط بيروت، وقاموا بالاشتباك مع المتظاهرين والمعتصمين واعتدوا عليهم بالضرب بالأيدي وباستخدام العصي والزجاجات والعبوات البلاستيكية والحجارة، وعملوا على حرق مظاهر الاحتجاج وتحطيم منصات التظاهر وانتزاع خيام المعتصمين وطاردوهم في الشوارع المحيطة.
وثمّن السنيورة – في تصريح اليوم الخميس - "الانتفاضة الشعبية والشبابية" التي يشهدها لبنان، معتبرا أن الشباب والشابات كسروا حاجزي الخوف والصمت واستطاعوا أن يقهروا الإرهاب عبر صمودهم في مواجهة محاولات الاعتداء، وأنهم فرضوا لغة جديدة عمت البلاد حلت محل اللغة الطائفية، عبر تمسكهم بالدولة المدنية ومؤسساتها والالتزام بالدستور والقانون وحماية الحريات العامة.
وأعرب عن تقديره لموقف الجيش اللبناني، مشيرا إلى أن المؤسسة العسكرية تصرف بكفاءة وحكمة وصبر، وعملت على حماية اللبنانيين وصد محاولات قمع الحق بالتظاهر السلمي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى.
وحث السنيورة المحتجين على المحافظة على "الشمول الوطني للانتفاضة ومدنيتها" ونبذ محاولات الانجرار خلف الطائفية والمذهبية، لكي يحافظوا على روح انتفاضتهم الوطنية.
ويشهد لبنان منذ مساء 17 أكتوبر الجاري سلسلة من المظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة لا سيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.