فى اتصال تليفونى من السعودية قال لى التغيرات التى تواجه مجتمعاتنا مهمة وعميقة وتهدف إلى بناء شخصية المواطن فى أن يتنفس بحرية ويتصرف بمسئولية، فى السعودية الناس عاوزة تخرج تشرب قهوة، تفكر دون ضغوط أو محددات تقتل الحياة، ناس عاوزة تلعب رياضة، تدخل مطعم، قرارات التغيير فى السعودية شجاعة وقيادة حكيمة تراقب التغير بهدوء، وأضاف العالم يستغرب، كيف نجح وهضم المجتمع السعودى تلك التغيرات وهى عميقة، الإجابة كانت المسئول يدرك جيدا طبيعة الشعب وخصوصيته والتغير فى المجتمع يسير جنبا إلى جنب مع الثوابت، وأكد لى المرحلة الانتقالية فى التغير تسير بشكل هادئ.
وعندما انتقل بالحوار إلى ما يحدث فى مصر قال لى رجل أعمال ومستثمر سعودى صديق: فى مصر تغيرات متنوعة ومنذ يونيو ٢٠١٣ مصر حققت إنجازات فى التنمية الشاملة والعميقة والمستمرة، مستخدمة حلول وأفكار لمشاكل تاريخية.. طفرة فى كل المجالات، عندكم مشروعات عملاقة تحدث للمرة الأولى، قناة السويس الجديدة شبكة طرق سهلت التنقل بين محافظات مصر ووفرت فرصة الخروج من الوادى الضيق للإقامة إلى مساحات أخرى داخل الصحراء.. يكفيكم جهود الدولة المصرية فى القضاء على العشوائيات، ومزرعة غليون للاستزراع السمكى، وحتى على المستوى المالى، هناك حزمة إصلاحات مالية تصب فى صالح تقوية الاقتصاد المصرى وتوحيد الظروف، وهو ما يتيح جذب استثمارات جديدة للبلد.. المستثمر السعودى قال لى أيضا نحن كرجال أعمال نجلس معا ونناقش ومتفقين على أن الاقتصاد المصرى بدأ ينطلق على أسس سليمة تضمن له أن يستمر ويتفوق.
وأضاف، شوف مصر محتاجة الآن ونفسى أسمع عن قطارات تربط تجمعات الصعيد مع بحرى، والقطارات عنصر مهم جدا فى حركة الناس والتجارة، عاوز أشوف ربط بين العين السخنة حتى حدود ليبيا.. محاور ارتكاز الصعيد ومحافظات القنال، والمنافذ الأخرى، قطارات سريعة، تربط بين العاصمة الإدارية ومناطق الإقامة.
وتابع فى شغف: أعلم أن التنمية الحالية فى مصر تلبى خطط الدولة ٢٠٣٠، التنمية فى مصر الآن ليها هدف واضح ومخطط له، وليس هدفا عشوائيا وليد الصدفة أو النسخ. التنمية فى السابق وصفناها بتنمية التقاطعات وهى عشوائية ورد فعل..
رجل الأعمال السعودى قال لى أيضا، عندكم مشكلة ما بين حجم الإنجاز واقتناع الناس، وأنا شايف إن الإعلام المصرى أخفق فى تسويق تلك الإنجازات وتعريف الشعب بها، وهو معذور لأنه يواجه وللمرة الأولى حجم إنجاز ضخم، مخطط له، وبرنامج زمنى محدد للتنفيذ والنتائج موجودة على الأرض، الإعلام غير متعود على تلك السرعة والمصداقية، وهو فى مأزق ويحاول أن يواكب سرعة الإنجاز، ولكنه سقط فى تحقيق هدفه لقصور ذاتى وليس غيره.
قال لى أيضا لتنزل كاميرات الفضائيات للعيش مع سكان العشوائيات كمعايشة مش لقطة وتمشى، وتنزل تعيش فى الأنفاق، ومزارع الأسماك والمدن الجديدة والطرق.. الناس عاوزه تتابع حركة البناء، وهو الأمر الذى يحتاج إبداعا فى من المعد وأيضا المذيع.. وأنا أفضل أن تستعين الحكومة المصرية بمحترفين فى هذا الأمر من الخارج.. ومش عيب تعمل كده.. أجمعوا شعارات بكلمات بسيطة المواطن يفهمها.. مثل روح وشوف وأحكم بنفسك.. وليكن شعار الحكومة للناس، وزارة الإسكان فين ولماذا فى إعلاناتها عن جهودها الجبارة فى البناء تكتفى بموضوعات أشبه بالإعلانات، الكلام لازم يتغير لجذب الناس، وأنا شايف أن الوزارات صاحبة المشروعات كسولة فى البحث عن الجديد فى عالم الإقناع، وبخاصة أنها تملك الحقائق والإنجاز، وهو ما يسهل لها أمر الترويج بين الناس للتنمية.. أنا شخصيا أشفق على وزراء حكومة مصر، والذين يتصدون للعمل العام، هم أيضا مش دارسين عملية الترويج للمشروعات بين الناس، وإيمانهم بأن العمل وحده يتكلم عن نفسه، وهى نظرية قديمة وغير فعالة وسط سوشيال ميديا قاتلة.