كثفت القوى الأمنية اللبنانية من تواجد عناصرها في ساحة رياض الصلح بوسط العاصمة بيروت، بعد التوتر الشديد والصدامات التي وقعت جراء تدخل مجموعة منظمة من الأشخاص وقيامهم بالاشتباك مع المتظاهرين والمعتصمين بالأيدي ونزع بعض الخيام، بدعوى أن المتظاهرين يقومون بالتهجم على حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله.
وكانت مجموعة مؤلفة من قرابة 200 شخص، معظمهم يرتدون القمصان السوداء، قد دخلوا مساء اليوم الخميس إلى ساحة رياض الصلح بصورة مباغتة مستغلين قلة أعداد المتظاهرين جراء الأمطار الغزيرة التي تساقطت منذ فترة الظهيرة، مُشكلين كتلة بشرية شبه واحدة، وقاموا بترديد شعارات مؤيدة ومناصرة لحزب الله وأمينه العام، وتجولوا في أرجاء الساحة متعمدين الاحتكاك بالمتظاهرين على نحو أدى إلى حدوث تدافع كبير ووقوع بعض الصدامات.
كما رددت تلك المجموعة هتافات مناوئة ومناهضة لعدد من الشخصيات السياسية والاقتصادية، لا سيما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، وحاكم مصرف لبنان (البنك المركزي) رياض سلامة.
وقال عدد من عناصر تلك المجموعة إنهم ليسوا أعضاء بحزب الله، ولا ينتسبون له بشكل رسمي، وأنهم فقط من الجمهور الذي يؤيد الحزب ويدعمه.
ورفضت المجموعة الشعار الأبرز الذي يعتمده المتظاهرون في عموم البلاد منذ بدء الاحتجاجات مساء الخميس الماضي (كلن يعني كلن) والذي يحمل مطالبة برحيل كافة الطبقة والطاقم السياسي الموجود في لبنان بدعوى أنهم يتحملون نتيجة تدهور الأوضاع الراهنة، حيث أكدت تلك المجموعة من مناصري حزب الله أنه يجب استثناء أمين عام حزب الله من هذا الشعار.
ودفعت القوى الأمنية بتعزيزات كبيرة من وحدات مكافحة وفض الشغب المزودة بالدروع إلى داخل ساحة رياض الصلح، وأقامت حاجزا بشريا من العناصر الأمنية للفصل بين الجانبين وإيقاف التوتر الذي أحدثه مناصرو حزب الله، فيما تزايدات بشكل كبير أعداد المتظاهرين في الساحة وكذلك في ساحة الشهداء التي تقع على مقربة منها.
من جانبها، شهدت محافظة النبطية (جنوبي لبنان) مظاهرات لافتة وسط تشديدات أمنية وعسكرية مكثفة، لا سيما بعدما تعرض المتظاهرون على مدى اليومين الماضيين لاعتداءات كبيرة من قبل مجموعات مسلحة رافضة للتظاهرات.
وانتشرت وحدات من القوات المسلحة بآلياتها العسكرية لتأمين المناطق التي تشهد مظاهرات في النبطية، لمنع تكرار وقوع أية اعتداءات بحق المتظاهرين.
ويشهد لبنان منذ مساء الخميس الماضي سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة، لا سيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.