الحرب النفسية تعتبر شكلا من أنواع الصراع السياسى بين الدول لسعى كل دولة أن تفرض إرادتها بطرق بعيدة عن الأدوات العسكرية، وتعتبر من أخطر أنواع الحروب وأشدها فتكًا هى من أهم أدوات ومفاصل تحقيق الانتصارات ضد الأعداء، وكان لها دور فاعل في سقوط وهزيمة الكثير من الدول والمجتمعات؛ فقد أثبتت نجاعتها في المعارك دون إطلاق رصاصة واحدة، ومهما بلغت قوة ومقاومة الجماهير والشعوب؛ فإن الحروب النفسية لديها قدرة فاعلة أكثر من الحروب النظامية في تحطيم المعنويات للأفراد والجماعات إذا تمت بشكل دقيق، وقامت بضرب مواطن الضعف بناء على دراسة الشعب الموجهة له الحرب جيدا ومعرفة طبائعه ودراسة عقائده وميوله واتجاهاته وأساليب تفكيره ومستوى ثقافته، وتختلف عن الحرب النظامية في إدارتها وغايتها؛ فالحرب النظامية تستخدم الدبابات والطائرات والعيارات النارية لدحر العدو، أما الحرب النفسية تستخدم الشائعات والأفلام والإعلام وغسيل الدماغ ومعلومات تتسلل للعدو دون أن يشعر والوسائل التكنولوجية الحديثة، وتستهدف العقول والسيطرة على عقل الخصم وإذلال إرادته وتحطيم معنوياته والتشكيك في قدراته، وفى قيادته السياسية وإرباك صانعى القرار وغرز نواة الفرقة بين أبناء الشعب وكسب صداقة الدول المحايدة والحليفة، وإقناع الشعوب بعدالة القضية.
ولها عدة مترادفات أهمها «حرب السلوك - الحرب الباردة - حرب الأعصاب - حرب الأفكار - حرب الكلمات - حرب السياسة - حرب الدعاية».
ومن أسباب خطورتها استخدامها في السلم والحرب؛ فطبول الحرب النفسية تقرع باستمرار ولا تتوقف ولها استراتيجيتها وتكتيكاتها وأساليبها في تزييف الوعي.
أهم أدوات الحرب النفسية، هى «الشائعات»، وتشكل أكبر مجال في إلحاق الضرر المعنوى والمادى للعدو؛ فهى تؤثر في نفوس الشعوب، وتغير تفكيرهم، وتحاول أن تقنع الناس بصحة الأكاذيب، وتقوم على خلق أزمة لبث الخوف والذعر، وتؤثر في نفسية الخصم، وبمجرد تداولها على الألسن تعمل عمل السحر الأسود والسرطان فتنتشر بسرعة شديدة إذا كان المجتمع مهيأ لها، وأيضا أن يتم اختيار الشائعة بدقة شديدة، معتمدة على الحالة النفسية للمجتمع، وخلق رغبة ودافع عند متلقى الشائعة في معرفة المعلومة والسعى وراءها، والكلمة تقتل كالسلاح، خاصة إذا كانت غير معلومة المصدر وشدة الشائعة، وقوتها تجعلها تتحول وتزداد حولها القصص والروايات، وتزداد، وقد تصل بذلك إلى تهديد حقيقى لأمن البلد المستهدف، وهناك قانون يقيس شدة الشائعة وهو «الأهمية * الغموض = شدة الشائعة»، أى أن كلما كانت الشائعة غامضة كانت شديدة التأثير.
ومصر تواجه الآن حرب نفسية، لن تفت من عضدنا، مستخدمين الشائعات المغرضة طيلة الوقت الموجهة من عدة جوانب منها اقتصادية أحيانًا واجتماعية أحيانًا وسياسية في أوقات أخرى مستهدفين مؤسسات الدولة لزعزعة الثقة وتحطيم النفوس ومعنويات الشعب وهز الثقة بين الشعب وقياداته السياسية وأجهزة الدولة أحيانًا. لذا علينا مواجهة الشائعات بكل حسم وعدم التهاون أمام الشائعات المغرضة التى تستهدف الأمن القومى للبلاد دون أن نشعر. ولتقليل فرص استهدافنا من الشائعات هو منع سيولة المعلومات عن عمل ووضع مؤسسات الدولة، وعن القيادات السياسية والأمنية؛ لأن الشائعة تستخدم جزءا من الحقيقة مخلوط بالأكاذيب، فيجب علينا أن لا نتهاون في منع أى شائعة تستهدف الدولة وقيادتها ومؤسستها، قد تؤدى بنا إلى ما لا نرغب، كما علينا أن نتعامل مع كل من يثير ويردد الشائعات على أنه يضر بالأمن القومى للبلاد.