الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

القاهرة تغرق في الأمطار!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم أن الشتاء لم يبدأ بعد ويتبقى على قدومه العزيز شهران تقريبا إلا أن الأمطار الكثيفة المتعجلة في شهر الخريف والتي سقطت علي القاهرة وبعض المحافظات الساحلية كشفت مدى المعاناة التي تعيش فيها مصر فيما يتعلق بصرف مياه الأمطار، ومدى الفساد الذي يعتري المحليات، والذي أدى إلى الإهمال المستمر في الاستعداد للأمطار، والتي تسبب كوارث للأشخاص والمباني والممتلكات، وفي كل مرة نجد أن بلادنا تغرق في شبر ميه على رأي المثل الشهير الذي حفظناه عن ظهر قلب.
وعندما سقطت الأمطار في بداية شهر الخريف المعروف بطبيعته الجميلة جوا ليلا ونهارا وجدنا أن شبكات الصرف والبالوعات متهالكة جدا وغير قادرة على تصريف المياه، الأمر الذي أصاب الطرق بشلل تام وتوقفت الحياة في بعض المناطق تقريبا، ولم تستطع تصريف مياه الأمطار التي حولت الشوارع إلى بحيرات صناعية وبحار وأماكن متسعة للسباحة والغوص ناهيك عن تغطية إجزاء السيارات والقطارات وفي المطار أيضا بشكل لا يشرف أمام العالم الخارجي. 
كما فضحت فساد المسئولين ومصممي المدن الجديدة لم يراعوا رفع كفاءة شبكة تصريف مياه الأمطار، أو زيادتها كما يحدث في كل الدول المتقدمة، والمسئولية هنا تقع على عاتق الجميع، لكن الحل في منع تكرار تلك الأزمات، يتمثل في إعادة النظر في شبكة الطرق بالمدن الجديدة، مع مراعاة رفع كفاءة شبكة صرف مياه الأمطار بحيث يسهل التخلص من كل الكميات المتراكمة في الشوارع وأسفل البيوت، والتي تسببت في غرق أثاث مواطنين كثر، بالإضافة إلى تهالك عشرات السيارات.
كما وقعت حوادث قتل بسبب الأمطار للطفلة مروة 9 سنوات وحريق في أكثر من مكان بسبب حرق أعمدة الكهرباء الموجودة في بعض الشوارع لعدم قدرتها على تحمل ضغط الأمطار. 
وكالعادة يلقي المسئولون بالأزمة عُرض الحائط بعد أن تسببت الأمطار لمدة ساعات قليلة في كشف وفضح الأكاذيب التي تردد دائما بأن مصر مستعدة لمجابهة الأمطار والسيطرة عليها وأن كل شيء تمام!! 
ويبررون دائما "مسئولو المحليات عدم نجاحهم في هذا بقولهم إن الأمطار التي سقطت كانت كثيفة جدًا لدرجة عدم استيعاب البالوعات للمياه، الأمر الذي أدى إلى غرق الشوارع، وكان اللافت للنظر أن معدل هطول الأمطار على نفق العروبة كان هائلا، ما تسبب في عجز البالوعات على استيعابه وشفطه!
كما كشفت الإهمال سوء البنية التحتية للقاهرة والمحافظة، وكذلك المدن الجديدة وخاصة منطقة التجمع الخامس، كذلك كشفت سوء تخطيط المحافظات ورؤساء المدن، الذين تأخروا فى إصدار أوامر لمواجهة المياه المتراكمة في الشوارع، فهي كارثة كما وصفها المصريون.
والأمر الأكثر صعوبة في هذا هو تصريح رئيس شركة الصرف الصحي في القاهرة عادل زكي بأن عمر شبكة الصرف بالعاصمة يبلغ 105 أعوام، وأنها من أقدم الشبكات على مستوى المنطقة، وأن الشركة لديها خطة مكونة من 3 مراحل للتعامل مع موجات السيول والأمطار المتوقعة، مؤكدًا أن شبكة الصرف الصحي يمكنها التعامل مع مياه الأمطار حتى ارتفاع 4 مم، ولكن إذا تجاوزت كمية الأمطار المتوقع سقوطها حاجز 5 مم، لن تستطيع الشبكة التعامل معها!
على أي حال ينبغي تدشين شبكة جديدة لصرف مياه الأمطار على غرار الدول الأوروبية ومعظم دول العالم، للتخلص من تلك البرك التي تسبب في كوارث على الطرق، وينتج عنها مئات الحوادث المتكررة ضد الأطفال والنساء والكبار، ويقتل فيها مئات المواطنين بسبب الإهمال وسوء التخطيط! ولابد من تنظيم حملات صيانة مستمرة من حين لآخر للتعرف على مشاكل الطرق، وإيجاد حل سريع وفعال لها، وإعادة النظر في الطرق المتهالكة التى تحولت إلى مقابر للمصريين، وأطالب المسئولين بضرورة إعادة النظر في التخطيط الهندسي للطرق وخاصة في المدن الجدية والمحافظات حتى نأمن مخاطر الأمطار!
لابد من الاهتمام والاستعداد الجيد للأمطار وموسم الشتاء حفاظا على الأرواح والممتلكات حتى لا نُفاجأ بكوارث أخرى لا يعلم أحد مداها وتأثيرها!