الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

إنهم لكاذبون.. فمتى سيكون العقاب؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سؤال يردده الناس في الشوارع وخلف جدران البيوت، يتهامسون به خشية أن تشي بهم الجدران ويكون المسئول «مسنود»، متى سيقال مسئول في مصر من منصبه بعد تسببه في كارثة؟ متى ستتم محاكمة الفشلة ومعدومي الضمائر والأهم الكاذبين، هؤلاء الذين يتشدقون عن الاستعدادات والإنفاقات المهولة ويلتقطون الصور أمام الكاميرات وحناجرهم تنفث كذبا مسموما، يقتل وطنا بأكمله، يقتل مستقبلا بتربص وإصرار على ألا يرى هذا البلد صبحا جديدا، متى سيتم استبدال هؤلاء الجلادين ببشر يعرفون معنى أن الإنسان من صنع الله وأنه كرّمه ولا تجب إهانته، لست معنيا ولا منشغلا كغيري من المصريين بماذا تفعلون، لكني معني بألا تموت ابنتي غرقا في بركة مياه مطر، معني ألا تصعقها الكهرباء فتتفحم على كراستها عبارة بسم الله وهي تبدأ حياتها، معني ألا تغرق بضاعة شقيقي وقد استدان ليشتريها لينفق على أسرته.. معني بألا يضيع زهرة شباب البلد على الجبهة وهنا في المكاتب يسمن المسئولون ويتبادلون النكات خلف سرادقات العزاء كل ليلة، معني بهذا الهدر في زمن الندر، معني برسوبنا المتوالي في كل اختبار، معني بهدايا السماء التي نخسرها في صالات القمار، وأخشى أن تحل علينا اللعنة فيموت الصغير غرقا وحرقا وصعقا بالكهرباء عقابا للكبير الذي لم يحافظ ولم يصن.
نحن نصرخ ونتأوه ونناشد بقدر ما بقى فينا من ضمير، فالأمر قد بات على حافة الهاوية والخطر الداهم يهدد الجميع، وبعض رجالنا في المعركة يصوبون سهامهم نحو جنودنا، فبأي عقل يظل هؤلاء في ميدان الحرب؟ حقيقة أنهم ليسوا أعداء لكن الجهل أشد ضراوة من العداء.. لكن الغباء أكثر فتكا من الرصاص.. لكنهم بلا ضمائر وإن كانوا آباءنا.. وليس في ذلك عجبا فكم من والد قتل ولده في لحظة سُكر وغياب عن الوعي والحياة.
يا سيادة الرئيس، عدوك الأول هو الفساد، عدوك الأول هؤلاء الجلادون معدومو الضمائر خلف المكاتب في قطاعات جهاز الدولة، أصحاب الأختام العمياء، والمناقصات الكاذبة، والحبر على الورق، والتمامات الزائفة، والأدراج المفتوحة، والضمائر المعصوبة.. يا سيادة الرئيس، حاسب حتى تردع هؤلاء.. فمن أمن العقاب أساء الأدب.
وأخيرا إقالة هؤلاء مع عبارات العزاء سيكون له وقع في النفوس، وستكون ربتة على صدور المكروبين رغم أن ما حدث لن تمحيه ممحاة النسيان، ولن يستطيع الزمان خطفه من الأذهان.