السبت 19 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

في ذكراه.. "شكري بلعيد" معارض تونسي اغتالته رصاصات التطرّف

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم من العام الماضي عاش الشعب التونسي يوماً حالك الظلام، عقب اغتيال المعارض اليساري التونسي شكري بلعيد، الذي يتبع التيار "الماركسي اللينيني".
اغتيل بلعيد أمام منزله من قبل مجهولين، الأمر الذي أتبعته مظاهرات عارمة في جميع أنحاء البلاد، أعلن في أعقابها الاتحاد العام التونسي للشغل عن الدخول في إضراب عام، وبعد سنة من اغتياله - يوم 6 فبراير عام 2013 - أعلن منذ يومين عن مقتل المتهم الأساسي في اغتيال بلعيد، وهو متشدد إسلامي، إلا أن نظرية المؤامرة تخللت حادث الاغتيال عندما شكك الناشط السياسي التونسي المقيم في نيويورك "قيس المعالج" في موت بلعيد، وقال إنه ما زال حيّاً، وقال: لماذا لم يُظهروا ولو صورة واحدة لجثة بلعيد؟!.
شكري بلعيد من مواليد 26 نوفمبر 1964، سياسي ومحامٍ تونسي، عضو سابق في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي، والأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد، وأحد مؤسسي تيار الجبهة الشعبية وعضو مجلس الأمناء فيها، وقد كان بلعيد من أشدّ المنتقدين لأداء الحكومة الائتلافية في تونس.

نشأته
ولد في جبل الجلود بولاية تونس لأب اسمه "صالح بلعيد"، الذي ولد في منطقة سيدي عبيد من معتمدية "بو سالم" من ولاية جندوبة. 
درس الحقوق في العراق وأكمل تعليمه في جامعة باريس، كان معارضا لنظام الحبيب بورقيبة الذي قام بسجنه لفترة، ولنظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي. 
قاد أول مسيرات تندّد بالحرب الأمريكية على العراق، وقد دافع عن المحكومين في أحداث الحوض المنجمي في قفصة في عام 2008، وعن مسجونين تابعين للسلفية الجهادية، كما كان الناطق الرسمي والمنسق العام لحركة الوطنيين الديمقراطيين، وترشح في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي على رأس قائمة مشتركة مع حزب الطليعة العربي الديمقراطي، تحت اسم "ائتلاف الكرامة"، إلا أن الائتلاف حصل فقط على 0.63 % من الأصوات. 
انتُخِب أمينا عاما لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد في 2 سبتمبر 2012، ثم ساهم بفاعلية في تأسيس الجبهة الشعبية لاستكمال أهداف الثورة، وهي جبهة تجمع أحزاب اليسار الماركسي والقومي.

الحياة الشخصية
تزوج في 2002 من المحامية والناشطة بسمة الخلفاوي، التي ولدت في 1971 بتونس العاصمة، وله منها بنتان هما: نيروز وندى. 
وقد أفادت بعض المصادر أن شكري بلعيد وبسمة الخلفاوي انفصلا في نوفمبر 2012، لكنهما بقيا يعيشان في نفس البيت، إلّا أنّ المعنيّة بالأمر أجزمت أنها شائعات لا أساس لها من الصحة.

اغتياله
في 6 فبراير 2013 قتل "بلعيد" أمام منزله بأربع رصاصات، كانت واحدة منهن في الرأس وواحدة في الرقبة ورصاصتان في الصدر، ما خلّف العديد من ردود الفعل حول هوية القاتلين اللذين استهدفاه حال خروجه من منزله بالمنزه السادس بولاية أريانة، ولا تزال الأبحاث جارية حول ملابسات هذه الجريمة، وقد أعلن منذ يومين عن مقتل أحد الإسلاميين المتشددين المتهمين باغتيال بلعيد.
اتهم بلعيد في آخر مداخلة تليفزيونية له يوم 5 فبراير 2013 على "قناة نسمة" الخاصة، حزب النهضة - التابع للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية - بالتجهيز للاغتيال السياسي بعد ارتفاع اعتداءات رابطات حماية الثورة التي تتهم بكونها الذراع العسكرية لحركة النهضة الإسلامية.

ردود الفعل
الصحفية "نادية داود" - التي كانت شاهدة على جريمة قتل "بلعيد" - تؤكد في شهادة لها إمكانية ضلوع سائق شكري بلعيد في عملية اغتياله، مشيرة إلى أنها شهادته من شرفة شقتها وهو يتحدث مع أحد الأشخاص قبل دقائق من عملية الاغتيال، ولم يحرّك ساكنا إثر الاغتيال.
والد بلعيد قال إن سائق ابنه - وهو نزار الطاهري - يعتبر أحد أبناء العائلة، وهو رفيقه منذ سنوات وأن ما ذكرته الشاهدة لا أساس له، بينما اتهم حزب حركة النهضة - التابع للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية - بالتورّط في اغتيال بلعيد، واتهمت أرملة بلعيد "بسمة خليفي" حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي بالوقوف وراء عملية الاغتيال، وقالت إن الغنوشي تستر على العنف وحمى رابطات حماية الثورة التي قامت بالعديد من أعمال العنف، حسب قولها.
وقطع الرئيس التونسي المؤقت، المنصف المرزوقي، زيارته إلى فرنسا وقال - أمام البرلمان الأوروبي - إن الاغتيال يهدف إلى إجهاض الثورة التونسية، وأدان "الاغتيال المشين لزعيم سياسي ولصديق قديم"، كما قال المرزوقي: "إنه اغتيال سياسي، إنه تهديد، إنها رسالة لكننا نرفض تلقّيها"، وأعلنت الرئاسة التونسية مساء 8 فبراير تنكيس الأعلام حداداً على اغتيال بلعيد، وأعلن رئيس الحكومة المؤقتة "حمادي الجبالي" أنه سيشكّل حكومة كفاءات وطنية مصغّرة وغير مسيّسة خلال 24 ساعة، ودعا راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة إلى جعل يوم 6 فبراير 2013 يوم حداد وطني، واتهم فلول النظام السابق باغتيال بلعيد. 
وقد عقدت المكاتب التنفيذية لعدة أحزاب تونسية - منها حزب حركة نداء تونس - اجتماعات لتقرير مواقف أحزابها من الحادثة، كما قام عدد من المتظاهرين بتنظيم مسيرة في شارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة، مرددين شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، ووقعتت مناوشات بين المتظاهرين وقوات الأمن في أحياء تونس العاصمة، وهو ما أدى إلى مقتل ناظر الأمن "لطفي الزار" وجرح آخرين من أعوان الأمن.
وقامت مظاهرات في عدة مدن تونسية أخرى تنديدا بمقتل بلعيد، كما تم في 6 فبراير حرق عدة مقرات لحركة النهضة، منها المقرات الجهوية للحركة في ولايات المنستير وسوسة والكاف وقفصة، ويوم الحادث طالب المجلس الوطني التأسيسي - في بلاغ له إثر اجتماع مطوّل لمكتبه - بالكشف عن المتورطين في الحادث، وقررت الهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل عقب جلسة استثنائية في 7 فبراير للدعوة إلى إضراب عام يوم الجمعة 8 فبراير، وإقامة جنازة وطنية لـ "بلعيد" وجعله يوم حداد، بينما قررت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن يكون يوم 8 فبراير يوم إضراب للصحفيين. 
ودعا مصطفى بن جعفر، رئيس المجلس الوطني التأسيسي، إلى إعلان الحداد يوم 8 فبراير، كما قال المحامي عبد الستار المسعودي، إن حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد سيرفع شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية لمعرفة ملابسات مقتل بلعيد، لأنهم لا ثقة لهم في القضاء التونسي، وقررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعليق الدروس يومي 8 و9 فبراير، وقد أضربت المحاكم في 6 و7 و8 فبراير احتجاجا على مقتل بلعيد، كما أمر القائد العام للقوات المسلحة، الرئيس المنصف المرزوقي، بإقامة جنازة وطنية لشكري بلعيد، ودعا الاتحاد الجهوي للشغل إلى إضراب عام يوم 7 فبراير وهو ما تم فعلا.
ودعت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان - بعد اجتماع لها - إلى جعل يوم 6 فبراير يوما وطنيا لنبذ العنف السياسي، وأصدرت النقابات الأساسية التابعة لجامعة منوبة والمنضوية تحت لواء الاتحاد العام التونسي للشغل، في 6 فبراير، بيانا تستنكر فيه الاعتداء على شكري بلعيد معتبرة إياه جريمة نكراء، وقررت الدخول في إضراب يومي 6 و7 فبراير، وتخصيص حصة من الدرس للتعريف بخصال بلعيد ومخاطر العنف السياسي، ودعا الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية - في بيان أصدره في 7 فبراير - الصناعيين والتجار وأصحاب المهن والحرف ومقدّمي الخدمات إلى القيام بوقفة سلمية مساء 8 فبراير، بينما تعطلت الدروس في جميع المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية والابتدائية بولاية سيدي بوزيد يوم مقتل بلعيد.
وفي 7 فبراير عمد محتجون خرجوا في مسيرة من أمام مقر حزب الوطنيين الديمقراطيين بصفاقس، إلى محاولة اقتحام مقر ولاية صفاقس بعد أن قاموا بمحاولة اقتحامها في 6 فبراير، وفي اليوم نفسه حلت رابطتا حماية الثورة المحلية والجهوية بمعتمدية سليانة وبولاية سليانة نفسيهما درءا لكل الفتن، وألغت الخطوط الجوية التونسية رحلاتها من وإلى تونس يوم 8 فبراير بسبب الإضراب العام في البلاد، وقال مفتي الجمهورية التونسية "عثمان بطيخ" - في بيان أصدره في 7 فبراير - إن قتل النفس البشريّة جريمة تأباها كل الأديان والأعراف والقوانين.
وأدان راشد الغنوشي، رئيس حزب حركة النهضة - المنتمية إلى جامعة الإخوان الإرهابية - اغتيال شكري بلعيد، وقال في تصريح لقناة المتوسط: "نترحم جميعا على الفقيد شكري بلعيد، وعلى دم الفقيد أن يكون رسالة وحدة وتوحد بين مختلف الحساسيات الفكرية والأيديولوجية".
وقالت يمينة الزغلامي، عضو مجلس شورى حركة النهضة وعضو المجلس الوطني التأسيسي، إن شكري بلعيد "شهيد الوطن"، وقد اتهمت سامية عبو، النائبة في المجلس الوطني التأسيسي عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، الباجي قائد السبسي رئيس الوزراء الأسبق باغتيال بلعيد، وبالفعل فقد سرى إضراب عام في 8 فبراير شمل كل البلاد ومعظم القطاعات وخاصة المؤسسات الإدارية، وتراجع مؤشر بورصة تونس للأوراق المالية "توناندكس" بأكثر من 3 بالمئة خلال تعاملات صباح الأربعاء 6 فبراير عقب اغتيال بلعيد، وتدنى مستوى المؤشر إلى مستوى أقل من المستوى الذي كان عليه أواخر 2012.
وقالت ليلى خياط، سيدة الأعمال والرئيسة الشرفية للمنظمة العالمية لسيدات الأعمال والقائمة بمهمة لدى المؤسسات الدولية، إن عملية الاغتيال كلفت تونس 400 مليون دينار بسبب الإضرابات وإلغاء حجوزات السياحة وسحب وإلغاء الاستثمارات، وقد ألقى حمادي الجبالي، رئيس الحكومة التونسية، كلمة إلى الشعب التونسي أكد خلالها تشبثه بمبادرته حول تشكيل حكومة خالية من الأحزاب، وقُدّم 1200 طلب لجوء سياسي من قبل تونسيين خلال الأربعة أيام التي تلت اغتيال شكري بلعيد، وقد كانت 53 % من المطالب موجهة نحو دول الاتحاد الأوروبي و37 % نحو الولايات المتحدة الأمريكية وكندا و8 % نحو دول الخليج العربي.
وقد تظاهر في 9 فبراير المئات في باريس ومرسيليا وليون وتولوز، للتنديد بالاغتيال ورددوا عدة شعارات، وقد حضر رئيس عمدة باريس "بيرتران ديلانوي" مسيرة التنديد في باريس، وقالت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني إنها يمكن أن تخفّض التصنيف الائتماني لتونس من +BB إلى درجة أقل، كما تم في 8 فبراير نقل جثمان شكري بلعيد من بيت والده بجبل الجلود إلى دار الثقافة بجبل الجلود، والتي انطلقت منها الجنازة نحو مقبرة الجلاز بتونس العاصمة، وتم حمل نعش بلعيد على عربة عسكرية على الطريق الوطنية رقم 1 ورافقتها حشود من الناس ومروحيات عسكرية، ليتم دفنه في نفس اليوم في "روضة الزعماء" بمقبرة الجلاز إلى جانب الزعيم صالح بن يوسف، في جنازة وطنية بناء على تعليمات رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي، وقد تولى الجيش التونسي تأمين الجنازة برّاً وجوّاً.
وقد حضرت عديد النساء الجنازة - على خلاف التقليد الإسلامي - ووقعت مناوشات بين بعض الشبان وقوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع على من أراد سرقة سيارات المشيّعين، وقد قام الشبان بإحراق بعض السيارت، وردد المشيّعون هتافات مختلفة منها: "الشعب يريد إسقاط النظام"، "يا غنّوشي يا سفّاح.. يا قتّال الأرواح"، إلى جانب أبيات من النشيد الوطني التونسي.
وتلا حمة الهمامي، الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية، كلمة تأبين أمام قبر "بلعيد" عقب دفنه، قال فيها: "دمك لن يضيع سدى يا شكري وسنواصل الطريق على درب النضال"، وقد حضر الجنازة الجنرال رشيد عمار قائد الجيوش الثلاثة، وراضية النصراوي، ومية الجريبي التي رافقت الجثمان من دار الثقافة بجبل الجلود إلى مقبرة الجلاز، وحضر أيضا أعضاء المجلس الوطني التأسيسي: عصام الشابي وإبراهيم القصاص ونور الدين حشاد وكمال الجندوبي وغيرهم، وقال خالد طروش، الناطق باسم وزارة الداخلية، إن عدد المشيعيين كان 40 ألفا.
وجدير بالذكر أن عشرات المتظاهرون في "جمعة الكرامة" في ميدان التحرير بوسط القاهرة، قد أدّوا صلاة الغائب على روح المناضل التونسي شكري بلعيد، وقال الصحفي سفيان بن فرحات - في 8 فبراير لقناة "نسمة" - إن جنازة شكري بلعيد تشبه يوم النصر أثناء عودة الحبيب بورقيبة إلى تونس من منفاه في فرنسا في 1 يونيو عام 1955، وجنازة النقابي التونسي فرحات حشاد، وأقام متظاهرون في 8 فبراير جنازات رمزية لشكري بلعيد في عدة مدن تونسية، منها: صفاقس والرديف وقابس وجندوبة وسيدي بوزيد وسوسة والمهدية وباجة والكاف وسليانة ومنزل بوزيان والمزونة وبنزرت وفريانة وجرجيس وجبنيانة والمنستير، وكان موكب الفراق في 9 فبراير بدار الثقافة بجبل الجلود وقد حضره العديد من الشخصيات العامة والسياسية، منهم: أحمد إبراهيم وإياد الدهماني وفاضل موسى أعضاء المجلس التأسيسي، ونور الدين حشاد ومحمد الحامدي عضوا المجلس الوطني التأسيسي.

تحقيقات حادث الاغتيال
أدلى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي بشهادته أمام قاضي التحقيق في قضية اغتيال بلعيد، بعد أن استمع القاضي إلى قيادات أمنية وإلى الحبيب اللوز، القيادي في حركة النهضة المحسوبة على الإخوان المسلمين، والذي اتهمته عديد الشخصيات السياسية والإعلامية بوجود قرابة له مع بعض القيادات الأمنية.
وقد سرّب موقع "الشاهد" صورة تقريبية للقاتل، وعقد وزير الداخلية آنذاك - علي العريض، وهو منتمٍ لحركة النهضة - ندوة صحفية أعلن فيها عن الإمساك باثنين من الجناة، وقال إن مطلق النار هو كمال القضقاضي وهو ينتمي للتيار السلفي المتشدد وما زال هاربا، وجُلب المتهمان الاثنان إلى مسرح الجريمة في 26 فبراير لإعادة تمثيل جريمة اغتيال بلعيد.
وفي 5 أبريل 2013 اتهم منجي الرحوي، عضو المجلس الوطني التأسيسي والقيادي في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد - حزب شكري بلعيد - قطر بالوقوف وراء اغتيال بلعيد، بينما نفت السفارة القطرية في تونس - في بيان رسمي صادر عنها -  علاقتها بعملية الاغتيال، حيث قالت إنها "تنفي جملة وتفصيلًا أيّة علاقة لقطر بمقتل بلعيد"، وأبدت استغرابها من "الحملة الممنهجة للزج باسم دولة قطر في قضية مقتل شكري بلعيد، رغم غياب أي رابط لها بالقضية حسب كل المعطيات، خلال التحقيقات أو حتى خارجها".
وقال عبد المجيد بلعيد، شقيق شكري بلعيد وعضو المكتب التنفيذي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد - أثناء مقابلة مع قناة "حنبعل" في 28 أبريل 2013 - إن المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية التونسية المؤقت، وعلي العريض وزير الداخلية أثناء الاغتيال، وعبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع وقت تصفية بلعيد، ورشيد عمار قائد الجيوش الثلاثة، كانوا على علم مسبق بعملية الاغتيال.
وقال مستشار رئيس الحكومة، نور الدين البحيري - في 24 يوليو 2013 - إنه تم الكشف عن كل تفاصيل عملية التخطيط والتنفيذ للاغتيال، وأصدرقاضي التحقيق بالمكتب الثالث عشر بالمحكمة الابتدائية بتونس، في 1 أغسطس 2013، بطاقة إيداع بالسجن ضد رجل الأعمال "فتحي دمق"، لأنه جعل منزلا يملكه في حي الغزالة بولاية أريانة مكاناً لاختباء المطلوبين في أحداث السفارة الأمريكية في تونس، وأن بعضهم له علاقة باغتيال شكري بلعيد ومحمد براهمي، حيث أن "بو بكر الحكيم" - المتورط الرئيسي في اغتيال براهمي - قد تردّد على هذا المنزل.
وقال رئيس الحكومة التونسية علي العريض في 4 أغسطس 2013، إن السلطات الأمنية قبضت خلال يوم الـ 3 من أغسطس على أحد المتهمين في عملية اغتيال بلعيد في مدينة حمام سوسة.

التكريم
* سُمِّيت ساحة على اسمه
* أطلقت قناة نسمة اسم "ستوديو شكري بلعيد" على الاستوديو الذي تكلّم فيه بلعيد مساء 5 فبراير 2013.
* تم وضع لوحة رخامية بساحة المنزه السادس قبالة المركب التجاري، كُتب عليها: "الشهيد شكري بلعيد"، وتم تحطيمها بعد ذلك بأيام قليلة، وتم القبض ليلة 18 فبراير على المعتدي والذي اتضح أنه أحد جيران "بلعيد"، والذي حطّم النصب ليتمكن من ركن سيارته في مأوى السيارات، وعُرض على النيابة العمومية في 19 فبراير، والتي أصدرت فيها الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بأريانة قرارا بإدانة المتورط والحكم عليه بالسجن أربعة أشهر.
* سمّت كلية الآداب والفنون والإنسانيات بـ "منوبة" إحدى ساحاتها بـ "ساحة الشهيد شكري بلعيد"، تخليدا لذكراه ولأنه اتخذ موقفا مضادا لمنزلي علم تونس في الكلية أثناء حادثة العلم، وقد دشّنت أرملته بسمة الخلفاوي الساحة في 7 مارس 2013 تزامنا مع الذكرى الأولى لحادثة العلم.