الكينج بكل تواضعه وسمو أحاسيسه ما زال يجلس على عرش القلوب.
الكينج هو آخر نقطة زيت تضىء بالبهجة حياتنا وكل من يستمعون له.. فهو صوت مترجم ويقتحم الإحساس بسرعة الفيمتوثانية لكى يسجل معادلة كيميائية إنسانية متفردة فى نفوس ووجدان الملتقى حتى ولم يعرف لغته.
الكينج صوت مثقف.. ثقافة روحية موسوعية تشغل هموم وطنه ومشكلاته الاجتماعية بمختلف مفاهيمها.. هذا النداء ليس محصورًا على الساحة الفكرية.. نموذجًا يجمع بين النظر والعمل وفيضان فكره.. سطوع شمسك ودفء شعاعه.. وظهور هلالك وقمرك يبعث بإلهام البهجة ليضفى على الحياة بكل أشعتها الروحانية الجميلة.
أيها الكينج الرائع عندما تغرد فإنك تجعل النفس تنتقل من الخيال للواقع وسلوك جديد ومتجدد.. عندما تغرد فنحن لا نسمع تغريدك ولكننا نعيش ونتعايش معها.. صوت ليس مجرد نظرية موسيقية وإبداعية لكنها قدرة على تغيير الحياة وتجدد النمطية إلى قوة متدفقة.. تعكس صورة تزيد فى تأثيرها تأليف عشرات بل ومئات الكتب.. يعمق فلسفتها.. ومنهجها وتفسير للعقيدة والإيمان.
رغم أنك الكينج لكن التواضع وإنكار الذات ترفع لواء الطبيعة التى تخاطبها.. وتغازلها وتنعش وجداننا.
أيها الكينج الرائع إنك منبر عظيم فى التنوير.. جهاز تنبيه لأهمية القيم الروحية التى تبلور سلوك الإنسان.
أيها الكينج.. أنت أعظم مؤلف وجدانى بعد أن خسرت رموزنا.. وأصبحت الآن تجلس مفردًا ومتفردًا على الساحة.. أروع صفحاته ضبط الفكر.. وتقول للناس فى مناجاتك إن أعظم من أنعم به الله على الإنسان هو سعة الخيال وامتداده حتى ما فوق حدود العالم المادي.. ومن صوتك أيها الكينج يستطيع الإنسان بروح الإبداع يجعل الفكر البشرى يستطيع أن يحيط بكل ماهو على الأرض من زراعة ومن المقومات وأصبح هذا الخيال هو الزاد.. وتحرس أهل المشاعر وتؤمنهم من البراكين وتجعل الإنسان يستقر على بر الأمان.. يربط الحاضر بالماضى ويتطلع بكل اليقين إلى أمانى المستقبل.. هو مدرسة التربية الروحية القادرة على مواجهة المعوقات فى الحياة البشرية.
أغنية واحدة تنطلق من أعماق الكينج لها فعل السحر فى تفاعلاتها لا يمكن أن تساويها أى مشاعر مهما كانت سلبيتها لتحقق داخل الإنسان نقطة تفاؤل.
لا تعرف الكلمات التى تنطلق من أعماقه ومدلولاتها لكنك إذا لم تعرف لغته لكن الانفعالات الحادة تجدها بالإنجليزية والألمانية وبلغات عديدة.
لماذا؟.. لأنه صوت منير..
لأنها صفحة النيل الصافية.. هى موكب الخير من هبة النيل.. لحظات بل ساعات الصدق واليقين والأمان والسلام النفسي.. فالصفحات بيضاء نقية.
محمد منير.. الصوت الذى جاء من الجنوب ليغزو قلوب أهل الشمال ويعلن نفسه عملاقًا على الساحة ليجلس تحت سفح الجبل.. وينظر أمامه إلى النخيل ثروة روحية فتتجدد كل يوم.
محمد منير.. اختار له هذا الاسم تقديرًا لزميله الأستاذ محمد منير حسن معلم الأجيال فى النوبة.. هو الرائد الذى أسس المدرسة الرئيسية فى بناء أجيال النوبة.. فاختار له هذا الاسم ليكون من هذا الاسم العلامة الرئيسية لمسيرة المنهج والعلم والتنوير داخل بلاد النوبة التى قيل عنها إنها لا توجد لها مكان على خريطة غرس العقول المستنيرة.
محمد منير ابن بلدة (الدر) الشقيقة الكبرى للديوان عاصمة المركز التى انطلق منه إعلان البشرى لمولد هذا الينبوع من فيض العطاء لتجاوز كل الحدود جنوبًا إلى الشرق ليسطع بنجوميته متفردًا ليكون ملحمة العطاء.. الراسخ فى الأعماق والأذهان.
إن الموهبة لا يمكن حصارها.. ولا يمكن تحجيمها والقيمة تزداد ولا تتناقص.
خالص التحية إلى بلدياتى الجنوبى محمد منير.