الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

أرثر ميلر.. الرجل المحظوظ

أرثر ميلر
أرثر ميلر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الخميس، ذكرى ميلاد الكاتب المسرحي والروائي الأمريكي أرثر ميلر، الذي يعد أحد عمالقة المسرح الأمريكي المعاصر، ومن كبار المدافعين عن الحرية الفكرية، والمنادين بفكرة أن المسرح في متناول الجمهور.
ينتهج ميلر نفس منهج الكاتب المسرحي النرويجي هنريك إبسن، مؤسس مدرسة الواقعية الاجتماعية، التي كانت تهدف إلى زيادة الوعي والإدراك بالحياة وتغيير الواقع الاجتماعي.
مازال ميلر متمسكا بفكرته القديمة وهي: على المسرح أن يهز الإنسان، وينسف الأشياء التي تفتقر إلى المعنى قبل وفاته، ولكنه كان في نفس الوقت قلقا على واقع المسرح حيث قال: "إن العمل المسرحي قد تحول إلى سلعة كما تحول كتاب المسرح إلى موظفين يعملون في المسارح وحتى المخرجين لم تعد تراودهم الرغبة في تبني المواهب والنهوض بالفن، والمعيار الوحيد للنجاح هو ما إذا كان الإنسان قادرا على تحقيق الثروة المادية".
تميز ميلر بغزارة إنتاجه الأدبي في المسرح، حيث تنوعت كتاباته في المسرح، والرواية، والقصة القصيرة، والمقال، والشعر، والنثر، وتحولت العديد من كتاباته إلى مجموعة من الأفلام سينيمائية، وحلقات التليفزيون، وكانت أول تلك الأفلام عن مسرحيته "كلهم أبنائي"، الذي قدم في 1948 بالأبيض والأسود للمخرج إرفينج ريس، شارك في بطولة العمل إدوارد جي روبنسون، وبرت لانكستر، وتوالت أعماله التي ظهرت كأفلام أو حلقات تليفزيونية حتى 61 عملا بلغات عدة.
تميزت كتابات ميلر المسرحية بأطروحات حادة في تناولاتها للإشكاليات المعاصرة للإنسان وخاصة الأمريكي، عقب تخرجه من الجامعة كتب أول عرض مسرحي بعنوان "الرجل الذي كان ينعم بكل الحظ"، وكان يحمل أثر التمزق والضياع معبرا عن أيام الكساد الذي عاش بها، كما تأثر بالأفكار الاشتراكية أيضا، وأعجب بالمسرح الثوري، وتتلمذ على أعمال المسرحي النرويجي "هنريك إبسن"، مؤسس مدرسة الواقعية الاجتماعية، التي تهدف إلى زيادة الإدراك والوعي بالحياة وتغيير الواقع الاجتماعي.
بفضل أعماله الجيدة جعلته ينال العديد من الجوائز والتكريمات، فقد حصلت مسرحيته "كلهم أبنائي" على جائزة دائرة نقاد الدراما وجائزة توني، كما حصدت مسرحية "موت بائع متجول" أيضا على جائزة بيرلتز وجائزتي توني وجائزة دائة النقاد، وكانت أول مسرحية تحصد ثلاث جوائز حتى تناول عرضها مايقرب نحو 700 مرة، وترجمت إلى أكثر من 20 لغة.
تناولت مسرحية الشهيرة "موت بائع متجول" الصراع بين الأجيال داخل العائلة الواحدة، وقلة تقدير جيل الشباب لتضحيات الجيل الذي سبقه وتنتقد بين صفحاتها الحلم الأمريكي، ومن هنا يلقي المؤلف الضوء على قضية الفقر والطموح ضمن بُعدين مختلفين وهما الأول يتمثل في العائلة الواحدة، وما ينتج عنها من تفكك أسرى وتناقضات في وجهات النظر، أما الثاني في الاستغلال والطمع وما ينتج عنه من أزمات اجتماعية.