لا تزال تركيا تمارس عدوانها الغاشم على الدول العربية الشقيقة دون أن تجد من يردعها وتحديها للقانون الدولى ومواثيق الأمم المتحدة والشرعية الدولية عندما بدأت الأربعاء الماضى العملية العسكرية فى سوريا بدأت بضربات جوية ونيران المدفعية حيث أفادت وكالة «سانا» السورية الرسمية، أن تركيا بدأت «عدوانا» على منطقة رأس العين، أدى لحركة نزوح كبيرة للأهالي، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على مدى عنجهية النظام التركى ورجب طيب أردوغان الذى لم يتوان لحظات عن دعم الإرهاب العالمى والهجوم المستمر على مصر ونظام الحكم فيه، ناهيك عن بث الأكاذيب والشائعات وممارسة حروب الجيل الرابع ضد الحكم بالتعاون مع جماعة الإخوان الدولية الإرهابية والتى تمارس بث سمومها من قطر ونشر الشائعات والأكاذيب وفبركة الفيديوهات كما شاهدنا من قبل.
وليس غريبا أن يدين العالم كله ما قامت به تركيا ضد الشعب السورى واقتحامها الحدود السورية فى تحدٍ واضحٍ للأعراف الدولية والقوانين. كما أن إنجازات أردوغان التى يتغنى بها أنصاره ليست إلا ذرا للرماد على العيون ولا تعدوا كونها جعجعة بلا طحين، وأن أغلب تصريحاته جوفاء ومضطربة يشهد لذلك تناقض مواقفه فور الوقوع تحت ضغط الانتقادات الدولية، مثل التناقض بين تصريحاته فى نوفمبر الماضى حين قال: «إن عمليات الجيش التركى فى داخل الأراضى السورية تهدف لإنهاء حكم الرئيس السورى بشار الأسد»!! والآن يقوم بالعدوان عليها وسط استغراب وذهول العالم وإدانة مصر والدول العربية لهذا الفعل المشين!
الأمر الذى استوجب عقابه دوليا كما فى مشروع القرار الذى قدمه غراهام والسيناتور فان هولن، فإن العقوبات تستهدف كلا من الرئيس التركى ونائبه ووزير الدفاع الوطنى ووزير الخارجية ووزير الاقتصاد ووزير التجارة بسبب أحداث العدوان بالإضافة على وزير الطاقة والثروات الطبيعية. وهي: فرض عقوبات على التجارة العسكرية مع تركيا وعقوبات تستهدف قطاع الطاقة التركى وحظر المساعدات العسكرية الأمريكية وحظر منح تأشيرة لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية ضد قادة أتراك وهذا أقل ما يمكن أن يقدم من عقوبات ضد تركيا!
وليس غريبا على تركيا أن تكيل بميكيالين فى تعاملها مع الأمور الدولية عامة وهناك أمثلة عديدة لهذا فقد أعلنت من قبل قطع علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل لتعيدها دافئة مجددا بطريقة أثارت استنكار المسلمين بل تسببت فى رفع درجة السخط على تركيا بشكل كبير للغاية!
الأمر الآخر أن أردوغان قام بإرسال طائرة تركية للمساعدة فى عملية إخماد الحرائق التى تجتاح إسرائيل فى حين ما زالت ألسنة اللهب تتصاعد من حلب المجاورة بسوريا! وجثث المسلمين متناثرة فى شوارع المدينة ولم تحظ بهذا الاستنفار من تركيا رغم القرب فى المسافة والدين والعروبة والتاريخ..!
لقد سارع أردوغان لإخماد نار تحرق إسرائيل التى قامت بنفسها بحرق غزة بقنابل الفوسفور وألقت بالحمم على رؤوس الأطفال الفلسطينيين فى المدارس والمستشفيات والبيوت بلا أدنى رادع ليسقط بذلك أردوغان جميع استنكاراته التى دغدغ بها مشاعر المسلمين فى حادثة سفينة مرمرة!
وفى الشأن المصرى التركى حدث ولا حرج فقد قدمت تركيا من السياسات العدائية ضد مصر الكثير والكثير بداية من الهجوم المتكرر عليها وتمويلها للإرهاب ضد مصر والسعى للتدخل فى شئونها الداخلية وكذلك التدخل فى قضية سد النهضة فى إثيوبيا بتقديم المساعدة فى بناء السد الذى يهدد حياة المصريين وكاد يتسبب فى حرب إقليمية لا زالت شراراتها تهدد استقرار المنطقة ولكن مصر تتعامل مع هذا الملف بحرفية شديدة وباعتباره قضية حياة أو موت بالنسبة للمصريين.!
ووصل الأمر بأن عرض أردوغان على الحكومة الإثيوبية أن تشارك الشركات التركية فى إتمام بناء السد حين تراجعت الشركات الصينية عن ذلك، فإلى متى السكوت على أفعال النظام التركى بحق الوطن والشرعية الدولية ومواثيق الأمم المتحدة وانتهاك حرمة الدول الشقيقة!.