رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«الممر».. إنعاش للذاكرة وانزعاج في إسرائيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بصراحة، لم أذهب للسينما منذ سنوات، العمل يقتلني، أتابع أولادى وهم يتحدثون فى حوارات أو دائرة نقاش حول إيفيهات الفنان أو الفنانة، حتى دائرة أصدقائى لم أجد بينهم من هو غاوى سينما، مع الأسرة ممكن مرة مرتين ثلاثة خمسة، على أكثر تقدير، أكون قد ذهبت معهم إلى السينما.
فى يوم عدت للمنزل مبكرا؛ فوجئت بابنتى نورا تدعونى والأسرة لمشاهدة فيلم حلو ورائع- على حد وصفها- ولاحظت أن نهلة زوجتى خريجة الإعلام، وعمر مهندس وخريج الجامعة الأمريكية، ويوسف الفرقة الخامسة بكلية الهندسة أيضا، موافقين على دعوة نورا- بالمناسبة هى تعمل فى أحد البنوك- وتحمل بكالوريوس من الجامعة الأمريكية «بيزنس»، وما زالت ترتقى دراسيا فى الجامعة.. أنا شخصيا توقعت أن يكون الفيلم أجنبيا أو كوميديا، وأن نورا والأسرة يحاولون تخفيف الحياة عنى، ذهبنا لأحد المولات، ودخلت نورا وحجزت التذاكر، واشترت لكل منا ما يحبه ونصيبى كان فيشار بحجم كبير، أثناء دخولى لقاعة السينما لم ألتفت لأفيش الفيلم، ولم أكلف نفسى للنظر للإعلانات على الأقل للتعرف على الأبطال أو الممثلين.. وقبل أن يبدأ الفيلم.. قالت نورا أنا شوفت الفيلم من قبل مع عدد من الأصدقاء، ومتأكدة هيعجبكم، إنه «الممر»، وشاهدنا الفيلم بصمت رهيب ومتابعة دقيقة، وتشجيع وفرحة، صالة العرض كانت أنفاسها تقطعت، التفت حولى فوجدت الأسر بكاملها، والشباب الأكثر عددا.
«الممر» فيلم العائلة، والشباب هم أكثر الشرائح المتابعة له من داخل صالات العرض، وكان السؤال منى لأسرتى: كيف جذبكم «الممر»؟ وتهافت الشباب حتى طلاب وخريجو الجامعة الأمريكية من نصنفهم بأنهم محبون للحياة، وأيضا مختلفون فى تعاملهم مع قضايا الوطن، والبعض يتهمهم بوجود اختلافات مع غيرهم بالنسبة لقضايا البلد. «الممر» فيلم خطورته أنه حمل لنا أعمق الإجابات لأخطر الأسئلة التى تشغلنا من ٢٠١١.. حدد لنا من هو اللاعب الرئيسى فى سيناريو حرق البلدان العربية وتمزيقها، ومحاولته صناعة حرب أهلية فى كل بلد بعد اصطناع انقسامات وتغذيتها سواء على أساس دينى أو عرقى أو غيرهما. «الممر» أعاد لنا الذاكرة.. والتى اختزلناها، فمنذ ٢٠١١ نعيش فى أحداث متلاحقة حول الحياة نفسها، هنكمل أو نموت. «الممر» أعاد لنا ذاكرة الانتصار، المواقع والأبطال والزمن، كيف انتصرنا على الأرض فى الوقت الذى شكك الجميع حول العودة بعد هزيمة ٦٧.. الجيش المصرى كان أكثر مننا ثقة فى نفسه والشعب..
«الممر» بجد كان وراء دفعنا لإعادة التفكير حول المشكلات التى نعيشها والتحديات التى تواجهنا كشعوب عربية؛ فقدت أدنى مقومات الحياة وهو الأمن..
مجرد فيلم بيعمل فينا كده.. الإجابة جاءت بعد أن قرأت عن الغضب الإسرائيلى، بث الفيلم على قناة والمتابعة الرائعة من كل شرائح المجتمع المصرى، وخاصة شريحة الشباب، وهو ما يشكل خطرا على الدولة العبرية، كما قال الإسرائيليون من السياسيين والمختصين. بالطبع إسرائيل انزعجت لأنها أدركت أن «الممر» أيقظ الشارع العربى، وأجاب له عن أسئلة من نوع: من المستفيد من حرق الوطن العربى واستنزاف موارده المختلفة؟ من المستفيد من ظاهرة العنف التى لم نكن نعلم عنها إلا من خلال الصحف؟ وأصبحت تدور حولنا، ومن اللاعب الرئيسى وراء ما يحدث.بالطبع من خلال «الممر» تأكدت أن إسرائيل وأمريكا وراء ما يحدث فينا من مصائب وحروب وقتل وسرقة موارد، إنهم يريدون أن يجردونا مما نملك، والأهم يشغلوننا عن عالمنا الذى نعيشه ليتثنى لهم تقطيع أوصال بلادنا وانشغالنا عن عالمنا العربى والخارجى، والعراق تجسيد للفكرة.. تصوروا وصل بنا الحال فى ٢٠١١ إلى أولوية ضمان حياة الفرد وأسرته، وقوت يومه وبنزين سيارته وأماكن المظاهرات وحرق الأقسام وتفجيرات الكنائس والقتل داخل الجوامع وسرقة السيارات، وتبدلت الاهتمامات، فيها صرفنا نظر عن كل ما يجرى فى الخارج وحولنا.هنا بدأت أمريكا وإسرائيل تنفيذ خطط إسرائيل الكبرى بضم القدس وإعلانها عاصمة إسرائيل دون أدنى احترام لأى قيم إنسانية أو قانونية.. بلطجة وسرقة عينى عينك.
«الممر» كشف للشارع العربى عن المؤامرة التى تدور حول بلداننا العربية وأسماء الدول.. إنهم يريدون لنا العيش فى غيبوبة نفقد فيها ونستنزف حياتنا، لنحرق أوطانا ليقيموا عليها أوطانهم كما رسموا وخططوا. «الممر» كشف لنا أيضا أن مصر أفشلت المخطط وكشفته لذا هم يعاقبوننا.الأهم أن إسرائيل وأمريكا لتنفيذ مخططهم استغلوا شريحة منا لتحقيق أهدافهم لحرق أوطاننا وإشعال الفتن فى بلادنا، بالطبع غضب وخوف إسرائيل من فيلم «الممر» مبرر.. فالفيلم ساعدنا على فهم الحقائق.