دعا الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي، سفير جنوب أفريقيا جيري ماتيوز ماتجيلا، اليوم، تركيا إلى "حماية المدنيين" والتحلي "بأكبر قدر من ضبط النفس" في عملياتها العسكرية في سوريا.
وعبّر رئيس المجلس لشهر أكتوبر الجاري، عن أمله في أن يعقد اجتماع لهذه الهيئة بأسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أنه يعود إلى الذين يصيغون قرارات حول سوريا الدعوة إلى اجتماع من هذا النوع.
وفي هذه الإطار تقوم الكويت وبلجيكا وألمانيا بصياغة نص حول المساعدة الإنسانية، وكان الدبلوماسي يتحدث قبل اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول جمهورية الكونغو الديموقراطية، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، أشارت في وقت سابق، اليوم، إلى وقوع قصف جوي ومدفعي تركي على مدينة رأس العين بريف الحسكة بشمال سوريا، وذكرت الوكالة أن القصف تسبب في حركة نزوح كبيرة للأهالي، وأنه استهدف مواقع لقوات سوريا الديمقراطية في قرى المشرافة وخربة البنات بريف رأس العين.
من جانبها، أكدت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" أن المقاتلات التركية بدأت تشن ضربات جوية، مضيفة أن حالة ذعر هائلة تسود بين سكان شمال شرق سوريا، ونقلت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية، عن مصادر إعلامية سورية قولها "إن تركيا بدأت عدوانا على منطقة رأس العين بريف محافظة الحسكة الشمالي الغربي"، مشيرة إلى أن قصفا جويا ومدفعيا مكثفا على المنطقة أدى لحركة نزوح كبيرة للأهالي.
وأضافت المصادر، أن القوات الجوية التركية استهدفت مواقع قوات سوريا الديمقراطية في قرى المشرافة وخربة البنات بريف رأس العين، وكان العديد من سكان منطقة تل أبيض، الواقعة في منطقة الجزيرة شمال سوريا والتي تبعد 100 كيلو متر عن مدينة الرقة باتجاه الشمال، قد بدأ بالنزوح في الوقت الذي تستعد فيه قوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية في المنطقة للهجوم التركي، وفقا لما ذكرته وكالة انباء "الشرق الأوسط".
وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره العاصمة البريطانية "لندن"، في تصريح اليوم إنه تم رصد، بدء انسحاب القوات الأمريكية من المناطق الواقعة بين تل أبيض ورأس العين مواقع انتشارها على الحدود مع تركيا، وأشار إلى أن الانسحاب الأمريكي يأتي بعد ساعات من إعلان البيت الأبيض، أن تركيا ستباشر قريبا بالعملية العسكرية التي طالت تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بها على مدار الفترة الماضية.
وكانت الرئاسة الفرنسية، أكدت في وقت سابق اليوم، أن الرئيس إيمانويل ماكرون أعرب عن "قلقه الشديد" من عملية العسكرية التركية في شمال سوريا، والتقى بالقيادية الكردية إلهام أحمد أمس الأول الاثنين، وأوضحت مصادر في محيط الرئيس الفرنسي لوكالة الأنمباء الفرنسية "فرانس برس"، أن "الفكرة هي الإظهار بأن فرنسا تقف إلى جانب قوات سوريا الديموقراطية لأنهم حلفاء أساسيون في القتال ضد داعش، وبأننا قلقون جداً من احتمال شن عملية عسكرية تركية في سوريا وسنوصل هذه الرسائل مباشرة للسلطات التركية".
وبعد إعلان الأحد سحب عسكريين أمريكيين من شمال شرق سوريا تمهيدا لعملية عسكرية تركية غير الرئيس دونالد ترامب أمس الأول الإثنين لهجته، مؤكدا أنه "سيقضي على الاقتصاد التركي تماما في حال تجاوزت أنقرة حدودها".
وكتب ترامب في تغريدة "قد نكون في طور مغادرة سوريا، لكننا لم نتخل بأي شكل كان عن الأكراد الذين هم أشخاص مميزون ومقاتلون رائعون"، مشددا في الوقت نفسه على أن واشنطن لديها علاقة مهمة مع تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي والشريك التجاري.
وسخر رئيس الوزراء الفرنسي ادوار فيليب، أمس الثلاثاء، من هذا التعليق مؤكدا أن الحكومة الفرنسية تفضل أن "تقول الأمور بشكل ثابت ومتماسك بدلا من التردد الواضح لبعض الأطراف وخصوصا من قبل أصدقائنا الأمريكيين"، مؤكدا "ضرورة الحفاظ على قوات سوريا الديموقراطية" معربا عن القلق بسبب تهديدات تركيا بشن هجوم على شمال شرق سوريا.