السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

البابا: معالجة الإلحاد بالحوار والمحبة

لبابا تواضروس الثاني
لبابا تواضروس الثاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في عظته الأسبوعية اليوم الأربعاء بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، إن "خطية التمرد أو العصيان" تأخذ أشكالا ولها نماذج في الكتاب المقدس، جعلت خطية العصيان واضحة، فالبعض يتمرّد على الوصية الإلهية، يسمع ولا ينفّذ، مثلا على المستوى الشخصي "آدم" يسمع الوصية ويلقنها لحواء ويكسر الوصية، فيسمع الله يسأله أين أنت؟ وعلى مستوى الأسرة "حنانيا وسفيرة" هم أسرة وكسروا الوصية أيضًا، وعلى مستوى الشعوب تاريخ "بني إسرائيل" يُذكر أنهم شعب معاند لا يستمع لوصايا الله، وكسر الوصية والتمرد له عقاب.
وقال إن هناك شكلا آخر يتمرد على عطايا الله "يهوذا" اختاره المسيح وأعطاه نعما كثيرة كان قريبا منه، ومن التلاميذ ورأى الكثير من المعجزات التي حدثت أمامه، ولكن في نهاية حياته عصى وتمرد، وكان النتيجة خروجه وهلاكه.
وأضاف: هناك مَن يعصي ويتمرد على أعمال الله، مثل شعب إسرائيل يتمرد على "صموئيل النبي" ويطلبون منه ملكا، والنتيجة أخيار ملوك، ويسقطون في مسلسل من الخطايا.
وأكد أنه ليس من السهل أن يعترف الإنسان بخطاياه ولكن داوود النبي يقول كبعد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصينا"، ويقول أيضًا "من كل معاصٍ نجني لا تجعلني عارا"، والمسيح نفسه قيل عنه إنه "مجروح من أجل معاصينا"، حتى يفدينا من معاصينا.
واستطرد أن بولس الرسول ربط بين خطية آدم وفداء المسيح، قائلًا إنه "كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرين خطاه، هكذا أيضًا بطاعة الواحد سيجل كثيرين أبرارا".
وفي تاريخ الكنيسة على مستوى العالم ولأكثر من 2000 سنة يظهر من يعاند ويتمرد على الكنيسة وأشهرهم هرطقة أريوس، والتي واجهها الأنبا أسانسيوس وأوقف هرطقته ومات أريوس في شر هرطقته، وبكل زمان يظهر هؤلاء الذين يعاندون الإيمان ويعصون الكنيسة، والذين وقفت أمامهم الكنيسة، ورفضوا التوبة عن خطاياهم.
وأضاف أن صورة التمرد على الله نراها اليوم في موجة الإلحاد، والتي يتفاخر بها الملحد اليوم، أنه تمرد الإنسان على سلطة الله وهناك مفاهيم خرجت منذ مئة سنة مثل أن "الله له السماء والإنسان الأرض" والتي مهدت لظهور الإلحاد اليوم.
وقال إن هناك صورة أخرى للتمرد وهي التمرد على النفس "تصالح مع نفسك تتصالح معك السماء والأرض" وهذا النوع يسبب أتعابا كثيرة للإنسان، تقوده للإدمان للجريمة للإيباحيات حتى يقبل نفسه، ولكن الصورة هي أنه يتمرد على نفسه، كما يعاند سلطان الأسرة والتي أوجدها الله بصورتها الجميلة ويظن أنه أفضل من أبويه وفي الغرب يترك الأسرة ليثبت ذاته.
وأضاف أن هناك نوعا آخر وهو التمرد على المجتمع الذي يعيش فيه، وأخيرًا الصور كثيرة، ولكن من المهم أن يرى الإنسان نفسه ويدرك إن كانت الخطية بداخله.
وأضاف أنه يمكن أن يواجه الإنسان عناده، خاصة المتمرد على سلطة الله "الملحد" بأن يبدأ بالحوار داخل البيت والكنيسة، والابتعاد عن صورة الأمر لأن الحوار عمل إنساني راقٍ و"إن لم يوجد حوار فهناك شجار" و"الصمت هو بناء الجدار" والحوار فن يدرس حتى يتمكن الإنسان من تفهم الآخر فلا بد أن نسعى للحوار حتى نفهم وندرك الحق.
والعلاج الثاني هو الصبر، والعلاج الثالث للمتمرد هو وجوده في وسط المحبة، فالمحبة تصنع العجب، وهو ما فعله المسيح مع أحد تلاميذه أوجد موقفا ليثبت له أنه يحبه رغم أنه أنكره وكان وسيلة قوية عادت ببطرس لإخوته. 
وأخيرًا دعا البابا الشعب لفحص النفس ومواجهة تمردهم والتعامل معه.